بالنسبة إلى السؤال لابد من التركيز إلى بعض النقاط.
1. من أجل اليقين بولادة أمير المؤمنين (ع) في الكعبة، حسبنا إقرار بعض علماء أهل السنة بهذه الواقعة و روايتهم لها؛ إذ أنها فضيلة لا تطيقها أسماع أعداء أمير المؤمنين و حساده و مبغضيه.
لقد روي هذا الخبر في كلا المصادر السنية و الشيعية عن عدة رواة،[1] من قبیل عباس بن عبد المطلب، فهم غير محدودين بشخص باسم يزيد. و مضافا إلى هذا حتى و إن كان يزيد بن قعنب مشركا، لم يكن له دافع لجعل هذا الخبر. إن إثبات كرامة لأمير المؤمنين (ع) يمثل تأييدا للإسلام بينما كان المشركون بصدد ضرب الإسلام عن أي طريق؛ لا إثبات أحقيته.
2. هل هناك شاهد و دليل على عدم علم أبي طالب بالواقعة حتى يضطر للبحث عن زوجه؟
3. و إن كانت الكعبة مليئة بالأصنام و لكن نفس المشركين و عبدة الأصنام كانوا يعرفونها بعنوان بيت الله.
4. نفس الإشكال يرد في قضايا أخرى مثلا فقد اشتهرت قصة موسى و عيسى (ع) على مستوى العالم، بيد أنه فقط الكتب الإسلامية قد أشارت إلى النبي و معاجزه؟
5. هل أن النبي (ص) قد افتخر بجميع خصائصه و امتيازاته، حتى يباهي أمير المؤمنين (ع) بولادته في الكعبة؟ لا شك في أنهم لم يكونوا بصدد التفاخر على الآخرين. نعم في بعض المواقف و في سبيل الاحتجاج على المخالفين كانوا يضطرون إلى ذكر بعض خصائصهم و فضائلهم.[2]
[1] على سبيل المثال راجع: المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 349، دار الهجرة، قم، الطبعة الثانية، 1409ق. «و كان مولده في الكعبة».
[2] للحصول على المزيد، راجع کتاب دلائل الصدق للشیخ محمد رضا المظفر.