لاشک ان مراقد الائمة الاطهار و الاماکن المقدسة تحظى و ما زالت باحترام المسلمین؛ لان فی احترام تلک الاماکن المقدسة احتراماً لاصحابها. من هنا لابد من مراعاة الحد الاقصى من احترامها و تجنب کل ما من شأنه ان یکون عامل هتک لحرمتها و قداستها.
اما بالنسة الى حکم النوم من الناحیة الشرعیة فی الاماکن المقدسة کالمساجد و المراقد و... فلا مانع منه، بمعنى انه لیس محرما الا اذا کان من الناحیة العرفیة یعد هتکاً لحرمتها، ففی مثل هذه الحالة یشکل النوم فیها و لذلک افتى بعض الفقهاء بانه: "یجوز لکل مسلم إشغال المسجد بالصلاة و سائر العبادات و التدریس و غیره حتى النوم و البیع و الشراء، إلا ما کان على نحو تهتک به حرمة المسجد".[1]
و لقد اشار باقی الفقهاء الى هذا المعنى نکتفی بذکر نموذجین منها:
1. قال الشیخ الطوسی (ره): یکره النوم فی المساجد کلها و خاصة فی المسجد الحرام و مسجد النبی (ص).[2]
2.قال آیة الله العظمى السید الخامنئی دام ظله: یجب الاجتناب عن کل ما یتنافى مع شأن و منزلة المسجد، و النوم فیه مکروه.[3]
الجدیر بالذکر ان بعض الروایات اعتبرت النوم فی خصوص المسجد الحرام مکروها و فی خصوص المحدودة التی کانت على عهد رسول الله (ص)، فقد روی عن عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لابِی جَعْفَرٍ (ع) مَا تَقُولُ فِی النَّوْمِ فِی الْمَسَاجِدِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ الا فِی الْمَسْجِدَیْنِ- مَسْجِدِ النَّبِیِّ (ص)....إِنَّمَا یُکْرَهُ أَنْ یَنَامَ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِی کَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَأَمَّا النَّوْمُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَلَیْسَ بِهِ بَأس".[4]