"الطارق" من "الطَرق" و هو الضرب، و قیل "الطریق" لما تطرقه أرض المشاة و "المطرقة" هی الآلة التی یطرق بها الحدید و غیره. و یقال للقادم لیلاًً "الطارق" لأن البیوت عادة تغلق أبوابها لیلاً فکل قادم یلزمه- و الحال هذه- طرق الباب. و یفسّر القرآن "الطارق" بقوله "النجم الثاقب": النجم اللامع الذی مع علوّه الشاهق و کأنه یرید ان یثقب سقف السماء و کأن نوره المتشعشع یرید أن یثقب ستار اللیل الحالک فیجلب الأنظار بمیزته هذه.
و لکن أی نجم هو الطارق؟ هل هو الثریا (لبعدها الغائر فی عمق السماء) أم الزحل، أم الزهرة ام الشهب (لما لها من نور جذاب) أم کل النجوم؟ ثمة احتمالات المتعددة فی هذا الموضوع و لکن وجود صفة "الثاقب" لهذا النجم تعطی الإشارة الی ان النجوم المتلألئة التی تثقب أنوارها ظلمة اللیل و تجذب الأنظار الیها هی المرادة و لیس کل نجم.
و فسّرت بعض الروایات "النجم الثاقب" بکوکب "زحل" من المنظومة الشمسیة لشدة نوره و لمعانه.[1]