الکتابة بلغة أجنبیة على الجلود و الأغلفة لیست دلیلاً على أنها اجنبیة و غیر مسلمة، و لذلک فلا مبرر للوسواس.
و الوسواس نوع من أنواع المرض النفسی على الإنسان ان یسعى من أجل إبعاده، و على أی حال فخلاصة حکم السؤال المتقدم على الوجه التالی: الوسائل الجلدیة کالأغلفة و الحقائب و الأحذیة و الأحزمة و التی یدخل فی صناعتها جلد الحیوانات أو أجزاء أخرى منها (کالعظم و العصب ...) إذا کان الحیوان نجس العین کالکلب و الخنزیر فلا شک فی نجاستها و کذلک إذا کانت مصنوعة من جلود الحیوانات المحللة اللحم (کالبقر و الغنم و الجمال) إذا کانت مستوردة من البلاد غیر الإسلامیة و ذلک لأنها تذبح بطریقة شرعیة.
أما إذا کانت الجلود فی البلاد الإسلامیة و مأخوذة من حیوانات لیست نجسة العین، ثم تصدر إلى دول أخرى فتصنع منها الوسائل، ففی مثل هذه الحالة تکون الجلود طاهرة و یجوز استعمال الأدوات المصنوعة منها (مع ما یکتب علیها من اللغة الأجنبیة أو أنها تصنع فی غیر الدول الإسلامیة).[1] و کذلک الأغلفة التی تصنع فی الدول غیر الإسلامیة، إلا أننا لا نعلم هل أنها من إنتاج الدول الإسلامیة أو غیر الإسلامیة، ففی هذه الحالة لا یمکن الحکم بطهارتها، و أما إذا کان الغلاف مصنوعاً فی الدول الإسلامیة مع عدم العلم بمحل إنتاجه فلا إشکال فی استعماله فی هذه الحالة.[2]
على کل حال إذا کانت الجلد أو الغلاف نجساً فمن الممکن الاستفادة منه، و هناک ثلاثة شروط تجعل نجاسته تسری إلى البدن:
1ـ أن یکون لدى المستعمل یقیناً بأنه نجس.
2ـ ملاقاة الشیء النجس للبدن الطاهر.
3ـ أن یکون أحدهما یحتوی على نوع رطوبة إلى درجة تنتقل رطوبة إلى الآخر، و إذا کانت رطوبة أحدهما قلیلة لا تسری إلى الثانی فلا یکون الطاهر نجساً بالملاقات.[3]
و بالإجمال إذا وجد الشک فی أی مرحلة، لا یکون الجسم الطاهر نجساً.