إن بعض الآلام والمشاکل والبلایا الصغيرة التي تحل بالإنسان في الحياة، لاختباره وإيقاظه، قد تكون من رحمة الله تعالی، کي یعود الإنسان الی رشده و إلى سلوک الطريق الصحیح فی الحياة. فهذا النوع من البلاء والعذاب الذي یعبر عنه ب"العذاب الادنی" أي العذاب الاصغر، قد یكون علامة على رحمة الله تعالی، لكن العذاب العظيم الذي تعرضت له الأمم السابقة والذي يشار إليه ب"العذاب الأکبر" لا يمكننا أن نعدّه مصدرا لرحمة الله، بل هو في الحقیقة يعبر عن غضب الله تعالی وسخطه: «وَ لَنُذيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون».[1]
إن الله قد أقسم في هذه الآية بأنه سيعاقب البعض ویذیقهم العذاب الادنی عاجلاً، أي یعاقبهم بعذاب مثل القحط والمرض، والحرب وسفک الدماء وما الی غیر ذلک الذي هو قبل عذاب یوم القیامة.
وعلی حسب قول رسول الله(ص) فانّ المراد من العذاب الادنی هو ما يصيب الإنسان من مصائب وأمراض وآلام في الدنيا.[2]
[1]. السجدة، 21.
[2]. الديلمي، الحسن بن محمد، إرشاد القلوب إلى الصواب، ج 1، ص 46، قم، الشريف الرضي، الطبعة الاولی، 1412ق.