نحاول الاجابة وفق الترتیب الوارد فی السؤال:
1.من البدیهی أن أول حکومة اسلامیة اقیمت کانت فی عصر النبی الاکرم (ص) و لازم ذلک أن یکون اجراء الاحکام فی عصره (ص) مقدماً على غیره من العصور الاخرى و هذا ما اشارت الیه الکثیر من الروایات.
2. أما بالنسبة الى عدم جواز صلاة الجمعة فی عصر الغیبة، فقد اختلفت فیها کلمات الفقهاء فمنهم من ذهب الى المنع، و هناک من قال بالجواز و ذهب فریق ثالث الى القول بالوجوب التخییری. و نحن اذا تابعنا الشارع الایرانی و غیره من البلدان قبیل انتصار الثورة الاسلامیة نجد هناک بعض المدن التی کانت تقام فیها صلاة الجمعة، و لیس القضیة من ابتکارات الثورة الاسلامیة.
3. و اما خطبة صلاة الجمعة من قبل الائمة، فانه لمّا لم یتمکن الائمة (ع) من التصدی للحکومة الظاهریة و کان المتصدی لها حکام الجور خاصة، من هنا لم تتوفر لهم الارضیة لاقامة الصلاة و ایراد خطبتها؛ نعم، الامام الوحید الذی تمکن من التصدی للحکومة الظاهریة هو أمیر المؤمنین (ع) و من ثم تمکن من اقامة صلاة الجمعة، و قد نقلت لنا المصادر الحدیثیة بعض خطبه فیها.
نحاول هنا الاجابة عن الاسئلة المطروحة حسب الترتیب الوارد فی متن السؤال.
1. من البدیهی أن أول حکومة اسلامیة اقیمت کانت فی عصر النبی الاکرم (ص) و لازم ذلک أن یکون اجراء الاحکام فی عصره (ص) مقدماً على غیره من العصور الاخرى و هذا ما اشارت الیه الکثیر من الروایات، نکتفی بذکر روایة منها:
سرقَت خَمِیصَةٌ[1] لصفوان بن أُمَیَّةَ فأتی بالسَّارق إِلى النبِیِّ (ص) فأَمر بقطع یده.[2]
و لمزید الاطلاع على مبحث الرجم فی عصر الرسول الاکرم (ص) انظر: الرقم8263 (الرقم فی الموقع:8338).
واما الائمة علیهم السلام فلم یحکم منهم سوى الامام أمیر المؤمنین (ع) و قد أقام الحد فی زمن حکومته، فقد جاء فی قرب الاسناد، عن جعفر عن أبیه أن علی بن أبی طالب أتی برجل وقع على جاریة امرأة فحملت. فقال الرجل: وهبتها لی! فأنکرت المرأة. فقال (ع): لتأتینی بالشهود أو لأرجمنک بالحجارة. فلما رأت المرأة ذلک اعترفت فجلدها على الحد.[3]
2. اما بالنسبة الى عدم جواز صلاة الجمعة
فالمتابع لکلمات الفقهاء و خاصة القدامى منهم یراها مختلفة فی هذه القضیة فمنهم من ذهب الى المنع، و هناک من قال بالجواز و ذهب فریق ثالث الى القول بالوجوب التخییری.[4] و نحن اذا تابعنا الشارع الایرانی و غیره من البلدان قبیل انتصار الثورة الاسلامیة نجد هناک بعض المدن التی کانت تقام فیها صلاة الجمعة، فکانت تقام صلاة الجمعة على سبیل المثال بامامة آیة الله الشیخ الاراکی و....
و بهذا یتضح أن ما ورد فی متن السؤال غیر مطابق للواقع سواء على مستوى الفتوى أم على مستوى الاداء الفعلی. و لم یکن هناک منع مطلقاً، بل هناک الکثیر من الفقهاء قبیل الثورة کانوا یفتون بجواز اقامة صلاة الجمعة، و منهم من افتى بالوجوب مع تحقق شروطها.
3. و اما بالنسبة الى خطبة صلاة الجمعة من قبل الائمة (ع)
جوابه: لما کان أکثر الائمة (ع) لم یتمکنوا من التصدی للحکومة الظاهریة و کان المتصدی لها حکام الجور خاصة، من هنا لم تتوفر لهم الارضیة المناسبة لاقامة الصلاة و ایراد خطبتها؛ نعم، الامام الوحید الذی تمکن من التصدی للحکومة الظاهریة هو أمیر المؤمنین (ع) و من ثم تمکن من اقامة صلاة الجمعة، وقد نقلت لنا المصادر الرؤائیة بعض خطبه منها ما نقله الشیخ الصدوق (ره) من خطبة طویلة و التی یفتتحها بقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَلِیِّ الْحَمِیدِ الْحَکِیمِ الْمَجِیدِ الْفَعَّالِ لِمَا یُرِیدُ عَلَّامِ الْغُیُوبِ و خالق الخلقِ و منزلِ القَطْرِ و مدَبِّرِ أَمر الدُّنْیَا و الآخِرَةِ و وارثِ السَّمَاوَات و الأَرْضِ الَّذِی عَظُمَ شَأْنُهُ فَلا شَیْءَ مِثْلُهُ. تَوَاضَعَ کُلُّ شَیْءٍ لِعَظَمَتِهِ و ذَلَّ کُلُّ شَیْءٍ لِعِزَّتِهِ وَ اسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْءٍ لِقُدْرَتِهِ و قَرَّ کُلُّ شَیْءٍ قَرَارَهُ لِهَیْبَتِهِ و خَضَعَ کُلُّ شَیْءٍ لِمَلَکَتِهِ و رُبُوبِیَّتِه....[5]
[1] الخمیصة: کساء أسود مربّع له علمان، فإن لم یکن معلما فلیس بخمیصة. الصحاح 3 و انظر: تذکرة الفقهاء (ط-الحدیثة)، ج7، ص: 242.
[2] المحدث النوری، مستدرک الوسائل، ج 18، ص 21 ، مؤسسه آل البیت (ع)، قم، 1408 هـ ق.
[3] قرب الإسناد، ج1، ص: 26.
[4] النراقی، أحمد، رسائل و مسائل، ج 1، ص 61؛ المجلسی ، محمد تقی، لوامع صاحبقرانی (المشهور بشرح الفقیه)، ج 3، ص 14، مؤسسة إسماعیلیان قم، الطبعة الثانیة، 1414 هـ ق؛ النجفی، محمد حسن، مجمع الرسائل (المحشى)، ج 1، ص 401، مؤسسة صاحب الزمان (ع)، مشهد، الطبعة الاولی، 1415 هـ ق.
[5]انظر الشیخ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج 1، ص 427، 1263، انتشارات جامعه مدرسین قم، 1413 هـ ق.