السلام عليكم و نشكركم على سؤالكم آملين لكم التوفيق و السداد في سبيل الإصلاح و الازدهار الذي اخترتموه.
على أساس رأي الإسلام و مدرسة أهل البيت إن كانت الفتاة بالغة رشيدة، بحيث تعرف مصلحتها، فإن أرادت الزواج و كانت باكرا عليها أن تستأذن أباها أو جدها. فإن كان الأب أو الجد غائبين و لم يمكن استئذانهما و كانت الفتاة بحاجة إلى الزواج عند ذلك لا حاجة للاستئذان كما لو لم تكن الفتاة باكرا و قد زالت بكارتها عن طريق الزواج، عند ذلك لا حاجة لاستئذان الأب أو الجد، أما إن زالت بكارتها عن طريق و طئ شبهة أو زنا، فالأحوط استحبابا هو الاستئذان.[1].[2]
فإن تزوجت بلا إذن والدك عليك أن تعملي بأحد الوظائف التالية و هي أجوبة سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي و آية الله المكارم الشيرازي و آية الله الصافي الكلبايكاني و آية الله مهدي الهادوي الطهراني للاستفتاء الموجه لهم في هذا الموضوع.[3]
سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي: على الأحوط وجوبا أن يتم زواج الفتاة الباكر بإذن الأب أو الجد، فإن تمّ الزواج دون إذن الوالد، الأحوط وجوبا هو استئذان الوالد أو أن يهب الزوج الفترة المتبقية من العقد المؤقت أو ينفصلا بالطلاق في العقد الدائم.
آية الله المكارم الشيرازي: إن أمكن تحصيل رضا الوالد بنحو من الأنحاء فليفعلوا ذلك، و إلّا ففي عقدهما إشكال، و الأحوط وجوبا هو أن يهب الزوج الفترة المتبقية من العقد و ينفصلا عن بعض، و إن كان عقدهما دائما فليطلقها.
آية الله الصافي الكلبايكاني: حسب رأيي على الأحوط وجوبا، يجب أن يتمّ عقد الفتاة الباكر بإذن الأب أو الجد، فإن تمّ بلا إذن، الأحوط هو أن يطلقها الزوج، فإن أراد أن يتزوجها بعد ذلك يجب أن يكون بإذن الأب أو الجد. نعم، إن عقدا بلا إذن و لم يخالف الأب و رضي بذلك، يكف العقد الأول نفسه.
آية الله مهدي الهادوي الطهراني:
1. إن إذن الأب في زواج الفتاة الباكر الرشيدة موافق للاحتياط، و إن لم يعتبر شرطا في صحة عقد الزواج.
2. إن كان إذن الأب شرطا في صحة عقد الفتاة الباكر، فيصح العقد بحصوله و لو بعد العقد.
3. على أي حال بإمكانكم الطلاق الآن و لا داعي لرضا أسرتكم.
إذن، إن حصل إذن والدك بعد الزواج فعلى رأي سماحة الإمام الخامنئي و آية الله الصافي الكلبايكاني و آية الله الهادوي الطهراني زواجكم صحيح و يمكنكم الطلاق إن عزمتم عليه، و بما أنه لم يحصل نكاح لحد الآن بناء على قولكم، فيتمّ الفصال بمجرد الطلاق و لا حاجة هنا إلى العدة.[4] و لكن كونوا على علم بأن الطلاق في الإسلام يعدّ من المباحات المبغوضة لدى الله.
على أي حال ينبغي أن تراعي بعض الحساسيات الاجتماعية و الأسرية ما دامت لم تفرض عليك العسر و الحرج، فإن عزمت على الطلاق حاولي أن تكسبي رضا والديك من دون إيذائهما.
من أجل الحصول على المزيد راجعي الموضوع التالي:
حكمة حاجة الفتاة إلى إذن الوالد في الزواج الدائم و المنقطع، السؤال 2074 (الموقع: 2125)
[1] . توضيح المسائل (المحشى للإمام الخميني)، ج2، صص: 459-458.
[2] . اقتباس از سؤال 3923 (سایت: 4209).
[3] استفتاء از دفاتر مقام معظم رهبری، آیت الله مکارم و آیت الله صافی و آیت الله هادوی تهرانی.
[4] توضيح المسائل (المحشى للإمام الخميني)، ج2، ص 529.