لایوجد عندنا مستند تأریخی یؤید هذه القضیة و انما هی من التحریفات التی دخلت الى حرکة عاشوراء العظمیة، بل الاکثر من ذلک أن العقل لایساعد على دعهما و اسنادها و هو لابطالها أقرب باعتبار أن القاسم (ع) لم یبلغ الحلم فی یوم عاشوراء هذا أولا، و ثانیاً ان الشروط الصعبة التی عاشها الامام و صحبه الاخیار فی ذلک الیوم لا تسمح بمثل هکذا زواج، و من هنا ذهب محققوا الشیعة الى نفی تلک القضیة و مصداقیتها.
المؤسف له أن الثورة الناصعة و الحرکة العظیمة التی قام بها سید الشهداء قد تعرضت لبعض التشویهات و التحریفات و منها قضیة عرس القاسم بن الحسن (ع) و التی لا تستند الى أی دلیل تأریخی و لم ترد فی مصدر من المصادر المعتبرة عند الشیعة، بل الاکثر من ذلک أن العقل لایساعد على دعهما و اسنادها و هو لابطالها أقرب منه لاثباتها، باعتبار أن القاسم (ع) لم یبلغ الحلم فی یوم عاشوراء هذا أولا، و ثانیاً ان الشروط الصعبة التی عاشها الامام و صحبه الاخیار فی ذلک الیوم لا تسمح بمثل هکذا زواج، و من هنا ذهب محققوا الشیعة الى نفی تلک القضیة و مصداقیتها. و من هؤلاء المحققین:
1. المحدث النوری صاحب مستدرک الوسائل و غیره من المصنفات الکثیرة قال کتابه الذی صنفه لتصحیح حرکة المنبر الحسینی تحت عنوان اللؤلؤ و المرجان: من الاخبار الموهونة و الکتب غیر المعتمدة التی لم یعتن بها کبار العلماء من السلف و لم یرجعوا الیها ... قصة زعفر الجنی و عروس القاسم اللتین رواهما الکاشفی فی الروضة[1] و لم ترد قصة عرس القاسم قبل روضة الشهداء من زمن الشیخ المفید الى تألیف کتاب الروضة، فکیف غابت تلک القصة و بهذه العظمة عن أعین الباحثین و المصنفین أن کانت موجودة حقاً.[2]
2. قال المحدث الکبیر عباس القمی: لاصحة لقصة زواج القاسم بن الحسن (ع) من فاطمة بنت الحسین (ع). أضف الى ذلک أنه کانت عند الامام الحسین (ع) ابنتان، الاولى سکینة (س) و الاخرى فاطمة (س) و الاولى زوّجها أبوها من عبد الله الذی استشهد یوم عاشوراء و الثانیة زوجها الحسن المثنى الذی کان حاضراً یوم عاشوراء أیضاً.[3]
3. الشهید آیة الله قاضی طباطبائی (ره): نفى الشهید الطباطبائی توفر قصة الزواج المزعوم على مستند تأریخی معتبر، ناقلا عن العلامة المامقانی فی کتابه تنقیح المقال قوله: ما ورد فی کتاب منتخب الطریحی من قصة تزویج القاسم بن الحسن، لم اعثر انا و لا سائر أهل العلم و التتبع على مستند لها فی کتب السیر و التأریخ و المقاتل، و من البعید جداً وقوع مثل تلک القضیة یوم عاشوراء فی ذلک الظرف العصیب و شدّة البلایا و المصائب النازلة فیه، فالقضیة غیر صحیحة خاصة مع کون القاسم لم یبلغ الحلم ذلک الیوم و انه وقع خلط بین تزویج الحسن المثنى و بین تزویج القاسم فاشتهر على الالسن بانه زواج القاسم.[4]
4. قال الشهید آیة الله مرتضى المطهری (ره) فی هذا الخصوص:...فی ذلک الیوم العصیب الذی لم یجد الامام علیه السلام مجالا للصلاة فیه فصلى باصحابه صلاة الخوف فسقط منهم شهیدان کانا قد جعلا من انفسهما درعاً للامام (ع) حتى یصلی...فی تلک الاجواء الصعبة للغابة نسبوا للامام أنه أمر بان یضرب للقاسم خیمة للعرس لیزوجه من احدى بناته أو لیرى شبیه ذلک العرس و لیحقق امنیة کانت فی نفسه!! و الحال اننا لانجد لهذه القضیة أثراً فی الکتب التاریخیة المعتبرة.[5]
[1] روضة الشهداء.
[2] اللؤلؤ و المرجان، للمیرزا حسین النوری، ص 193.
[3] منتهی الآمال، الحاج الشیخ عباس القمی، ج 1، ص 70.
[4] تحقیق حول أول اربعین لسید الشهداء. تألیف الشهید القاضی الطباطبائی، بتصرف فی العبارة.
[5] الشهید المطهری، الملحمة الحسینیة، الجزء الاول؛ و انظر: گلی زواره، غلامرضا ، قاسم بن حسن (ع) اسوه نوجوانان پاسدار اسلام (القاسم بن الحسن أسوة الشباب) ،ص 209 ، اردیبهشت 78.