الإسلام دین العهد و المیثاق فهو یعتبر من صفات المؤمنین و علاماتهم هو الوفاء بالعهد. و یقول النبی الأکرم(ص): المؤمنون عند شروطهم[1]، و للأسف فإن البعض لا یلتزم بهذا الأمر الهام، فکلما اقتضت مصالحهم و أهواؤهم و شهواتهم شیئاً فإنهم یهملون عهودهم و مواثیقهم. و هذا أمر قبیح جداً من الناحیة الأخلاقیة. و لهذا نری أهل العقل و الحنکة لا یثقون بأحد فی أی عمل ما لم یختبروه فی مجالات و حوادث متنوّعة، و یتثبّتوا من صدقه و أمانته و وفائه بالعهود و المواثیق، و خصوصاً فی قضیة مهمّة مثل الزواج و اختیار الزوجة، حیث یرید الشخص اختیار شریک حیاته، و لهذا فیجب علیه التفحّص و البحث و استشارة أهل الخبرة و النصیحة لکی یتمکّن من اختیار الزوج الذی یکون وفیّاً بعهده و میثاقه. و علی البنت الشابة أن تنتبه الی أن الکثیرین من أهل الخدع و الشهوات قد کمنوا لها، فبمجرد أن تغفل فإنهم یحاولون خدعها عن طریق الکلمات المعسولة و الوعود الفارغة بالزواج و الحیاة و الاحلام الوردیة فتنخدع و تسلب عفّتها، و ما أن تستلب منها جوهرة عفّتها حتی یترکوها لحالها أم یجرّوها الی وادی الفساد و الانحراف الأخلاقی. و بناء علی هذا فیجب أولاً: أن لا توافق علی أی طلب للزواج قبل التحقیق التام و استشارة الأب و الام. و ثانیاً: إذا وافقت علی طلب الزواج و اختیار زوجها المستقبل، علیها أن لا تسمح بأی سلوک یعتبر من الامور الخاصة بالزوجیة، قبل الزواج الشرعی و القانونی و تسجیله فی الدوائر المختصّة المعتمدة، و الا فإن الندم سیکون بانتظارها.
و من المسلّم أن من یخدع و ینقض عهده بهذه الصورة مذنب و تکون شدّة ذنبه بمستوی الضرر و الخسارة و الضربة التی ینالها الطرف الآخر بسبب هذا العمل، فیجب علیه أن یتدارک الاضرار الروحیة و الجسمیة له بأی نحو یمکنه من التدارک، و الا فإنه سیکون مسؤولاً أمام الله یوم القیامة و فی الدنیا أیضاً.
پو للإطلاع أکثر یراجع:
موضوع: العلاقة مع الأجنبی قبل الزواج، السؤال 1407 (الموقع: ).