تعد موسوعة بحار الانوار لدرر أخبار الائمة الاطهار من أهم آثار و مصنفات العلامة محمد باقر المجلسی، و قد اشتملت الموسوعة على مجموعة من العلوم و المعارف الدینیة کتفسیر القرآن و التاریخ و الفقه و الکلام و...
و من الممیزت الخصائص التی تمتاز بها الموسوعة، التبویب و التنظیم، و تصدیر الابواب بالآیات المناسبة له، و الشمولیة و الاستیعاب، ذکر بعض الرسائل المستقلة، الاعتماد على الکم الوافر من المصادر و النسخ الفریدة وبهذا یکون العلامة قد حفظ الکثیر من التراث الشیعی عن الضیاع، و من الخصائص الاخرى التی توفرت فی الموسوعة شرح الاحادیث و بیان المبهم من الاحادیث و بیان الغریب من مفرداتها.
علما أن هکذا مجهود و بهذه الشمولیة و السعة لابد ان یحتوی على بعض نقاط الخلل و الضعف، شأنه شأن النتاجات البشریة الاخرى.
و من هنا قال بعض الاعلام: فضل المجلسی لا ینکر و تصانیفه الکثیرة التی انتفع بها الناس لا تقدر لکن لا یخفى ان مؤلفاته تحتاج إلى زیادة تهذیب و ترتیب و قد حوت الغث و السمین و بیاناته و توضیحاته و تفسیره للأحادیث و غیرها کثیر منه کان على وجه الاستعجال الموجب قلة الفائدة و الوقوع فی الاشتباه.
تعد موسوعة بحار الانوار لدرر أخبار الائمة الاطهار من أهم آثار و مصنفات العلامة محمد باقر المجلسی، و قد اشتملت الموسوعة على مجموعة من العلوم و المعارف الدینیة کتفسیر القرآن و التاریخ و الفقه و الکلام و...
و من الممیزات التی تحلت بها موسوعة البحار،
الف: ممیزات الموسوعة
من الممیزات التی تحلت بها موسوعة البحار، هی:
1. التبویب و التنظیم: امتازت الموسوعة بخاصین تنظیم الاحادیث و تنظیمها على ابواب و عناونین خاصة.
2. تصدیر الابواب بآیات الذکر الحکیم: حاول المصنف ان یشرع فی کل باب من ابواب الموسوعة بآیات الذکر الحکیم المناسبة لذلک الباب، ثم یردف ذلک بذکر تفسیر الآیة و رأی الاعلام فیها إن اقتضت الضرورة ذلک، و بعد الانتهاء من ذکر الآیات یشرع بتدوین احادیث الباب.
3. خاصیة الجامعیة و الشمولیة: المستعرض لعناوین بحار الانوار یکتشف بما لاریب فیه خاصیة الشمولیة و الجامعیة لشتّى المعارف و الموضوعات الدینیة (و على اقل تقدیر الرائجة فی عصر المؤلف) و لم یشذ عنها علم من تلک العلوم الرائجة.
4. ایراد بعض الرسائل المستقلة، من الامور الملاحظة فی بحار الانوار ان العلامة المجلسی کثیرا ما یدرج فی ضمن الموسوعة بعض الرسائل التی دونت قبل عصره و خاصة المختصرة منها، لمناسبة ارتباطها بالموضوع المبحوث عنه، کرسالة الامام الهادی (ع) فی الجبر و التفویض، و رسالة الحقوق للامام علی بن الحسین السجاد (ع)، و توحید المفضل و...
5. الاعتماد على المصادر الکثیرة و النادرة و النسخ الفریدة: من الخصائص و الممیزات التی امتازت بها موسوعة بحار الانوار ان العلامة المجلسی تمکن و من خلال الامکانات المتوفرة لدیه من الحصول على الکم الوافر من المصادر من جهة، و من جهة أخرى استطاع الوصول الى النسخ النادرة فادرج ما فیها ضمن الموسوعة، و لولا العلامة لفقدت تلک الثروة العلمیة الکبیرة، و تظهر قیمة هذه الخاصیة عندما نعرف أن تلک النسخ و المؤلفات قد فقدت و لا یوجد لها أی اثر فعلا الا ما جاء فی کتاب البحار. و بهذا یکون العلامة قد اسدى خدمة کبیرة للعلم و التراث.
6. شرح الاحادیث و بیان المبهم منها: حاول العلامة و فی مواطن کثیرة من موسوعته الاشارة الى معنى الحدیث و بیان الغریب من مفرداته معتمدا فی ذلک کتب اللغة المعتبرة و الفقه و التفسیر و الکلام و التاریخ و الاخلاق، مما اضفى على الموسوعة میزة علمیة خاصة.
7. الاشارة الى الکثیر من المصادر و الروایات فی کل موضوع: لما کانت موسوعة بحار الانوار دونت بشکل موضوعی و وزعت على ابواب، من هنا حاول المصنف ان یشبع تلک الابواب بکافة المصادر و الاحادیث التی یحتاجها، و بهذا یکون قد وفر للباحثین و المحققین مادة علمیة مرکزة على موضوع واحد و غیر مبعثرة فی مطاوی الکتب، و کذلک سهل للمحقیقن معرفة القیمة العلمیة لهذه الروایات و ما مدى حجیتها و اعتبارها.[1]
8. الاشارة الى الکتب الاخرى التی وردت فیها الروایات، فقد حاول العلامة المجلسی الاشارة الى مکان الروایات المکررة مع الاشارة الى اسانیدها و اختلاف متنها.
ب: النقد و الاشکالات الموجهة للموسوعة
من أهم الاهداف التی کان العلامة المجلسی توخاها من وراء تصنیف موسوعة البحار هو الحیلولة دون ضیاع الجم الغفیر منها بسبب عوادی الدهر، و بهذا یکون قد حفظ للمذهب الکثیر من تراثه العلمی، و من الطبیعی ان هکذا مجهود و بهذه الشمولیة و السعة لابد ان یحتوی على بعض نقاط الخلل و الضعف، شأنه شأن النتاجات البشریة الاخرى، علما انک لا تجد من علمائنا من یدعی خلو عمله من النقص و الخطأ و لیس العلامة المجلسی شاذا عن هذه القاعدة.
و من هنا قال صاحب أعیان الشیعة: فضل المجلسی لا ینکر و تصانیفه الکثیرة التی انتفع بها الناس لا تقدر لکن لا یخفى ان مؤلفاته تحتاج إلى زیادة تهذیب و ترتیب و قد حوت الغث و السمین و بیاناته و توضیحاته و تفسیره للأحادیث و غیرها کثیر منه کان على وجه الاستعجال الموجب قلة الفائدة و الوقوع فی الاشتباه.[2]
و من الملاحظات التی یمکن تسجیلها على موسوعة البحار، ظاهرة التکرار فی النقل. و لکن المراجع لکلمات العلامة المجلسی یکتشف أن تلک الملاحظة لم تکن غائبة عن ذهنه الشریف و انه یعلم ان الموسوعة تحتوی على المکررات، لکنه یرى هناک بعض المبررات التی تدعوه الى التکرار من قبیل الاختلاف الجزئی فی النقل و الاختلاف فی الاسانید و علاقة الحدیث باکثر من موضوع، کل ذلک أدى الى حصول ظاهرة تکرر نقل الحدیث.
و الجدیر بالذکر ان ظاهرة التکرار من الامور التی تلازم التصنیف الموضوعی. و لما کان العلامة المجلسی قد صنف کتابه على هذا النمط من التألیف فتراه مضطرا فی الکثیر من الاحیان لنقل الحدیث فی اکثر من موضع و للتخلص من تضخیم الموسوعة و حصول حالة من الملل لدى القارئ لابد ان یعتمد اسلوب تقطیع النص و نقل کل مقطع فی المکان الذی یناسبه و بهذا یتخلص من الاطناب و الملل فی آن و احد.
الا ان العلامة المجلسی یبدو انه ملتفت أیضا الى هذه المعالجة الا انه یعتقد بان اسلوب التقطیع قد یؤدی الى ضیاع الکثیر من القرائن التی تساعد فی فهم النص و انسجامه مع العنوان الوارد ضمنه. و من هنا حاول الوصول الى حل و سط یتمثل فی نقل الروایة کاملة فی أحد الابواب ثم نقل مقاطع منها فی الابواب الاخرى حسب ما یقتضیه الباب مع الاشارة الى الباب الذی نقل فیه الروایة بتمام متنها. و بهذا یکون قد حافظ على القرائن الموجودة فی المتن و التخلص الى حد ما من ظاهرة التضخیم.