کد سایت
fa11463
کد بایگانی
75021
خلاصة السؤال
ما هو تأثر الإيمان بالله تعالى في حياة الإنسان؟
السؤال
نحن على يقين بأنّ لله أثراً في حياة الإنسان، الرجاء بيان مدى هذا التأثير و كيفيته؟
الجواب الإجمالي
تارة تعالج هذه القضية من زاوية البحث الفلسفي و نظرة الحكماء للقضية ومن زاوية تأثير وجود الله تعالى على الحياة في بعدها التكويني، و ما هو الأثر الذي يتركه وجود الله على الإنسان من هذه الحيثية؟ و مما لاريب أنّ الفلاسفة الاسلاميين مجمعون على أن وجود الإنسان و ما يحط به من المخلوقات هي مدينة في وجودها لله تعالى؛ و بعبارة أدق تمثل جميعها جانباً من الفيض الإلهي المستمر الذي إذا ما انقطع لحظة واحدة انعدم كلّ شيء بما فيهم الإنسان نفسه.
أما الزاوية الثانية التي يمكن رصد تأثير الله تعالى على حياة الإنسان من خلالها فتتمثل في البعد الايماني و دور الإيمان في رسم معالم حركة الانسان في خط الرسالة و التزامه بقيم السماء؛ و من هنا لا بد من معرفة درجة الإيمان و مدى تأثيره على سلوك الإنسان؛ لأنه كلمّا كان الإيمان راسخا و كان المؤمن قد اذعن بوجود الرقيب الالهي، انعكس ذلك طرداً على نوعية سلوكه، و ارتفع مؤشر تأثير الإيمان في سلوكه، الى درجة يرى الله حاضراً في حركاته و سكناته و إلى هذا المعنى يشير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله: "ما رأيت شيئاً إلاّ و رأيت الله قبله و بعده و معه و فيه"[1] فمن نظر الى القضية بمنظار علي عليه السلام لا يمكن أن يغفل التأثير الإلهي في حياته، فاذا نظر الإنسان إليها بدرجة أقلّ خفّة من النظرة العلوية فلا ريب أنّه سيصل إلى نتائج تتناسب مع تلك الزاوية من الانفتاح و الإيمان.
أما الزاوية الثانية التي يمكن رصد تأثير الله تعالى على حياة الإنسان من خلالها فتتمثل في البعد الايماني و دور الإيمان في رسم معالم حركة الانسان في خط الرسالة و التزامه بقيم السماء؛ و من هنا لا بد من معرفة درجة الإيمان و مدى تأثيره على سلوك الإنسان؛ لأنه كلمّا كان الإيمان راسخا و كان المؤمن قد اذعن بوجود الرقيب الالهي، انعكس ذلك طرداً على نوعية سلوكه، و ارتفع مؤشر تأثير الإيمان في سلوكه، الى درجة يرى الله حاضراً في حركاته و سكناته و إلى هذا المعنى يشير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله: "ما رأيت شيئاً إلاّ و رأيت الله قبله و بعده و معه و فيه"[1] فمن نظر الى القضية بمنظار علي عليه السلام لا يمكن أن يغفل التأثير الإلهي في حياته، فاذا نظر الإنسان إليها بدرجة أقلّ خفّة من النظرة العلوية فلا ريب أنّه سيصل إلى نتائج تتناسب مع تلك الزاوية من الانفتاح و الإيمان.
الجواب التفصيلي
تارة تعالج هذه القضية من زاوية البحث الفلسفي و نظرة الحكماء للقضية ومن زاوية تأثير وجود الله تعالى على الحياة في بعدها التكويني، و ما هو الأثر الذي يتركه وجود الله على الإنسان من هذه الحيثية؟ و مما لاريب أنّ الفلاسفة الاسلاميين مجمعون على أن وجود الإنسان و ما يحط به من المخلوقات هي مدينة في وجودها لله تعالى؛ و بعبارة أدق تمثل جميعها جانباً من الفيض الإلهي المستمر الذي إذا ما انقطع لحظة واحدة انعدم كلّ شيء بما فيهم الإنسان نفسه. و قد فصل الفلاسفة الكلام في هذه النظرية بما لا يسع المجال للحديث عنه هنا. مضافاً الى ذلك يمكن الإنطلاق من نظرية الفقر و الحاجة التي مفادها أنّ جميع المخلوقات فقيرة و محتاجة إلى الغني المطلق، بما فيها الإنسان الفقير فهو بحاجة إلى الخالق الغني مطلقاً، و أنّ جميع ما يحتاجه الإنسان من النعم يرجع إلى الباري تعالى "وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها".[1] و في الآية اشارة إلى النعم التي وهبها الله تعالى لكافة مخلوقاته بما فيهم الإنسان و التي لا يمكن لأحد احصاؤها و الاحاطة بها. و إذا ما نظرنا بدقة و إمعان إلى مقولة الحمد "الحمد لله" التي طالما رددناها عند تلاوة سورة الحمد، نرى أنّها تشير إلى مفهوم عميق يحصر الحمد به تعالى؛ لأنّ كلّ شيء يراه الإنسان مما يُعد من الممدوحات، و كلّ سلوك محمود هو في الحقيقة يعود إلى ذلك المصدر صاحب المواهب السنية و النعم الباهرة الذي يعود كلّ حمد إليه. فالحمد مهما تتوزع عاد في حقيقته إلى الله تعالى. وهذا البعد التكويني و النظرة الفلسفية للكون و الحياة يسوقنا في نفس الوقت الى الجانب الإيماني و تأثيره في الحياة.
و من الواضح أن مقولة العلم لا ترادف مقولة الإيمان؛ إذ من الممكن أن يغوص الإنسان في أعماق الأبحاث الفلسفية و يتبحر في معرفة الأدلة المطروحة لإثبات وجود الله تعالى و يعلم بجميع زواياها و حيثياتها و بجميع ما قلناه، إلا أنه لم يصل بالضرورة إلى مرحلة التسليم و الإيمان، فإنّ مرحلة الاذعان و الإيمان مغايرة لمرحلة العلم و الانكشاف، و هذا المعنى هو المستوحى من قوله تعالى "وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُواً" [2]فمع يقينهم و انكشاف الحقيقة لهم لم يذعنوا للحق و لم يؤمنوا به، فالإيمان حقيقة أخرى غير حقيقة العلم و اليقين؛ لأن الإيمان في الحقيقة شيء يختارة الإنسان بإرادة و اختيار منه.
نعم، العلم و الكشف يُعد مقدمة لتحصيل الاذعان و الإيمان، و قد أكدّت المعارف الاسلامية على اليقين و المعرفة و العلم في أكثر من موضع على مستوى القرآن الكريم و السنّة المطهرة، لما للعلم و المعرفة من أهمية في تحصيل الإيمان، خلافاً لبعض الاتجاهات في المسيحية التي تذهب إلى التنافي بين العلم و الإيمان و أنّ مقولة الإيمان يمكن أنْ تحصل مجرّدة عن العلم، بل حتى في الحالات التي يوجد بينهما تضاد، بل يرى البعض منهم أنّ الإنسان اذا علم بالشيء لا يمكنه الإيمان به.
و الجدير بالذكر أن المفكر الاسلامي يرى أنّ العلم و اليقين مجرّد مقدمة لتحصيل الإيمان لا أنه العلة التامة للاذعان و التسليم و الخضوع، و قد أشار الإمام الخميني (ره) في بيان تلك القضية إلى حقيقة ملموسة مفادها: أن جميع الناس يعلمون علم اليقين بأنّ الميّت لا حول له و لا قوة و لا يستطيع القيام بأيّ عمل يضر به الآخرين و مع ذلك نجد الكثير بل الغالبية ترفض الإذعان لهذه الحقيقة و تراها تخشى المبيت في مكان توجد فيه جنازة لميت!!! و هذا المثال واضح الدلالة على التفريق بين مقولتي العلم و الإيمان.
من هنا لا بد من معرفة درجة الإيمان و مدى تأثيره على سلوك الإنسان، فكلمّا كان الإيمان راسخا و كان المؤمن قد اذعن بوجود الرقيب الالهي، انعكس ذلك طرداً على نوعية سلوكه، و ارتفع مؤشر تأثير الإيمان في سلوكه، الى درجة يرى الله حاضراً في حركاته و سكناته و إلى هذا المعنى يشير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله: "ما رأيت شيئاً إلاّ و رأيت الله قبله و بعده و معه و فيه"[3] فمن نظر الى القضية بمنظار علي عليه السلام لا يمكن أن يغفل التأثير الإلهي في حياته، فاذا نظر الإنسان إليها بدرجة أقلّ خفّة من النظرة العلوية فلا ريب أنّه سيصل إلى نتائج تتناسب مع تلك الزاوية من الانفتاح و الإيمان.
و المشاهد لتاريخ علي عليه السلام يرصد ذلك بوضوح في حياته (ع) و أنّه في كلّ مسيرته الجهادية و غيرها كان يتحرك ضمن الخط الإلهي ففي ليلة المبيت في فراش النبي حينما هاجر (ص) من مكة إلى المدينة و غيرها من المواقف الحساسة و المصيرية كان عليه السلام قد أعد نفسه لجميع المخاطر التي تحيط به اثناء تلك المهام و الحروب الخطيرة التي خاضها مع النبي الأكرم (ص)، بل كان عليه السلام يلتزم بنفس الخط و التسليم المطلق لله تعالى حتى في سكوته بعد تلك الحوادث التي وقعت بعد رحيل النبي (ص) حفاظاً على خط الرسالة و وحدة المسلمين. فكان عليه السلام يفكر بمستقبل المسلمين و يحاول مدّ العون للمجتمع الاسلامي من خلال رصد ما يحتاجه المجتمع على جميع المستويات المعنوية و المادية. و من القضايا التي رصد أهميتها في ذلك الوقت – و التي ما زالت كذلك- قضية حاجة المجتمع إلى المياه لما لهذه المادة الحيوية من أهمية في الحياة، فكان عليه السلام يحفر الآبار و يستنبط المياة ثم يوقفها للصالح العام. كل ذلك انطلاقا من حركته في مسير الخط الإلهي، و لهذا كلّه حظي بوسام لم يحظ به غيره صدر على لسان النبي الأكرم (ص) حينما كرّمه عليه السلام بمقولته المشهورة "علي مع الحق و الحق مع علي يدور حيثما دار".[4] و لا ريب أن هذه النتيجة تعد من أبرز انعكاسات الإيمان بالله على حياة الإنسان المسلم.
و من الواضح أن مقولة العلم لا ترادف مقولة الإيمان؛ إذ من الممكن أن يغوص الإنسان في أعماق الأبحاث الفلسفية و يتبحر في معرفة الأدلة المطروحة لإثبات وجود الله تعالى و يعلم بجميع زواياها و حيثياتها و بجميع ما قلناه، إلا أنه لم يصل بالضرورة إلى مرحلة التسليم و الإيمان، فإنّ مرحلة الاذعان و الإيمان مغايرة لمرحلة العلم و الانكشاف، و هذا المعنى هو المستوحى من قوله تعالى "وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُواً" [2]فمع يقينهم و انكشاف الحقيقة لهم لم يذعنوا للحق و لم يؤمنوا به، فالإيمان حقيقة أخرى غير حقيقة العلم و اليقين؛ لأن الإيمان في الحقيقة شيء يختارة الإنسان بإرادة و اختيار منه.
نعم، العلم و الكشف يُعد مقدمة لتحصيل الاذعان و الإيمان، و قد أكدّت المعارف الاسلامية على اليقين و المعرفة و العلم في أكثر من موضع على مستوى القرآن الكريم و السنّة المطهرة، لما للعلم و المعرفة من أهمية في تحصيل الإيمان، خلافاً لبعض الاتجاهات في المسيحية التي تذهب إلى التنافي بين العلم و الإيمان و أنّ مقولة الإيمان يمكن أنْ تحصل مجرّدة عن العلم، بل حتى في الحالات التي يوجد بينهما تضاد، بل يرى البعض منهم أنّ الإنسان اذا علم بالشيء لا يمكنه الإيمان به.
و الجدير بالذكر أن المفكر الاسلامي يرى أنّ العلم و اليقين مجرّد مقدمة لتحصيل الإيمان لا أنه العلة التامة للاذعان و التسليم و الخضوع، و قد أشار الإمام الخميني (ره) في بيان تلك القضية إلى حقيقة ملموسة مفادها: أن جميع الناس يعلمون علم اليقين بأنّ الميّت لا حول له و لا قوة و لا يستطيع القيام بأيّ عمل يضر به الآخرين و مع ذلك نجد الكثير بل الغالبية ترفض الإذعان لهذه الحقيقة و تراها تخشى المبيت في مكان توجد فيه جنازة لميت!!! و هذا المثال واضح الدلالة على التفريق بين مقولتي العلم و الإيمان.
من هنا لا بد من معرفة درجة الإيمان و مدى تأثيره على سلوك الإنسان، فكلمّا كان الإيمان راسخا و كان المؤمن قد اذعن بوجود الرقيب الالهي، انعكس ذلك طرداً على نوعية سلوكه، و ارتفع مؤشر تأثير الإيمان في سلوكه، الى درجة يرى الله حاضراً في حركاته و سكناته و إلى هذا المعنى يشير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله: "ما رأيت شيئاً إلاّ و رأيت الله قبله و بعده و معه و فيه"[3] فمن نظر الى القضية بمنظار علي عليه السلام لا يمكن أن يغفل التأثير الإلهي في حياته، فاذا نظر الإنسان إليها بدرجة أقلّ خفّة من النظرة العلوية فلا ريب أنّه سيصل إلى نتائج تتناسب مع تلك الزاوية من الانفتاح و الإيمان.
و المشاهد لتاريخ علي عليه السلام يرصد ذلك بوضوح في حياته (ع) و أنّه في كلّ مسيرته الجهادية و غيرها كان يتحرك ضمن الخط الإلهي ففي ليلة المبيت في فراش النبي حينما هاجر (ص) من مكة إلى المدينة و غيرها من المواقف الحساسة و المصيرية كان عليه السلام قد أعد نفسه لجميع المخاطر التي تحيط به اثناء تلك المهام و الحروب الخطيرة التي خاضها مع النبي الأكرم (ص)، بل كان عليه السلام يلتزم بنفس الخط و التسليم المطلق لله تعالى حتى في سكوته بعد تلك الحوادث التي وقعت بعد رحيل النبي (ص) حفاظاً على خط الرسالة و وحدة المسلمين. فكان عليه السلام يفكر بمستقبل المسلمين و يحاول مدّ العون للمجتمع الاسلامي من خلال رصد ما يحتاجه المجتمع على جميع المستويات المعنوية و المادية. و من القضايا التي رصد أهميتها في ذلك الوقت – و التي ما زالت كذلك- قضية حاجة المجتمع إلى المياه لما لهذه المادة الحيوية من أهمية في الحياة، فكان عليه السلام يحفر الآبار و يستنبط المياة ثم يوقفها للصالح العام. كل ذلك انطلاقا من حركته في مسير الخط الإلهي، و لهذا كلّه حظي بوسام لم يحظ به غيره صدر على لسان النبي الأكرم (ص) حينما كرّمه عليه السلام بمقولته المشهورة "علي مع الحق و الحق مع علي يدور حيثما دار".[4] و لا ريب أن هذه النتيجة تعد من أبرز انعكاسات الإيمان بالله على حياة الإنسان المسلم.