ان المطلب المذکور في السؤال أشیر الیه في بعض سور القرآن التي قررت حقیقة تصاغر العلم البشري أمام عظمة العلم االالهي الذي و صفته الآية المبارکة " قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَدا"، و من جهة أخرى أخبر الباري تعالى عن قلة العلم البشري كما في الآية المباركة: " وما اوتیتم من العلم الا قلیلاً". نعم، ورد في بعض کلمات أهل البیت (ع) في تفسیر الآیة انه لم یؤت العلم الا عدد قلیل منکم وان کثیراً من الناس لا نصیب لهم من العلم. و الجدیر بالذکر ان المطلب المذکور في السؤال و ان علمنا أقل من قطرة من ماء المحیط و أصغر، لم یرد في کلمات المعصومین (ع) بنص العبارة المذكورة و انما هناک ما یقترب منه في کلام لابن عباس.
هناک آیات في القرآن الکریم تقترب الی حد ما مع المطلب الذي اشیر الیه في السؤال، مثل قوله تعالی: "قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً" [1]، و في آية أخری: "وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيم"[2]. و قد روی القمي في تفسيره للآية الأخيرة بان: اليهود سألوا رسول الله (ص) عن الروح، فقال: الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا.[3]، قالوا: نحن خاصة؟ قال: بل الناس عامة. قالوا: فكيف يجتمع هذان يا محمد تزعم أنك لم تؤت من العلم إلا قليلا و قد أوتيت القرآن و أوتينا التوراة و قد قرأت "وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ"[4] و هي التوراة "فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً"[5]؟، فأنزل الله تعالى: "وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّه" يقول: علم الله أكثر من ذلك و ما أوتيتم كثير فيكم قليل عند الله.[6].
و ورد في روایة عن الامام الباقر (ع) في تفسیر الآیة " وما اوتیتم من العلم الا قلیلاً" قوله (ع): تفسيرها في الباطن أنه لم يؤت العلم إلا أناس يسير، فقال « وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» منكم.[7] أي ان کثیراً من الناس لا نصیب لهم من العلم.
و الجدیر بالذکر ان المطلب المذکور في السؤال و ان علمنا أقل من قطرة من ماء المحیط و أصغر، لم یرد في کلمات المعصومین (ع) بنص العبارة المذكورة و انما هناک ما یقترب منه في کلام لابن عباس..[8]
[1]الکهف: 109.
[2] لقمان: 27.
[3] الاسراء: 85.
[4] البقرة: 269.
[5] البقرة: 269.
[6] القمي، علي بن ابراهیم بن هاشم، تفسیر القمي، ج2، ص166، مؤسسة دار الکتاب، قم، 1404ق.
[7] العیاشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، ج2، ص317، المطبعة العلمیة، طهران، 1380ق.
[8] الشیخ المفید، الامالي، ص235، مؤتمر الشیخ المفید، قم، 1413ق.