من الواضح أن احدى الاهداف التی یحققها الزواج تلبیة الحاجات الجنسیة بالاضافة الى الاهداف السامیة الاخرى التی تعرضنا لها فی حینها.[1]
و مع الاعتراف بان شروط الزواج قد تعقدت کثیراً فی هذه الایام، لکن الانسان الملتزم بشریعة السماء و المتقید بآدابها و سننها و المؤمن بأن حل جمیع العقد بیده سبحانه یستطیع التوکل علیه سبحانه و اعتماد توصیات الأئمة (ع) فیشرع بحیاة زوجیة بعید عن تلک التعقیدات و التشریفات و البهرجة الزائدة عن الحاجة، مکتفیا بمراسم بسیطة جداً و بأقل ما یمکن من الامکانات. فاذا قام بذلک فسیاتی الوعد الالهی فی الاخذ بیده نحو السعادة و الحیاة المطمئنة الذی ورد فی قوله تعالى " وَ أَنْکِحُوا الْأَیامى مِنْکُمْ وَ الصَّالِحینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَ إِمائِکُمْ إِنْ یَکُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلیمٌ".[2]
وعلى هذا الاساس یکون الطریق الافضل للشباب هو اختیار الزواج المیسر البعید عن التعقیدات و التشریفات الزائدة. و من الجدیر بالذکر هنا أن الشاب الذی یطمح بتحقیق کل ما یریده دفعة واحدة لایستطیع تحقیق ذلک الطموح لأن هکذا طموح بعید المنال فی الغالب بالاضافة الى ما یستلزمه من ایقاع صاحبه فی مشاکل الحیاة المعقدة. و من هنا علیه ان ینظر الى القضایا نظرة موضوعیة بعیدة عن التوهمات و التخیلات الباطلة. وعلیه ان یهتم بالبعد الکمالی و المعنوی و الاخلاقی فاذا وصل الى هذه المرحلة التی تؤهله لخوض غمار الحیاة الزوجیة فلیتوکل على الله تعالى و من یتوکل على الله فهو حسبه، فاذا شرع فی حیاته الزوجیة علیه ایضا أن یکون أهلا فی تحمل المسؤولیة و یبذل قصارى جهده لتوفیر الحیاة الکریمة له و لزوجه.
فعلیک التوکل على الله و السعی لاستغلال اقرب فرصة توصلک الى الدخول فی الحیاة الزوجیة بالشروط المیسرة التی ذکرناها و حینئذ تنجو من الوقوع فی المعاصی و الذنوب. و هذا فی نفسه یتوقف فی جانب کبیر منه على ما ترومه و تتوقعه من الزواج فکلما کانت الشروط التی تفرضها أنت و الخصائص التی تریدها من المرأة التی تروم الزواج بها قلیلة کلما وفرّ لک ذلک سهولة الوصول الى الهدف المنشود.
نعم، اذا لم تستطع حتى من تحقیق هذا المقدار الیسیر من الشروط فهنا علیک بالصیام و الریاضة و ملء الفراغ و التحرز عن کل شیء یثیر الغریزة الجنسیة لدیک.
مواضیع ذات صلة:
العلاقة بین الدعاء و السعی فی أمر الزواج، رقم 2594 (الرقم فی الموقع: 2873).
شروط الزواج الناجح، الرقم2776 (الرقم فی الموقع:3027).