وردت الروایة فی الکثیر من المصادر التأریخیة و یمکن القول بانها من المتواترات التاریخیة.[1] کذلک وردت فی المصادر الشیعیة؛ فقد رواها الشیخ الصدوق (ره)[2]. لکن الروایة ضعیفة سنداً؛ و ذلک لان محمد بن القاسم الاسترابادی - الواقع فی سلسلة السند- ضعیف[3] و یوسف بن زیاد مجهول و لم یترجم له.
و مع ذلک یمکن غض النظر عن ضعف السند لکون الروایة من المتواترات التاریخیة، و هنا نرى من المناسب الاشارة الى بعض النقاط:
1. ذهب بعض الاعلام الى القول بان المراد من الصلاة لیست الصلاة المتعارفة و الاصطلاحیة و إنما المراد منها الدعاء له عن بعد[4] و فتحمل الصلاة على المعنى الحقیقی للصلاة حیث هو المتداول فی حینه بین ابناء اللغة العربیة، و قد ورد هذا الاستعمال (الحقیقی) فی روایات أهل البیت (ع)، فقد روى الشَّیْخُ عن محمَّد بن مسلمٍ و زُرَارَةَ قال: قُلْتُ لَهُ: فَالنَّجَاشِیُّ لَمْ یُصَلِّ عَلَیْهِ النَّبِیُّ (ص)؟ فقال: لَا إِنَّمَا دَعَا لَهُ.[5]
2. لعل هذا الحکم –اذا حملنا الصلاة على الصلاة المتعارفة- مخصوص بتلک الواقعة و أن الأرض زویت للنبی (ص) فصلى علیه و هو حاضر عنده فصلى علیه بخلاف غیره و لأنه حکایة فعل فلا یقتضی العموم.[6]
و الجدیر بالذکر انه لا خلاف بین علماء الشیعة و الکثیر من علماء أهل السنة، فی عدم جواز الصلاة على الغائب و انه یشترط حضور الجنازة عن الصلاة علیها فلا تصح الصلاة عن بعد.[7]
[1] المقریزی، إمتاع الأسماع، ج 2، ص 46، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1420ق- 999 م؛ ابن الاثیر، أسد الغابة، ج 1، ص 120،بیروت، دار الفکر، 1409 ق، 1989م .
[2] ابن بابویه، محمد بن علی، الخصال، ج 2، ص 360، جماعة المدرسین، قم، 1362 ش.
[3] الحلی، ابن داود، رجال ابن داود، ص 510، انتشارات جامعة طهران، 1383 ق؛ ابن الغضائری، أحمد بن الحسین، رجال ابن الغضائری، ج 6، ص 25، مؤسسه اسماعیلیان، قم، 1364 ق.
[4] الآملی، میرزا محمد تقی، مصباح الهدى فی شرح العروة الوثقى، ج 6، ص 363، الناشر المؤلف، طهران، 1380 ق.
[5] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 78، ص 346-347، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1403 ق.
[6] نفس المصدر.
[7] مصباح الهدى فی شرح العروة الوثقى، ج 6، ص 363.