من خلال مراجعة المصادر التاریخیة عثرنا الى الروایة التالیة:
قالوا: و لقی الحسین بالتنعیم عیرا قد أقبل بها من الیمن، بعث بها بجیر بن ریسان الحمیری إلى یزید بن معاویة- و کان عامله علی الیمن- و على العیر ورس و حلل و رسله فیها ینطلقون إلى یزید، فأخذها الحسین فانطلق بها معه و قال لأصحاب الإبل: لا أکرهکم، من أحبّ أن یمضی معنا إلى العراق وفیناه کراه و أحسنّا صحبته، و من أحبّ أن یفارقنا من مکاننا هذا أعطیناه من الکراء على قدر ما قطع من الأرض. فأوفى من فارقه حقه بالتنعیم، و أعطى من مضى معه و کساهم.[1]
و على فرض صحة سند الروایة فی الطبری الذی هو: قال ابو مخنف: حدثنى الحارث بن کعب الوالبى، عن عقبه بن سمعان....[2] یمکن توجیه الروایة بالنحو التالی: من الواضح أن معاویة تصدى للحکم بعد عقد الصلح بینه و بین الامام الحسن (ع) و من بنود الصلح رجوع الخلافة الى الامام الحسن او الامام الحسین علیهما السلام، من هنا لما توفی معاویة (لع) کان الامام الحسین لایرى لحکومة یزید (لع) أیة مشروعیة و کان یرى أنه مکلف بالتصدی لها و الوقوف بوجهها، و قد اعترض علیها من الایام الاولى لتصدی یزید (لع) للحکومة، و فی المقابل کانت الحکومة الامویة تتحین الفرص للقضاء على الامام حتى لو کان متعلقا باستار الکعبة من هنا قطع الامام حجه و توجه نحو العراق و فی ذلک الوقت بدأت المواجهة بین الامام و بین رجال یزید السریین و لذلک أصدر الامام أمره بمصادرة قافلة یزید فی التنعیم لیعلن له عدم مشروعیة حکومته[3].
الجدیر بالذکر أن الشیخ المفید فی الارشاد[4] و غیره من المصادر لم یتعرض لذکر أیة مصادرة للاموال بل القضیة لاتعدو مجرد استئجار للابل فقط.
[1] الأخبارالطوال،ص:245؛ تاریخ الطبری، ج4، ص 289؛ حیاة الامام الحسین، ج3، ص 59؛ الکامل، لابن الاثیر، ج2، ص 547.(انساب الاشراف، ج 3، ص 164.
[2] تاریخ الطبری، ج5، ص386. و اما باقی المصادر فقد عبرت بکلمة "قالوا" و لم تذکر السند.
[3] هذا التوجیه قائم على فرض صحة الروایة.
[4] الارشاد، ج2، ص68، مؤتمر الشیخ المفید، 1413هـ.