الواقعة هی: إن عبد المطلب کان قد دعا الله عز و جل أن یرزقه عشرة بنین و نذر لله عز و جل أن یذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة أولاد قال: قد وفى الله لی فلأفین لله عز و جل. فأدخل ولده الکعبة و أسهم بینهم فخرج سهم عبد الله أبی رسول الله (ص)، فأخذه و حبسه و عزم على ذبحه فاجتمعت قریش و منعته من ذلک و اجتمع نساء عبد المطلب یبکین و یصحن. فقالت له ابنته عاتکة: یا أبتاه اعذر فیما بینک و بین الله عز و جل فی قتل ابنک! قال: فکیف أعذر یا بنیة فإنک مبارکة؟! قالت: اعمد إلى تلک السوائم التی لک فی الحرم فاضرب بالقداح على ابنک و على الإبل و أعط ربک حتى یرضى. فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها و عزل منها عشرا و ضرب السهام فخرج سهم عبد الله فما زال یزید عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الإبل فأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة و لا یمنع أحد منها و کانت مائة.
هذه الواقعة هی نفس الواقعة المعروفة بنذر السید عبد المطلب التی نقلها الشیخ الصدوق فی کتاب الخصال بالنحو التالی : "حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید الکوفی، قال: حدثنا علی بن الحسن بن علی بن فضال، عن أبیه قال: سألت أبا الحسن علی بن موسى الرضا (ع) عن معنى قول النبی (ص) (أنا ابن الذبیحین)؟ قال: یعنی إسماعیل بن إبراهیم الخلیل (ع) و عبد الله بن عبد المطلب. أما إسماعیل فهو الغلام الحلیم الذی بشر الله به إبراهیم ... و أما الآخر فإن عبد المطلب کان تعلق بحلقة باب الکعبة و دعا الله عز و جل أن یرزقه عشرة بنین و نذر لله عز و جل أن یذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة أولاد قال: قد وفى الله لی فلأفین لله عز و جل. فأدخل ولده الکعبة و أسهم بینهم فخرج سهم عبد الله أبی رسول الله (ص) و کان أحب ولده إلیه ثم أجالها ثانیة فخرج سهم عبد الله ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله فأخذه و حبسه و عزم على ذبحه فاجتمعت قریش و منعته من ذلک و اجتمع نساء عبد المطلب یبکین و یصحن. فقالت له ابنته عاتکة: یا أبتاه اعذر فیما بینک و بین الله عز و جل فی قتل ابنک! قال: فکیف أعذر یا بنیة فإنک مبارکة؟! قالت: اعمد إلى تلک السوائم التی لک فی الحرم فاضرب بالقداح على ابنک و على الإبل و أعط ربک حتى یرضى. فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها و عزل منها عشرا و ضرب السهام فخرج سهم عبد الله فما زال یزید عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الإبل فکبرت قریش تکبیرة ارتجت لها جبال تهامة. فقال عبد المطلب: لا، حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات. فضرب ثلاثا کل ذلک یخرج السهم على الإبل فلما کان فی الثالثة اجتذبه الزبیر و أبو طالب و إخوانه من تحت رجلیه فحملوه و قد انسلخت جلدة خده الذی کان على الأرض و أقبلوا یرفعونه و یقبلونه و یمسحون عنه التراب. و أمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة و لا یمنع أحد منها و کانت مائة".[1]