اشارت الآیات و الروایات الى أهمیة صلاة الجماعة و من الواضح أن لامام الجماعة دوراً مهما فی إقامتها و خلق روح الوحدة و التآلف بین المسلمین الأمر الذی یستدعی الکثیر من الثواب له و للمصلین خلفه قطعاً.
أکد القرآن الکریم و بنحو کلی على وحدة المسلمین و اجتماعهم و التی تمثل صلاة الجماعة مصداقاً من مصادیق ذلک؛ کقوله تعالى فی سورة آل عمران "یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون"[1] و فی کلمة "رابطوا" دلالة واضحة على أهمیة الاجتماع و التکاتف و ایجاد الوحدة بین المسلمین و مما لاریب فیه أن صلاة الجماعة تعد من المصادیق الواضحة لتلک الوحدة و التآلف و من المعلوم أن لامام الجماعة دوره الفاعل فی ایجاد تلک الوحدة و من هنا سینال – بشروطها- ثواب عمله هذا الذی قد یکون اکثر من ثواب المأمومین.
و قد أشار المفسرون الى سبب نزول قوله تعالى: "حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتین"[2] بانه قد تذرّع جمع من المنافقین بحرارة الجو لإلقاء التفرقة فی صفوف المسلمین، فلم یکونوا یشترکون فی صلاة الجماعة، فتبعهم آخرون و أخذوا یتخلّفون عن صلاة الجماعة، فقلّ بذلک عدة المصلّین، فتألّم النبی (ص) لذلک کثیراً حتّى أنّه هدّدهم بعقاب ألیم، فنزلت الآیة أعلاه و بیّنت أهمیّة صلاة الظهر جماعة بصورة مؤکّدة.[3]
و فی خصوص ثواب صلاة الجماعة فقد وردت رویات کثیرة[4] منها ما روی عن الامام الصادق (ع):"الصَّلَاةُ فِی الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ الْمُفْرِدِ بِثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ دَرَجَة".[5]
و لاریب أن صلاة الجماعة لا تنعقد الا مع وجود الامام و من هنا یصیبه الثواب المذکور أیضاً و هذه الفضیلة متوقفة على قصد الامام للجماعة کما یقول سماحة السید القائد (دام ظله): إذا أراد الإمام أن یدرک فضیلة الجماعة یجب أن یقصد الإمامة و الجماعة.[6]
[1] آل عمران، 200.
[2] البقرة، 238.
[3] مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج2، ص: 193، مدرسة الامام علی بن ابی طالب (ع)، الطبعة الاولى، 1421هـ.
[4] المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 85، ص 12 – 15، مؤسسة الوفاء بیروت، لبنان.
[5] بحارالانوار، ج 85، ص 12، ح 21.
[6] آیة الله السید الخامنئی، أجوبة الاستفتاءات (بالعربیة)، ج1، ص: 93، سؤال 550.