رمضان لغة مشتق من الرمض و: الرَّمَضُ و الرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ. و الرَّمَضُ: حَرُّ الحجارة من شدّة حَرّ الشمس، و قيل: هو الحرّ و الرُّجوعُ عن المَبادِي إِلى المَحاضِر، و أَرضٌ رَمِضَةُ الحجارة. و رمض الرجل احترقت قدماه من شدة الحر و قيل سمي رمضان لارتماضهم في حر الجوع.
و في الاصطلاح هو الشهر التاسع من الشهور العربية و شهر صيام المسلمين و هو شهر نزول القرآن الكريم«شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ...».
و قد وصف الامام السجاد (ع) شهر رمضان بكلمات بليغة و رقيقة تكشف عن مكانة الشهر و منزلته في الفكر الاسلامي حيث يقول (ع): " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَ جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لِإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَ شَهْرَ الْإِسْلَامِ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ، وَ شَهْرَ التَّمْحِيصِ، وَ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، هُدًى لِلنَّاسِ، وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ، فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَة" إن شهر رمضان هو شهر التزكية و الطهارة، الشهر الذي يردع فيه الانسان نفسه و يكفها عن الميول و الشهوات و الغرائز الحيوانية و المادية حيث يقوم المصلي في آن واحد بتطهير البدن و الروح لينتقل بروحه الى عالم الطهارة و التسامي و التكامل، و يستضيء بنور الهداية الرباني. و ان حقيقته الباطنة عبارة عن: الوصول الى لقاء الله تعالى.
رمضان لغة مشتق من الرمض و: الرَّمَضُ و الرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ. و الرَّمَضُ: حَرُّ الحجارة من شدّة حَرّ الشمس، و قيل: هو الحرّ و الرُّجوعُ عن المَبادِي إِلى المَحاضِر، و أَرضٌ رَمِضَةُ الحجارة.[1]
و رمض الرجل احترقت قدماه من شدة الحر و قيل سمي رمضان لارتماضهم في حر الجوع.[2] و رمضت الغنم إذا رعت في شدّة الحرّ فقرحت أكبادها و يقال ارتمض بطنه: فسد، كأنّ ثمّ داء يحرقه.[3]
و في الاصطلاح هو الشهر التاسع من الشهور العربية و شهر صيام المسلمين و هو شهر نزول القرآن الكريم«شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ...»[4]. [5]
حقيقة شهر رمضان المباركة و باطنه
كل ما في عالم الوجود له حقيقة و باطن؛ و ذلك لان الدنيا تنزل للعوالم العليا، و كل ما يظهر في عالم الدنيا يمثل نموذجا لعوالم المعنى. ثم إن الاحكام و القوانين الالهية تتجلى في عالم الدنيا بصورة الاوامر و الدساتير العبادية، و لها اسرار باطنية. و هكذا الامر بالنسبة الى الاشياء الاخرى من الازمان و الاماكن فان لها هي الاخرى بواطن و حقيقة أخرى، منها شهر رمضان المبارك الذي وصفه النبي الاكرم (ص) حينما قال: "أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة و الرحمة و المغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور و أيامه أفضل الأيام و لياليه أفضل الليالي و ساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله و جعلتم فيه من أهل كرامة الله".[6]
و كان الامام السجاد (ع) كما ورد في الصحيفة السجادية يستقبل شهر رمضان بكلمات بليغة و رقيقة تكشف عن مكانة الشهر و منزلته في الفكر الاسلامي حيث يقول (ع): " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَ جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لِإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَ شَهْرَ الْإِسْلَامِ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ، وَ شَهْرَ التَّمْحِيصِ، وَ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، هُدًى لِلنَّاسِ، وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ، فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَة".[7]
إن وصف الإمام لشهر رمضان كشهر الله و شهر الاسلام و شهر نزول الوحي، يعكس مدى رؤية الامام السجاد (ع) و مدرسة أهل البيت (ع) لهذا الشهر المبارك، و انه عرصة لتجلي حقيقة الاسلام؛ و يعني التسليم المحض لله تعالى. هذه العرصة التي توفر للعباد فرصة التزكية و التطهير و اظهار الرضا بأمر الله تعالى و الخضوع له في كل شيء بما فيها الامساك عن المباحات في سائر الشهور، و الخضوع لله الباري المتعال. و يمثل هذا التمرين فرصة جيدة لتقوية الارادة و ليكون المحطة التي يتزود منها التقوى لسائر الشهور؛ و ذلك لان الانسان الذي يخضع للاوامر الالهية لمدة شهر كامل و يمنع نفسه من الحلال استجابة للامر الرباني و يمسك عن حاجاته الطبيعية كالطعام و الشراب، سيمتلك القدرة في سائر الشهور في مواجة وساوس الشيطان و أهواء النفس الامارة، و يكون في عداد المتقين و المخبتين.
إن شهر رمضان هو شهر التزكية و الطهارة، الشهر الذي يردع فيه الانسان نفسه و يكفها عن الميول و الشهوات و الغرائز الحيوانية و المادية حيث يقوم المصلي في آن واحد بتطهير البدن و الروح لينتقل بروحه الى عالم الطهارة و التسامي و التكامل، و يستضيء بنور الهداية الرباني.
إذن، يمكن القول بان حقيقة شهر رمضان هي: التحرر من ضغوط الانا؛ التحرر من الميول الحيوانية، ولادة الروح الالهية، و شهر رمضان هو شهر التخلق باخلاق الله تعالى، و ان حقيقته الباطنة عبارة عن: الوصول الى لقاء الله تعالى. فقد ورد في الحديث أن الله تعالى قال: «الصَّوْمُ لِي وَ أَنَا أَجْزِي بِه»؛[8] و هناك من قرأ كلمة "اجزي" بصيغة المبني للمجهول " اُجزَی" بمعنى ان الصوم لي و انا جزاءه. و لشديد الاسف نرى الانسان تعلق بذاته و بكل ما هو متغير و ترك التعلق بالله تعالى؛ و ذلك لان كل ما سوى الله تعالى هو في معرض الزوال و التغيير و لا يمكن أن يكون جزاء للانسان؛ فان جزاء الصيام لقاء الحق تعالى.[9]
[1] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج 7، ص 160، الطبعة الثالثة، دار صادر، بيروت، 1414 ق.
[2] المصباحللكفعمي ص : 513.
[3] مصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج4، ص: 230، نشر: بنگاه ترجمه و نشر كتاب، طهران، 1360 ش.
[4]. بقره، 185.
[5]. القرشي، سيد علي اكبر، قاموس القرأن، ج 3، ص 123، الطبعة السادسة، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1371 ش.
[6] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص 93، انتشارات المکتبة الاسلامية، 1362ش.
[7] الصحيفةالسجادية (ع) ص : 186، الدعاء رقم44، إِذا دخل شهر رمضان.
[8]. شيخ صدوق، من لايحضره الفقيه، ج 2، ص 75، انتشارات جامعه مدرسين، قم، 1413 ق.
[9] جوادی آملي، عبد الله، حکمت عبادات، ص 33و131- 135و 145- 147، اسراء، قم، الطبعة الاولی، 1378ش.