ان لصحة الزواج الدائم و الموقت شروطاً فی الاسلام، و من تلک الشروط: الا تکون المرأة التی ترید الزواج مع رجل فی عقد نکاح دائم او مؤقت مع رجل آخر، و ان تکون قد خرجت من عدتها.
و الشرط الآخر ان لا تکون المرأة خلال کونها معقودة لرجل، زانیة مع رجل آخر و تقصد الآن الزواج من ذلک الرجل، فان الرجل اذا زنی بامراة ذات بعل فانها تحرم علیه مؤبداً.
و مع رعایة هذه الشروط و الشروط الاخری، فان زواجک مع والد ابنک سیکون صحیحاً.
قبل الجواب عن المسألة، من الضروری الالتفات الی هذه الملاحظة و هی ان الاسلام لا یجیز للانسان ان یتحدث عن ذنوبه (الصغیرة او الکبیرة) أمام الآخرین و أن یفشی أسراره. فالاسلام یری ان لحرمة الانسان قیمة عظیمة بحیث انه یجب ان یکون الاقرار بالذنب امام الله تعالی فقط و ان یکون ذلک من أجل التوبة و طلب المغفرة، و خصوصاً اذا ارتکب الشخص ذنباً بجهالة و عدم اطلاع، حیث یکون أمل عفو الله و مغفرته کبیراً جداً، فان الله تعالی وعد بغفران جمیع الذنوب فی القران و قال: "قل یا عبادی الذین اسرفوا علی انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله یغفر الذنوب جمیعاً انه هو الغفور الرحیم".[1] و المقصود هنا غفران ذنوب المذنبین اذا تابوا حقاً من ذنوبهم و عزموا علی عدم ارتکاب ذلک الذنب فان الله یقبل توبتهم و یشملهم برحمته.
اما بخصوص الزواج فینبغی القول ان الزواج فی الاسلام علی قسمین:
1. الزواج الدائم، 2. الزواج المؤقت و لکل منهما شروطه.
من شروط الزواج (الدائم او الموقت) الا تکون المرأة حین الزواج فی عقد نکاح رجل آخر. ای انها لو کانت سابقاً فی عقد دائم لشخص آخر، فیجب ان تطلق منه، و لو کانت فی عقد موقت لشخص آخر فیجب ان تنتهی مدة العقد المؤقت و ینفصلان عن بعضهما او یهبها المدة، و فی کلا الصورتین یجب علیها ان تعتد عدة الطلاق[2] او عدة العقد المؤقت[3] و تنتهی عدتها و حینئذ فقط یمکنها الزواج برجل آخر.[4]
و من الشروط الاخری للزواج، ان المرأة حینما یکون لها زوج شرعی و قانونی و ترتکب الزنا مع رجل فی هذا الحال (و العیاذ بالله)، فانه لا یمکنها الزواج مع ذلک الرجل، لانه لو زنی الرجل بامرأة ذات بعل فانه لا یمکنه شرعاً الزواج بها علی الرأی المشهور.[5]
و الملاحظة الاخیرة هی ان من شروط الزواج المؤقت ان تکون المدة معینة من البدایة و معلومة، فلو لم یعین المدة عمداً او نسیاناً بطل متعة و انعقد دائما[6]. و مدة العقد الموقت یمکن ان تکون عدة لحظات او الی عدة سنوات. فیجب علیهما ان یعینا ان مدة هذا الزواج مثلاً کم ساعة او کم یوماً او کم شهراً او م سنة.
و بعد الالتفات الی رعایة هذه الشروط و الشروط الاخری،[7] فزواجک المؤقت بزوجک الحالی و زواجک المتجدد مع والد ابنک سیکون صحیحاً. و یجب الالتفات بالطبع الی انه یجب ان یکون والد ابنک مسلماً لکی یمکنک الزواج به، لانه و طبقا لرأی فقهاء الاسلام فان المرأة المسلمة لا یمکنها ان تتزوج برجل کافر .[8]
[1] الزمر، 53.
[2] المرأة التی أکملت تسع سنین و لیست یائسة، اذا قاربها زوجها ثم طلقها، یجب علیها ان تعتد، أی انه بعد أن یطلقها فی طهرها یجب علیها أن تصبر الی ان تریالحیض مرة اخری ثم تطهر و بمجرد ان تری الحیض الثالث تنتهی عدتها و یمکنها ان تتزوج. و المرأة التی تحیض فان کانت فی سن من تحیض فان طلقها زوجها بعد مقاربتها یجب علیها ان تعتد بعد الطلاق ثلاثة أشهر (توضیح المسائل المحشی للامام الخمینی)، م 2511، 2512.
[3] عدة المتعة للمرأة التی تحیض: رؤیة الحیض مرتین و للتی لا تحیض، 45 یوماً، توضیح المسائل المحشی.
[4] توضیح المسائل المحشی، للامام الخمینی، ج 2، ص 470 و 471، مسائل 2400 و 2401 و 2402.
[5] نفس المصدر، ص 470 و 469، مسائل 2398 و 2399.
[6] تحریر الوسیلة: ج2، ص290، مسالة رقم 9.
[7] لاحظ: توضیح المسائل المحشی، للامام الخمینی، ج 2، ص 468 و ما یعدها.
[8] نفس المصدر، المسألة 2397.