کما تعلمون فإن الصلاة بالإضافة الی أنها تکلیف، لها آثار و برکات معنویة و مادیة کثیرة فی حیاة الفرد، فیُمکن للشخص الثری أن یستأجر أولاده و ورثته بأمواله للصلاة عنه و قد تخفّف هذه الصلاة الاستئجاریة من عذابه الأخروی، لکن بلا شک سیحرم هذا الشخص من الفیوضات و البرکات الدنیویة و کذلک من الدرجات الاخرویة التی جعلها الله للمصلّین.
و من هنا نحاول الاشارة الی بعض الفروق بین الشخص المصلّی و بین غیر المصلّی الذی یصلی عنه صلاة استئجاریة:
1- من الفروق بین المصلی بشرائطها فی الدنیا و بین من یصلی عنه بعد حیاته، هو أن المصلی تدفع صلاته عنه الفحشاء و المنکر « ... و أقم الصلاة إن الصلاة تنهی عن الفحشاء و المنکر ...»[1] و من الطبیعی کل صلاة بمقدار احتوائها علی الکمال و روح العبادة تنهی صاحبها عن الفحشاء و المنکر و لیس علی السواء، و لکن مهما کان الامر فهذه النعمة محروم منها غیر المصلی، لذلک یحرم عن الواقی من الفساد و الذنوب و الفحشاء و المنکرات بسبب عدم صلاته.
2- الإنسان یحتاج الی الرحمة و البرکات الإلهیة، إذا أراد أن یعیش فی هذه الدنیا، و من أهم موجبات الرحمة الإلهیة فی الحیاة الدنیویة هی الصلاة. فتارک الصلاة قد حرّم نفسه و أبعدها عن الرحمة الإلهیة فی الدنیا.
قد یکون لهذا الشخص أموال و ثروات کثیرة، و لکنها و بدل أن تُصرف فی سبیل الله و القرب الإلهی، صارت سبباً لإبتعاده عن الله و الرحمة الإلهیة. و ذلک لأن تارک الصلاة لا یوجد فی دنیاه غیر عبادة الدنیا. فحتی لو اُدّیت عنه صلاته المتروکة بعد وفاته - إن وجد المؤدی- و لکن هذه الصلاة لا تُسقط عنه التکلیف، و لیس لها أثر من الرحمة و القرب الإلهی و الدرجات المعنویة العالیة فی الدنیا و الآخره، فیبقی محروماً منها.
لمزید من الاطلاع علی الفروق و الآثار الاخری و کذلک الآیات و الروایات التی تتعلّق بالصلاة و بتارکها راجعوا المواضیع التالیة:
1- «معنی و آثار الصلاة»، السؤال 2997، (الموقع: 3242).
2- «علة وجوب الصلاة»، السؤال 2552، (الموقع: 2688).
3- «تارک الصلاة»، السؤال 3075، (الموقع:3313).
4- «الصلاة النیابیة عن الأب و الام»، السؤال 1499، (الموقع: 1536).