هذه المشکلة یعانی منها الکثیر من الناس و لحسن الحظ قد عالجها الفقهاء العظام استنادا الى الروایات الصادرة عن أهل البیت (ع).
وقد عالج الفقهاء القضیة فی محورین نشیر الیهما:
الاول: اذا کان الانسان یعیش حالة صحیة طبیعیة.
الثانی: اذا کان الانسان مصابا بمرض عدم السیطرة.
یقول الامام الخمینی (قدس) فی هذه الصدد:
فصل فی الاستبراء: و کیفیته على الأحوط الأولى أن یمسح بقوة ما بین المقعد و أصل الذکر ثلاثا، ثم یضع سبابته مثلا تحت الذکر و إبهامه فوقه و یمسح بقوة الى رأسه ثلاثا، ثم یعصر رأسه ثلاثا، فإذا رأى بعده رطوبة مشتبهة لا یدری أنها بول أو غیره یحکم بطهارتها و عدم ناقضیتها للوضوء لو توضأ قبل خروجها، بخلاف ما إذا لم یستبرئ، فإنه یحکم بنجاستها و ناقضیتها و هذا هو فائدة الاستبراء.[1]
هذه فی الحالة الطبیعیة للانسان. و اما اذا کان الانسان مصابا بمرض عدم السیطرة على المجاری البولیة وعلى مخرج الغائط فقد بحثها الفقهاء تحت عنوان "المسلوس و المبطون".
یقول الامام الخمینی (ره):
1. المسلوس و المبطون إن کانت لهما فترة تسع الطهارة و الصلاة و لو بالاقتصار على أقل واجباتها
انتظراها و أوقعا الصلاة فی تلک الفترة، و إن لم تکن لهما تلک الفترة فاما أن یکون خروج الحدث فی أثناء الصلاة مرة أو مرتین أو ثلاث مثلا بحیث لا حرج علیهما فی التوضؤ و البناء، و إما أن یکون متصلا بحیث لو توضئا بعد کل حدث و بنیا لزم علیهما الحرج، ففی الصورة الأولى یتوضأ المبطون و یشتغل بالصلاة و یضع الماء قریبا منه، فإذا خرج منه شیء توضأ بلا مهلة و بنى على صلاته، و الأحوط أن یصلی صلاة أخرى بوضوء واحد، و الأحوط للمسلوس عمل المبطون، و إن کان جواز الاکتفاء له بوضوء واحد لکل صلاة من غیر التجدید فی الأثناء لا یخلو من قوة.
و أما فی الصورة الثانیة فالأحوط أن یتوضئا لکل صلاة، و لا یجوز أن یصلیا صلاتین بوضوء واحد فریضة کانتا أو نافلة أو مختلفتین، و إن لا یبعد عدم لزوم التجدید للمسلوس إن لم یتقاطر منه بین الصلاتین، فیأتی بوضوء واحد صلوات کثیرة ما لم یتقاطر فی فواصلها و إن تقاطر فی أثنائها لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط.
3. یجب على المسلوس التحفظ من تعدی بوله بکیس فیه قطن و نحوه، و الظاهر عدم وجوب تغییره أو تطهیره لکل صلاة، نعم الأحوط تطهیر الحشفة إن أمکن من غیر حرج، و یجب التحفظ بما أمکن على المبطون أیضا، کما أن الأحوط له أیضا تطهیر المخرج إن أمکن من غیر حرج.[2]
من هنا علیک ان تحدد الحالة التی انت علیها من أی الفروض التی ذکرها الامام (ره) أولا، ثم تأتی بالتکلیف المناسب لتلک الحالة استنادا الى ما ورد فی کلام الامام (قدس).