من الطرق التی یتوسل بها الانسان لقضاء حوائجه هی النذر، و قد ذکر الفقهاء للنذر مجموعة من الشروط التی یصح النذر اذا تحققت منها: الصیغة الشرعیة، و ان یکون راجحا أو مباحا یهدف الى راجح، و ان یکون مقدورا، و ان تجرى الصیغة حالة الاختیار و الارادة لا الاجبار و العصبیة. أما النذور التی تؤدی الى الاستجابة اسرع فهی النذور التی یکون متعلقها و الفعل الذی یراد القیام به یتعلق باهل البیت علیهم السلام. الا ان هذا لایعنی ان کل نذر یستجاب فقد یرى الله تعالى أن المصلحة فی عدم الاجابة و هذه المصلحة تعود الى الانسان الناذر نفسه و هو لایعلم بها.
إن واحدة من الطرق التی تستخدم لقضاء الحاجة هو النذر، و هو بدوره له آداب خاصة، و من هذه الآداب، إجراء صیغة النذر، و هو على انواع: اما نذر شکر کقوله: ان رزقت ولدا فللّه علی کذا، أو استدفاع لبلیة کقوله: إن بریء المریض فللّه علی کذا و إما نذر زجر کقوله: ان فعلت محرما فللّه علی کذا أو ان لم أفعل الطاعة فللّه علی کذا، و إما نذر تبرع کقوله: للّه علی کذا، و متعلق النذر فی جمیع ذلک یجب أن یکون طاعة للّه مقدورا للناذر[1]، فان نذره صحیح، و من شروط النذر، أن یکون الناذر بالغاً قد وصل إلى سن التکلیف و ان یکون عاقلاً، و ان ینذر بکامل اختیاره، فان نذر الإنسان المجبر و المکره أو الذی ینذر فی حالة من الغضب فلیس بصحیح، و یشترط فی متعلق النذر(العمل الذی یرید القیام به)، أن یکون طاعة للّه تعالى صلاة أو صوما أو حجا أو صدقة أو عتقا و نحوها مما یعتبر فی صحتها القربة، أو أمرا ندب إلیه الشرع و یصح التقرب به کزیارة المؤمنین و تشییع الجنائز و عیادة المرضى و غیرها، فینعقد فی کل واجب و لو کفائیا کتجهیز الموتى أو مندوب إذا تعلق بفعلهما، و ینعقد فی کل حرام أو مکروه إذا تعلق بترکهما.
أما المباح، کما إذا نذر أکل طعام أو ترکه، فإن قصد به معنى راجحا کما لو قصد بأکله التقوى على العبادة أو بترکه منع النفس عن الشهوة، فلا إشکال فی انعقاده.[2] و ان یکون قادراً على الإیفاء بهذا النذر و یکون ضمن حدود استطاعته، إذن فان النذر هو أن یوجب الإنسان على نفسه أن یقوم بعمل خیر لوجه الله، أو ترک شیء لوجه الله.[3]
أما بخصوص السؤال الذی یقول أی النذور لها تأثیر اکبر و توصلنا إلى حاجاتنا بشکل أسرع، فعن طریق بعض التحقیقات و المتابعات قد تبین أن النذر احد المعصومین (ع) هو مؤثر جداً، مثلاً أن ینذر شخص ما انه إذا قضى الله حاجتی فانی سوف أختم القرآن و اهدی ثوابه إلى احد المعصومین الأربعة عشر(ع) مثلاً، أو ینذر أن یصوم، أو ینذر أن یقرأ زیارة عاشوراء أربعین لیلة متوالیة.
بالطبع أن هنالک ملاحظة جدیرة بالذکر، انه فی بعض الأحیان نطلب قضاء حاجة معینة، و لکن رغم سعینا المتواصل و النذورات المختلفة التی نقوم بها لا نصل إلى حاجتنا، فیجب أن نعلم أن هذا الأمر لا یقلل من شأن النذر، حیث فی کثیر من الأحیان نرى أن شیئاً معیناً هو أمر ضروری و لازم لنا و نسعى للحصول علیه باستمرار، و لکن لان هذا الشیء لا یکون فیه الخیر و الصلاح لنا و من الممکن أن یعود علینا بالضرر مستقبلاً، یؤخر الله سبحانه حاجتنا إلى أن یصل الوقت المناسب، و من الممکن أن نحب شیئاً یعود بالضرر علینا، و من الممکن أن نکره شیئاً و لکن هذا الشیء یکون فیه الخیر و الصلاح لنا، إذن فکلما رأى الله المصلحة یقضى حاجة الإنسان. و تأخیر الحاجة لا یعنی أن النذر غیر مهم أو غیر مؤثر.