یستفاد من التعالیم الدینیة حرمة رفع الصوت عند النبی الاکرم (ص) و الائمة (ع). و هناک روایات صحیحة تؤکد على وجوب احترامهم احیاءً و أمواتاً. أضف الى ذلک ان رفع الصوت یؤدی الى مزاحمة الآخرین و ازعاجهم و یعکر على الزائرین حالة الدعاء و التضرع لله تعالى فمن هنا یمکن القول بان رفع الصوت فی تلک الاضرحة المقدسة لیس بالامر المحبذ من قبل الائمة (ع) بالاضافة الى منافاته لآداب الزیارة و الاهداف المرجوة من و رائها. نعم، اذا وصل الى حد هتک الحرمة فلا یجوز قطعا. وهذه قضیة تعود الى العرف.
1. ورد فی مصادرنا الدینیة قرآنا و سنّة النهی عن رفع الصوت عند الرسول الاکرم (ص) و الائمة (ع)؛ من قبیل قوله تعالى: "یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَکُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیِّ وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ کَجَهْرِ بَعْضِکُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُکُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذینَ یَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِکَ الَّذینَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظیمٌ"[1]. لأن فیه أحد شیئین إما نوع استخفاف به فهو الکفر و إما سوء الأدب فهو خلاف التعظیم المأمور به.[2]
2. هناک الکثیر من الروایات التی تؤکد على احترامهم أحیاءً و أمواتاً فما یجب لهم فی حیاتهم یجب الالتزام به بعد مماتهم، کقول رسول الله (ص): "حُرْمَةُ الْمُسْلِمِ مَیِّتاً کَحُرْمَتِهِ حَیّاً سَوِیّاً".[3]
3. یمکن القول من خلال هذه الشواهد و القرآئن بان رفع الصوت فی تلک الاضرحة لیس من الامور المستحسنة لا اذا کانت من الامور المتعارفة و لم تعد انتهاکاً لمقام تلک الذوات المقدسة. نعم، اذا کان فی ذلک هتک لحرمتهم أو مزاحمة للناس فلا یجوز من هذه الناحیة.
علما ان رفع الاصوات و الضجیج یتنافى مع هدفیة الزیارة و لا یعکس شخصیة المؤمن المتزن، فعلى الانسان الزائر أن یلتزم بآداب الزیارة التی على رأسها الوقار و السکینة عندما یدخل تلک الاضرحة المقدسة.
لمزید الاطلاع انظر:
البکاء عند زیارة قبور الائمة (ع)، 12893 (الرقم فی الموقع: 12666).