الزواج الناجح و الذي يلبي للانسان الكثير من حاجاته العاطفية و الجنسية، هو الذي يردعه عن الوقوع في الكثير من الذنوب،و التي لو وجدت الى جنبها مقدمات أخرى لوفرت الارضية المناسبة أمام الانسان للارتباط بخالقه ارتباطا وثيقا، و من ثم يعيش في اجواء الذكر الالهي و الذي بدوره يخلق عند الانسان حالة الاطمئنان و السكون. و من الطبيعي ان العلاقات الجنسية اللامشروعة لا تستطيع تحقيق الاطمئنان و السكن لا بتعاد الزاني عن الله تعالى من جهة و لعدم اقتران ذلك الفعل الشنيع بعناصر الدعم التي تنطلق به نحو التكامل كما في الزواج الشرعي.
الزواج الناجح و الذي يلبي للانسان الكثير من حاجاته العاطفية و الجنسية، هو الذي يردعه عن الوقوع في الكثير من الذنوب،و التي لو وجدت الى جنبها مقدمات أخرى لوفرت الارضية المناسبة أمام الانسان للارتباط بخالقه ارتباطا وثيقا، و من ثم يعيش في اجواء الذكر الالهي و الذي بدوره يخلق عند الانسان حالة الاطمئنان و السكون.[i] انطلاقا من ذلك يكون الزواج عاملا مساعدا في تحقيق تلك الغاية المهمة فيما اذا انضم الى سائر التوصيات و الارشادات القرآنية، كالعبادة[ii]، و التهجد[iii]، و حسن الخلق[iv] و....فاذا اقترنت هذه الامور معا خلقت حالة من الحياة المستقرة و الهادئة.
و من الطبيعي في مثل هكذا رؤية متكاملة:
1. ان العلاقات الجنسية اللامشروعة لا تستطيع تحقيق الاطمئنان و السكن لا بتعاد الزاني عن الله تعالى.
2. لم يحصر القرآن الكريم القضية بالزواج فقط، و انما اشار الى عوامل أخرى لها الدور الكبير في نجاح الحياة الزوجية من قبيل بناء العلاقة الزوجية على الصدق و الصداقة[v]، و رعاية جميع الموازين الشرعية، فاذا تحققت كل هذه السلة من العوامل يتحول العش الزوجي الى مكان هادئ تسوده الإلفة و الهدوء و الاستقرار، و الا سيكون المردود سلبياً قد ينجر في نهاية المطاف الى الانفصال و الطلاق. و من هنا لا يصح وصف الطلاق بانه هروب من الاطمئنان!
3. ينبغي الالتفات الى قضية مهمة و هي: ان بعض الناس يهربون من الهدوء و الاطمئنان الواقعيين سعيا وراء هدوء و اطمئنان موهوم، مثلهم مثل الهارب من الهدوء الناتج من القرب الالهي ليرتمي في احضان الدنيا و زخرفها ظنا منه أن الهدوء الحقيقي يكمن فيها، و لعل بعض الطلاق يصدق عليه هذا المعنى حيث الهروب من الهدوء الحقيقي الى الاوهام و التخيلات.
[i] الرعد، 28؛ "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب".
[ii] الذاريات، 56.
[iii] الاسراء، 79.
[iv] البقرة، 83.
[v] الطلاق، 6؛ " وَ أْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوف".