کد سایت
fa11908
کد بایگانی
75032
گروه
نماز,توحید در عبادت
خلاصة السؤال
بأي منطق نرد على من يدعي انتفاء الحاجة إلى الصلاة مع الإيمان بالله تعالى؟
السؤال
بأيّ منطق نردّ على من يدّعي إنتفاء الحاجة إلى الصلاة مع الإيمان بالله تعالى؟ و ما هو الجواب الأمثل لردّ هذا الادعاء؟
الجواب الإجمالي
من الثابت في الفكر الإسلامي سواء على مستوى القرآن الكريم أم السنّة الشريفة أنّ الله تعالى غني عن عباده و غير محتاج إلى صلاة العباد أو صيامهم أو أيّ عمل آخر يصدر منهم؛ و ذلك لأنّه سبحانه هو الغني المطلق "الله الصمد"، و إنما الذي يتصف بالحاجة و الفقر هو الانسان نفسه فهو الفقير إلى العزيز القوي الغني المطلق. فاذا قال الله تعالى يجب الصلاة فقد لاحظ مصلحة الانسان المصلّي و المجتمع الإسلامي في هذا التشريع باعتبار الصلاة عاملاّ مساعداً في إعداد الأرضية المناسبة للطهر و النقاء في قلب الإنسان.
هذا من حيث المبدأ و من جهة تحليل حاجة الانسان لعمل الانسان و غنى الله تعالى عن فعل الانسان حتى لو كان عبادياً.
و يمكن النظر إلى القضية من زاوية أخرى، و هي: إن المؤمن بالله تعالى و الرسول الأكرم (ص) لابد أن يصدّقَ النبيَّ (ص) فيما نقل عن الله تعالى، و مما لاريب فيه أنّه (ص) نقل بما لا مجال للشك فيه و بصورة متواترة الأمرَ بالصلاة و الحثَ عليها و بيان فوائدها.
و عليه فإنّ القول بانتفاء الحاجة إلى الصلاة مع الإيمان يعد تقدما على التشريع و الحق الإلهي و تكذيبا للرسول الأكرم (ص) و هذا مما لا ينسجم بحال من الأحوال مع ادعاء الايمان بالله و رسوله، و يُعدُّ تجاوزا على النظام الذي رسمته الشريعة للعباد ويعد مصداقا بارزا للتقدم على الله و رسوله الذي حذرت منه الآية المباركة "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليم".
هذا من حيث المبدأ و من جهة تحليل حاجة الانسان لعمل الانسان و غنى الله تعالى عن فعل الانسان حتى لو كان عبادياً.
و يمكن النظر إلى القضية من زاوية أخرى، و هي: إن المؤمن بالله تعالى و الرسول الأكرم (ص) لابد أن يصدّقَ النبيَّ (ص) فيما نقل عن الله تعالى، و مما لاريب فيه أنّه (ص) نقل بما لا مجال للشك فيه و بصورة متواترة الأمرَ بالصلاة و الحثَ عليها و بيان فوائدها.
و عليه فإنّ القول بانتفاء الحاجة إلى الصلاة مع الإيمان يعد تقدما على التشريع و الحق الإلهي و تكذيبا للرسول الأكرم (ص) و هذا مما لا ينسجم بحال من الأحوال مع ادعاء الايمان بالله و رسوله، و يُعدُّ تجاوزا على النظام الذي رسمته الشريعة للعباد ويعد مصداقا بارزا للتقدم على الله و رسوله الذي حذرت منه الآية المباركة "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليم".
الجواب التفصيلي
من الثابت في الفكر الإسلامي سواء على مستوى القرآن الكريم أم السنّة الشريفة أنّ الله تعالى غني عن عباده و هو ليس بحاجة إلى صلاة العباد أو صيامهم أو أيّ عمل آخر يصدر منهم؛ و ذلك لأنّه سبحانه هو الغني المطلق "الله الصمد"، و إنما الذي يتصف بالحاجة و الفقر هو الانسان نفسه فهو الفقير إلى العزيز القوي الغني المطلق. فاذا ما أمر الله تعالى بالصلاة و غيرها فإنّ نفع ذلك يعود على المتعبّد نفسه، شأنه شأن الأب الذي يأمر ابنه بالمثابرة على الدرس و الاهتمام بالشأن العلمي و التربوي؛ فمما لاريب فيه أنّ الفائدة تعود إلى الابن نفسه و أنّ الأب – خاصّة مع كونه متعلما و حاصلا على شهادة علميه رفيعة المستوى- غني عن أي مردود ايجابي أو سلبي يعود عليه من وراء إهتمام ولده بالدراسة أو إهماله لها.
وعليه، اذا قال الله تعالى يجب الصلاة فقد لاحظ مصلحة الانسان المصلّي و المجتمع الاسلامي في هذا التشريع باعتبار الصلاة عاملاّ مساعداً في اعداد الأرضية المناسبة للطهر و النقاء في قلب الإنسان، و كما ورد في الحديث الشريف عن أَبي بصير عن أَبي جعفر (ع) قال: قال رسولُ اللَّه (ص): لو كان على باب دار أَحدكمْ نَهَرٌ فَاغتسلَ في كلِّ يوم منه خمس مرَّات أَ كان يبقَى في جسده من الدَّرَنِ شيءٌ؟ قلنا: لا. قال: فَإِنَّ مثلَ الصَّلاةِ كمثلِ النَهَرِ الجاري كُلَّمَا صلَّى صلاةً كَفَّرَتْ ما بينهُمَا من الذُّنُوب.[1] فاذا ما واظب الإنسان المؤمن على صلاته فهذا يعني أنّه قد عرّض قلبه و روحه لعملية غسيل و تنقية يومية و متواصلة، و حينها ستشرق في قبله أنوار الهداية الإلهية و تتحول إلى صفحة ناصعة و نقية من كلّ أنواع الرين و آثار المعاصي.
فإذن، نحن بحاجة إلى الصلاة و آثارها الايجابية في حياتنا على المستويين الفردي و الاجتماعي و أن الله غني عنّا و عن صلاتنا و صومنا و..... فمن لم يعمل بما رسمته الشريعة السماوية له يكون بمثابة من تناول السمّ، و مما لاشك فيه أنّ من يتناول السمّ لابد أن تظهر عليه علائم ذلك من الهزال و الألم بل قد يصل - أحياناً- إلى الموت و الفناء، خلافا لمن يتناول الاغذية الغنية بالمواد المناسبة للبدن كالفيتامينات و النشويات و....
هذا من حيث المبدأ و من جهة تحليل حاجة الانسان لعمل الانسان و غنى الله تعالى عن فعل الانسان حتى لو كان عبادياً.
و يمكن النظر إلى القضية من زاوية أخرى، و هي: إن المؤمن بالله تعالى و الرسول الأكرم (ص) لابد أن يصدّقَ النبيَّ (ص) فيما نقل عن الله تعالى، و مما لاريب فيه أنّه (ص) نقل بما لا مجال للشك فيه و بصورة متواترة الأمرَ بالصلاة و الحثَ عليها و بيان فوائدها. و مع ذلك كيف يجمع الانسان بين ادعاء الايمان بالله تعالى و الإيمان بأن الله تعالى يعلم كلّ الاشياء و يعلم ما يصلحها و ما يفسده و.... و بين رفض الخضوع للتشريعات و تقديم رأيه على رأي الله و رسوله "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليم"[2]
إنّ مسئولية انضباط السائرين إزاء القادة و خاصة إزاء القادة الإلهيين تقتضي ألّا يتقدّموا عليهم في أي عمل و قول و لا يعجل أحد عندهم. و بالطبع فإنّ هذا الكلام لا يعني بأنّه لا يجوز لهم أن يتشاوروا مع النّبي إذا كان لديهم شيء يجدر بيانه، بل المراد منه إلّا يعجلوا و يبادروا بالتصميم قبل أن يوافق النّبي على ذلك! حتى أنّه لا ينبغي أن تثار أسئلة و مناقشات أكثر ممّا يلزم في شأن المسائل، بل ينبغي أن يترك الأمر للقائد نفسه أن يبيّن المسائل في حينها، لا سيما إذا كان القائد معصوما الذي لا يغفل عن أي شيء! كما أنّه لو سئل المعصوم أيضا، لا يحقّ للآخرين أن يجيبوا السائل قبل أن يردّ عليه المعصوم، و في الحقيقة أنّ الآية جمعت كلّ هذه المعاني في طيّها.[3] وذهب البعض إلى تفسير الآية بقوله: و لا تسرعوا إلى قول أو فعل يتصل بالدين و الصالح العام حتى يقضي به اللّه على لسان رسوله الكريم.[4]
و قيل أنّ المراد بالتقدّم هو الوقوف أمام اللّه و رسوله بمعناه الكنائي، حيث يدل التقدم عليهما على خضوع الإنسان لهواه أو لفكره الشخصي أو لمزاجه الذاتي، بعيدا عن خط الإيمان الذي يوحي باللّه، أو يلهم به رسوله، في الحكم الذي يشرّعه، أو في النهج الذي يقرّره، أو في الخط الذي يخططه، مما يوحي بأن من الواجب على المؤمن أن يبقى مشدودا إلى أوامر اللّه و نواهيه، و إلى شرع الرسول و نهجه في ما ينفتح عليه من قضايا السلوك و الحياة، فلا يسبق بكلامه كلام اللّه، و بسلوكه شرع رسول اللّه، ليكون الخاضع للّه و لرسوله في كل شيء، وَ اتَّقُوا اللَّهَ بالانضباط على الخط المستقيم و الشعور بالمسؤولية على قاعدة الإحساس الدائم بحضور اللّه و رقابته.[5]
و عليه فإنّ القول بانتفاء الحاجة إلى الصلاة مع الإيمان يعد تقدما على التشريع و الحق الإلهي و تكذيبا للرسول الأكرم (ص) و هذا مما لا ينسجم بحال من الأحوال مع ادعاء الايمان بالله و رسوله، و يُعدُّ تجاوزا على النظام الذي رسمته الشريعة للعباد.
لمزيد الاطلاع انظر:
العبادة عائدية منافع العبادة للعبد أم لله؟، 1466 (الموقع: 389).
وعليه، اذا قال الله تعالى يجب الصلاة فقد لاحظ مصلحة الانسان المصلّي و المجتمع الاسلامي في هذا التشريع باعتبار الصلاة عاملاّ مساعداً في اعداد الأرضية المناسبة للطهر و النقاء في قلب الإنسان، و كما ورد في الحديث الشريف عن أَبي بصير عن أَبي جعفر (ع) قال: قال رسولُ اللَّه (ص): لو كان على باب دار أَحدكمْ نَهَرٌ فَاغتسلَ في كلِّ يوم منه خمس مرَّات أَ كان يبقَى في جسده من الدَّرَنِ شيءٌ؟ قلنا: لا. قال: فَإِنَّ مثلَ الصَّلاةِ كمثلِ النَهَرِ الجاري كُلَّمَا صلَّى صلاةً كَفَّرَتْ ما بينهُمَا من الذُّنُوب.[1] فاذا ما واظب الإنسان المؤمن على صلاته فهذا يعني أنّه قد عرّض قلبه و روحه لعملية غسيل و تنقية يومية و متواصلة، و حينها ستشرق في قبله أنوار الهداية الإلهية و تتحول إلى صفحة ناصعة و نقية من كلّ أنواع الرين و آثار المعاصي.
فإذن، نحن بحاجة إلى الصلاة و آثارها الايجابية في حياتنا على المستويين الفردي و الاجتماعي و أن الله غني عنّا و عن صلاتنا و صومنا و..... فمن لم يعمل بما رسمته الشريعة السماوية له يكون بمثابة من تناول السمّ، و مما لاشك فيه أنّ من يتناول السمّ لابد أن تظهر عليه علائم ذلك من الهزال و الألم بل قد يصل - أحياناً- إلى الموت و الفناء، خلافا لمن يتناول الاغذية الغنية بالمواد المناسبة للبدن كالفيتامينات و النشويات و....
هذا من حيث المبدأ و من جهة تحليل حاجة الانسان لعمل الانسان و غنى الله تعالى عن فعل الانسان حتى لو كان عبادياً.
و يمكن النظر إلى القضية من زاوية أخرى، و هي: إن المؤمن بالله تعالى و الرسول الأكرم (ص) لابد أن يصدّقَ النبيَّ (ص) فيما نقل عن الله تعالى، و مما لاريب فيه أنّه (ص) نقل بما لا مجال للشك فيه و بصورة متواترة الأمرَ بالصلاة و الحثَ عليها و بيان فوائدها. و مع ذلك كيف يجمع الانسان بين ادعاء الايمان بالله تعالى و الإيمان بأن الله تعالى يعلم كلّ الاشياء و يعلم ما يصلحها و ما يفسده و.... و بين رفض الخضوع للتشريعات و تقديم رأيه على رأي الله و رسوله "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليم"[2]
إنّ مسئولية انضباط السائرين إزاء القادة و خاصة إزاء القادة الإلهيين تقتضي ألّا يتقدّموا عليهم في أي عمل و قول و لا يعجل أحد عندهم. و بالطبع فإنّ هذا الكلام لا يعني بأنّه لا يجوز لهم أن يتشاوروا مع النّبي إذا كان لديهم شيء يجدر بيانه، بل المراد منه إلّا يعجلوا و يبادروا بالتصميم قبل أن يوافق النّبي على ذلك! حتى أنّه لا ينبغي أن تثار أسئلة و مناقشات أكثر ممّا يلزم في شأن المسائل، بل ينبغي أن يترك الأمر للقائد نفسه أن يبيّن المسائل في حينها، لا سيما إذا كان القائد معصوما الذي لا يغفل عن أي شيء! كما أنّه لو سئل المعصوم أيضا، لا يحقّ للآخرين أن يجيبوا السائل قبل أن يردّ عليه المعصوم، و في الحقيقة أنّ الآية جمعت كلّ هذه المعاني في طيّها.[3] وذهب البعض إلى تفسير الآية بقوله: و لا تسرعوا إلى قول أو فعل يتصل بالدين و الصالح العام حتى يقضي به اللّه على لسان رسوله الكريم.[4]
و قيل أنّ المراد بالتقدّم هو الوقوف أمام اللّه و رسوله بمعناه الكنائي، حيث يدل التقدم عليهما على خضوع الإنسان لهواه أو لفكره الشخصي أو لمزاجه الذاتي، بعيدا عن خط الإيمان الذي يوحي باللّه، أو يلهم به رسوله، في الحكم الذي يشرّعه، أو في النهج الذي يقرّره، أو في الخط الذي يخططه، مما يوحي بأن من الواجب على المؤمن أن يبقى مشدودا إلى أوامر اللّه و نواهيه، و إلى شرع الرسول و نهجه في ما ينفتح عليه من قضايا السلوك و الحياة، فلا يسبق بكلامه كلام اللّه، و بسلوكه شرع رسول اللّه، ليكون الخاضع للّه و لرسوله في كل شيء، وَ اتَّقُوا اللَّهَ بالانضباط على الخط المستقيم و الشعور بالمسؤولية على قاعدة الإحساس الدائم بحضور اللّه و رقابته.[5]
و عليه فإنّ القول بانتفاء الحاجة إلى الصلاة مع الإيمان يعد تقدما على التشريع و الحق الإلهي و تكذيبا للرسول الأكرم (ص) و هذا مما لا ينسجم بحال من الأحوال مع ادعاء الايمان بالله و رسوله، و يُعدُّ تجاوزا على النظام الذي رسمته الشريعة للعباد.
لمزيد الاطلاع انظر:
العبادة عائدية منافع العبادة للعبد أم لله؟، 1466 (الموقع: 389).
[1]. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 4، ص 12، موسسه آل البیت، قم، 1409ق.
[2] الحجرات، 1.
[3] ناصر مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج16، ص: 512، نشر مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1417ق.
[4] محمد جواد مغنية، تفسير الكاشف، ج7، ص: 107، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1424 ق، الطبعة الأولى.
[5] السيد محمد حسين فضل الله، تفسير من وحي القرآن، ج21، ص: 136، دار الملاك للطباعة و النشر، بيروت، الطبعة الثانية، 1419 ق.