قضیة الاستهزاء بالصالحین و المؤمنین لیست من الامور الحدیثیة بل هو اسلوب قدیم تعرض له کافة الانبیاء تقریباً، و هذا الامر یظهر لمن یطالع تاریخ الانبیاء و الصالحین.
و من الواضح أن القرآن الکریم قد عد اسلوب الاستهزاء بالاخرین من الاسالیب الوضیعة و الامور الذمیمة کما فی قوله تعالى "یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ یَکُونُوا خَیْراً مِنْهُم".[1] فالاستهزاء طبقا لهذه الآیة الکریمة لیس من صفات المؤمنین. هذا من جهة و من جهة ثانیة إن الاختلاف العقائدی بین المسلمین لا یمکن لاحد انکاره فهو واقع موضوعی و لا یمکن التوصل الى مشترکات فی الحوار و التقارب بین المسلمین باعتماد اسلوب التهکم و السخریة و انما نحتاج الى اعتماد المنهج العلمی و مقارعة الحجة بالحجة و قد تصدى و لله الحمد علماء المسلمین (شیعة و سنة) للرد على عقائد الوهابیة و إثبات إنحرافها. فعلیهم أن یعتمدوا نفس الاسلوب و یدافعوا عن عقائدهم بالاسلوب الامثل لا إعتماد اسلوب السوقیة من الناس و التنابز بالالقاب الذی هو بضاعة العاجز و الفارغ فکریاً، و لاریب أن أفضل منهج فی مواجهتهم هو مطالبتهم بالحجة و البرهان "قُلْ هاتُوا بُرْهانَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صادِقین" [2]