یستحب أن تصلّی الصلوات الواجبة- و خصوصاً الصلوات الیومیة – جماعة ففیها ثواب عظیم، و قال بعض الفقهاء: ان صلاة الجماعة افضل من الصلاة فی أول الوقت فرادی.[1]
و لکن صلاة الجماعة کباقی الأحکام الإلهیة، لها شروط خاصة، أحدها صحة قراءة إمام الجماعة.
یقول مراجع التقلید العظام: "إذا علم ببطلان صلاة الإمام، کأن یعلم مثلاً بأن الإمام لم یتوضأ- و ان لم یکن الإمام نفسه ملتفتاً لذلک- فلا یجوز له الائتمام به".[2]
و ذکروا فی شروط إمام الجماعة إنه یجب أن یکون إمام الجماعة بالغاً عاقلاً شیعیّاً اثنی عشریاً عادلاً طاهر المولد و تکون قراءته صحیحة.[3]
و بعبارة أخری: یجب أن تکون قراءة الإمام صحیحة و لا یجوز للآخرین الائتمام بشخص قراءته لیست صحیحة.[4]
و بالطبع فإنه یلزم مراعاة صحة القراءة بالمستوی الاعتیادی، و الاهتمام بالالفاظ و القراءة بأکثر من المستوی اللازم هو مما یبعدنا عن معنی و حقیقة الصلاة و هو من وساوس الشیطان و یجب الاجتناب عنه.[5]
و قد اتضح مما ذکرنا ان هذا الحکم هو فی صورة علمنا ببطلان الصلاة أو عدم صحة قراءة إمام الجماعة، أی إنه لا یثبت هذا الحکم بمجرد الشک فی بطلان صلاة الإمام.
و من الضروری فی الختام أن نذکر بهذه الملاحظة و هی انه إذا علم المأموم بعد انتهاء صلاة الجماعة ببطلان صلاة الإمام، فإن صلاته صحیحة.
یقول الفقهاء: إذا علم المأموم بعد الصلاة بأن الإمام لم یکن عادلاً أو کان کافراً أو کانت صلاته باطلة- بسبب من الأسباب- کأن یکون قد صلّی من دون وضوء- فإن صلاة المأموم صحیحة.[6]
[1] توضیح المسائل، آیة الله العظمی فاضل اللنکرانی، مسألة 1417.
[2] لاحظ نفس المصدر، مسألة 1434، توضیح المسائل، آیة الله العظمی التبریزی، مسألة 1429.
[3] توضیح المسائل، آیة الله العظمی فاضل اللنکرانی، مسألة 1467؛ توضیح المسائل، آیة الله العظمی التبریزی، مسألة 1462.
[4] اجوبة الإستفتاءات، السید الخامنئی، ص 173، السؤال 599.
[5] للإطلاع أکثر، لاحظ موضوع: مراعاة التجوید فی الصلاة، السؤال 5186 (الموقع: 5609).
[6] توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج 1، ص776، مسألة 1421.