التفکیر بالذنب کالذنب، إنه مرض یتطلب الشفاء منه مرحلتین، مرحلة الوقایة، ثم العلاج:
أما بالنسبة لمرحلة الوقایة فإنها تتطلب تقویة العلاقة بالله سبحانه و التوسل بأهل البیت(ع) بشکلٍ مستمر، و بذلک یتمکن الإنسان من أن یهیئ الأرضیة للقضاء على التفکیر بالذنب، إضافة إلى ذلک فإن النظر إلى الآثار السیئة للذنوب و عاقبة مرتکبی الذنوب له أثر کبیر فی تخفیف و إزالة التفکیر بالذنب[1].
أما بالنسبة إلى المرحلة الثانیة و هی مرحلة العلاج فلا بد من القول: ما دام الإنسان فی مرحلة التفکیر و الوسوسة بالذنب فإن العلاج یکون أسهل علیه، و ذلک لأن الإنسان فی هذه المرحلة یقع تحت تأثیر اتجاهین متضادین، فکما أن الشیطان یوسوس له و یدفعه للتفکیر بالذنب من خلال إثارة الشهوات و الخیال و الوهم، هناک ملائکة إلهیون یدعونه إلى الطهر و الصلاح من خلال الفطرة السلیمة و العقل. و عند ما یکون الإنسان فی هذه المرحلة معتمداً على الاستعانة بالله و التوسل بالنبی(ص) و أهل بیته(ع) فبإمکانه أن یتغلب على وسوسة الشیطان و ینتصر الخیر فی نفسه.
و من الوسائل فی هذا السبیل قراءة الأدعیة التی علمها الأئمة (ع) لأصحابهم، و هی مذکورة فی کتب الأدعیة.
و قد ذکر المرحوم الشیخ عباس القمی بعض هذه الأدعیة فی کتابه مفاتیح الجنان و من جملتها:
1ـ صلاة حدیث النفس، روی عن الامام الصادق (ع) « َ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ یَمُرُّ عَلَیْهِ أَرْبَعُونَ صَبَاحاً إِلَّا حَدَّثَ نَفْسَهُ فَلْیُصَلِّ رَکْعَتَیْنِ وَ لْیَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِک »[2].و عن عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): إِنَّ آدَمَ شَکَا إِلَى اللَّهِ مَا یَلْقَى مِنْ حَدِیثِ النَّفْسِ وَ الْحُزْنِ فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ (ع) فَقَالَ لَهُ: یَا آدَمُ قُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَهَا فَذَهَبَ عَنْهُ الْوَسْوَسَةُ وَ الْحُزْنُ.[3]
عَنْ أَبِی زُمَیْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَمَّا یَجِدُ الْإِنْسَانُ فِی صَدْرِهِ مِنَ الشَّکِّ؟ فَقَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِکَ أَحَدٌ وَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ إِذَا وَجَدْتَ ذَلِکَ فَقُلْ: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ.[4]
2ـ الدعاء لمنع وسوسة الشیطان.
3ـ الدعاء لمنع شر إبلیس.
4ـ مناجاة الاستعاذة و اللجوء إلى الله[5].
یراجع للاطلاع: الموضوع: منع الأفکار و الخواطر السیئة. السؤال 5714 موقع (5976).