تؤکد الروایات الورادة عن النبی الأکرم (ص) و أهل بیته (ع) على الزوجین أن یراعیا الحقوق الزوجة لکل منهما.[1] و هذه العلاقة متبادلة بمعنى أنه یجب على کل منهما مراعاة حقوق الآخر، و منها حق اشباع الغریزة الجنسیة، فقد ورد هذا المعنى فی کثیر من الروایات جمعها الحر العاملی تحت باب " استحباب المکثِ و اللَّبْثِ و ترک التَعجیلِ عند الْجماع، و بابُ استحباب ملاعبة الزَّوجة و مداعبتها".[2]
کذلک هناک الکثیر من الروایات التی تشیر الى وظیفة المرأة فی تلبیة حاجة الزوج الغریزیة، منها:
روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "جاءت امرأَةٌ إِلَى النَّبی (ص) فقالَت: یا رسول اللَّه ما حقُّ الزَّوْج علَى المرأَة؟ فقال:... و لا تمنعهُ نفسها و إِنْ کانت علَى ظهر قَتَب. و عن الامام الباقر (ع) أنه قال: قال رسولُ اللَّه (ص) للنِّساء: لا تطوِّلنَ صلاتکنَّ لتمنعن أَزواجکنَّ.
و فی روایة ثالثة عن الامام الصادق (ع) أشار الامام فیها الى عواقب ذلک العمل و العقوبات المترتبة علیه حیث قال: إِنَّ امرأَةً أَتتْ رسول اللَّه (ص) لبعضِ الْحاجة، فقال لها: لعلک من المسوِّفَات. قالت: و ما المسوِّفاتُ یا رسُولَ اللَّهِ؟ قال: المرأَةُ التی یدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزالُ تُسَوِّفُهُ حتى ینعُس زوجها و ینام فتلک لا تزالُ الملائکةُ تلعنُها حتى یستیقظ زوجها.[3]
کل هذا التأکید الذی یبدیه الاسلام فی بیان وظیفة الزوجة ینبع من کون الاسلام یحرص على عدم انجرار المجتمع الى الانفلات الغریزی و طغیان الشهوات و الانجذاب نحو الفساد و الانحلال، و السعی نحو اشباع الغرائز الجنسین من الطریق الشرعیة الصحیحة و السالمة و تأمین الحقوق لکل من الطرفین و خلق مجتمع متوازن تسوده العفة و الطهارة.
و مما لاریب فیه أن المرأة ان لم یکن عندها الحجة المقبولة فی الامتناع المذکور فانها تتحمل قسطاً من الذنب الذی تسببه مواقفها تجاه الرجل، الا ان ذلک لایعد مبرراً لاقتراف الذنب من قبل الرجل کما سیأتی.
من هنا نرى من الضروری الاشارة الى بعض المقترحات العملیة فی هذا المجال.
الف: على الرجل الالتزام و التقید بالوصایا الجنسیة التی ورد بعضها فی الروایات التی ذکرناها.
ب: على الرجل أن یبحث عن العلة و السبب الأساسی الذی یقف وراء إمتناع المرأة و تذرعها بحجج متعددة للامتناع عن المقاربة الجنسیة، و علیه أن یقلع جذور المشکلة فقد یستطیع من خلال بیان العواقب الوخیمة التی تترتب على ذلک و ما هی الاضرار التی تتعرض لها حیاتهما الزوجیة ان یقنعها باداء و ظیفتها فی هذا المجال؛ کذلک قد یکون للمرأة عذرها الموجه و المقن فی الامتناع فعلیه ان یعرف ذلک و یحاول معالجة المشکلة.
ج. قد یکون امتناع المرأة بسبب عدم ارضائها فی المقاربات الجنسیة السابقة فقد أشارت الروایات الى هذه القضیة، روی عنِ أمیر المؤمنین أنه قال: "إِذا أَراد أَحدکم أَن یأْتی زوجتهُ فلا یعجِّلها فَإِنَّ للنِّساء حوائج"[4]
د. على الرجل ان یدرک هذه الحقیقة و هی أن عدم تمکین الزوجة لایمکن أن یعد ذریعة للرجل للوقوع فی المعصیة و اقتراف ما یسخط الرب تعالى.
فعلى الزوجین الاتکال على الله تعالى و التوسل باعتماد العقل و المنطق فی قلع جذور المشاکل الاسریة و البحث عن جذورها من أجل معالجتها معالجة منطقیة تخلق بینهما حالة من الاطمئنان و الاستقرار الروحی و النفسی.
لمزید الاطلاع انظر:
السؤال رقم5657 (الرقم فی الموقع:6068) شروط تسدید المهر عند تمکین الزوجة من نفسها.