بعد البحث في المصادر التي تحت أيدينا لم نعثر على اليوم الذي وهب في النبي الأكرم (س) مزرعة فدك للزهراء (س)، شأنها شأن الكثير من الحوادث التاريخية التي لم يدون يوم وقوعها بالتحديد، و لا يمس ذلك بقطعية وقوع تلك الحوادث.
فقد ورد في المصادر الروائية أن النبي الاكرم (ص) وهب فدكاً للسيدة فاطمة بعد نزول قوله تعالى " وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكینَ وَ ابْنَ السَّبیلِ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذیراً".[1] و[2]
و في رواية أخرى عن الامام الصادق (ع): لما دخل النبي (ص) على فاطمة (ع) فقال: يا بنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك و اختصه بها فهي لي خاصة دون المسلمين أفعل بها ما أشاء، و إنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر، و إن أباك قد جعلها لك بذلك، و نحلتكها تكون لك و لولدك بعدك. قال: فدعا بأديم عكاظي و دعا علي بن أبي طالب (ع) فقال: اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله (ص) و شهد على ذلك علي بن أبي طالب و مولى لرسول الله و أم أيمن فقال رسول الله (ص): "إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة".[3]
نعم، هناك بعض الروايات[4] التي قد يستند اليها في تحديد اليوم الذي وهبت فيه فدك للزهراء (س) الا ان تلك الروايات تتعلق بيوم زواجها (س) و لا علاقة لها بتحديد اليوم الذي وهبت فيه فدك اليها.
لمزيد الاطلاع انظر:
1. «علي (ع) و عدم اعادة فدك الى ولد فاطمة في زمن خلافته»، سؤال 3425
2. «الإمام علی (ع) و فدک»، سؤال 5085.
3. «زمان غصب فدک و اضرام النار في بيت السيدة الزهراء»، سؤال 12247.
4. «هبة فدك للزهراء (س) و الشهود على تملكها لها »، سؤال 24615.
5. «الادلة القرآنية التي اقامتها فاطمة الزهراء (س) لاثبات مالکیة فدک»، سؤال 16420.
[1] الاسراء، 26.
[2] العياشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، تحقيق و تصحيح: رسولي محلاتي، هاشم، ج 2، ص 287، المطبعة العلمیة، طهران، الطبعة الاولى، 1380ق؛ الطبري الآملي الكبیر، محمد بن جریر بن رستم، المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب علیه السلام، تحقيق و تصحيح: المحمودي، أحمد، ص 501 و 502، كوشانپور، قم، الطبعة الاولى، 1415 ق؛ فرات الكوفي، ابوالقاسم فرات بن إبراهیم، تفسیر فرات الكوفي، تحقیق: المحمودی، محمد كاظم، ص 239 و 240، مؤسسة النشر التابعة لوزارة الثقافة و الارشاد الاسلامي، طهران، الطبعة الاولى، 1410ق.
[3] قطب الدین الراوندي، سعید بن هبة الله، الخرائج و الجرائح، ج 1، ص 112 و 113، مؤسسة الامام المهدى عجل الله تعالى فرجه الشریف، قم، الطبعة الاولى، 1409ق؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 29، ص 114 – 116، دار إحیاء التراث العربي، بیروت، الطبعة الثانية، 1403ق.
[4] الشيخ المفيد، مسار الشيعة، ص 58، مؤتمر الشيخ المفيد، قم، الطبعة الاولى، 1413ق: «و فی يوم النصف منه لخمسة أشهر من الهجرة عقد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين علي (ع) على ابنته فاطمة (ع) عقدة النكاح و كان فيه الإشهاد له و لها الإملاک»؛ الكفعمي، إبراهيم بن علي، المصباح (جنة الأمان الواقية و جنة الإيمان الباقية)، ص 512، دار الرضي (زاهدي)، قم، الطبعة الثانية، 1405ق؛ بحار الأنوار، ج 95، ص 188: «... و يوم الرابع عشر من ذي الحجة إملاک الزهراء (ع)...».