باعتبارکم من اتباع المذهب الحنفی کان من المناسب ان تتصل بعلماء المذهب الحنفی لعل عندهم رؤیة خاصة فی المجال، اما وفقا لمذهب أهل البیت علیهم السلام فیکون الجواب بالنحو التالی:
لقد اهتم الاسلام بامر الزواج وبحثه من اکثر من جانب، یقول الامام الخمینی (قدس) فی تحریر الوسیلة:
مما ینبغی ان یهتم به الانسان النظر الى صفات من یرید تزویجها، فعن النبی صلى الله علیه وآله وسلم: "اختاروا لنطفکم، فان الخال احد الضجیعین" وفی خبر آخر "تخیروا لنطفکم فان الابناء تشبه الاخوال".[1]
وعن مولانا الصادق علیه السلام لبعض اصحابه حین قال: قد هممت ان اتزوج:" انظر این تضع نفسک، ومن تشارکه فی مالک، وتطلعه على دینک وسرک، فان کنت لابد فاعلا فبکراً تنسب الى الخیر وحسن الخلق".[2]
وعنه ایضا:" انما المراة قلادة ،فانظر ما تتقلد".[3]
من هذه الاحادیث الشریفه وغیرها نفهم ان قضیة الزواج قضیة حساسة للغایة جدا فلابد من الاحتیاط فیها وامعان النظر لان القضیة ترتبط بمصیر اسرة اسلامیة وانها النواة الاولى للمجتمع الاسلامی ولنشـأة الجیل المستقبلی، والحقیقة اننا لانرى الطریقة المتبعة من خلال" الجات" الانترنیت تفی بهذا الغرض المهم جدا ولاتحقق المطلوب بالصورة التی یریدها الاسلام،نعم قد یکون الانسان ذکیا جداً وصاحب نباهة وخبرة بحیث یطلع على المواصفات التی یریدها من خلال "الجات" الانترنیت ولکن نحن نتحدث عن الحالة العامة، هذا تمام الکلام من الناحیة الاخلاقیة والنصیحة العملیة و من خلال النظرة الى الواقع الموضوعی.
اما من الناحیة الفقهیة فنقول:
ان المسالة تبحث من جهتین:
الجهة الاولى: مسالة الحدیث مع الاجنبیة
من الواضح ان الحدیث مع المرأة الاجنبیة – حتى لو کان لغیر قصد الزواج- جائز شرعا و لیس محرما الا اذا کان فی الکلام اثارة للشهوة او انجر الکلام الى نتائج محرمة
یقول الامام الخمینی (قدس): الاقوى جواز سماع صوت الاجنبیة ما لم یکن تلذذ وریبة، وکذا یجوز لها اسماع صوتها للاجانب اذا لم یکن فتنة، وان کان الاحوط الترک فی غیر مقام الضرورة خصوصا فی الشابة[4]، اما اذا کان هناک قصد الزواج فالاسلام یتوسع فی هذا المجال وانه یجیز النظر فضلا عن الکلام، یقول الامام الخمینی (قدس): یجوز لمن یرید تزویج امرأة ان ینظر الیها بشرط ان لایکون بقصد التلذذ،..... ویجوز تکرار النظر اذا لم یحصل الاطلاع علیها بالنظرة الاولى.[5]
اما هل هذا الزواج ینجح او لا؟
الحقیقة ان هذا یرتبط ارتباطا وثیقا بنجاح المقدمات فی الاختیار فکلما کانت المقدمات موضوعیة وتعتمد على اسس واقعیة، کان نصیب النجاح اوفر وکلما انعکس الامر قلت فرص النجاح، اذاً لایمکن الجزم بالفشل او النجاح بل الامر تتدخل فیه عوامل کثیرة منها ما ذکرنا ومنها الفوارق الطبقیة والاجتماعیة والثقافیة والدینیة والهدف الذی یسعى له کل من الزوجین .
الجهة الثانیة: اجراء العقد عن طریق الانترنیت
هنا یفصل الفقهاء فی المسالة،فاذا کان العقد عن طریق الکتابة بان تکتب هی لک رسالة فیها صیغة العقد بان تکتب لک "زوجتک نفسی على الصداق المعلوم " فتکتب لها "قبلت الزواج" فی مثل هذه الحالة العقد باطل[6]، واما الطریق الثانیة بان تستعمل "الماسنجر" ویکون العقد من خلال اجراء الصیغة لفظا بان تسمعک الزوجة او تسمع وکیلک صیغة العقد المذکور ففی مثل هذه الحالة العقد صحیح لان الانترنیت هنا حکمه حکم التلفون، و یجوز اجراء صیغة عقد النکاح وغیره من العقود عبر التلفون.[7]
[1] تحریر الوسیلة: کتاب النکاح المسالة الاولی صفحة694.
[2] المصدر نفسه.
[3] المصدر نفسه
[4] المصدر:ص701 المسالة29.
[5] المصدر: المسالة28
[6] یقول الامام الخمینی (قدس):... فلا یکفی مجرد الرضا من الطرفین و لا المعاطاة الجاریة فی غالب المعاملات و لا الکتابة... المصدر: فصل فی عقد النکاح و احکامه صفحة701. یقول السید السیستانی دام ظله: یشترط فی النکاح - دواما اومتعة- الایجاب والقبول اللفظیان فلایکفی التراضی القلبی ولا الکتابة، المسائل المنتخبة:385 المسالة953.
[7] صراط النجاة، السید الخوئی قدس سره:3/253؛ احکام المراة فی الاسلام، السید السیستانی دام ظله صفحة 207 المسالة368.