إن العلم بامر ما، سواء کان ذلک الامرصحیحاً أم غیر صحیح، لیس معناه القبول بذلک الأمر. و نحن نعلم ان الله لا یکتسب علمه من المعلومات الصحیحة او الخاطئة الموجودة في الخارج، بل علم الله ذاتي.
یعد مبحث علم الله بالجزئیات من الابحاث التي ورد التصریح بها في القرآن و الروایات و لکن کیفیة علم الله بالجزئیات بحیث لا تتعارض مع ذات الله تعتبر من الامور التي لا یدرکها الا القلیل. و من هنا یری المتکلمون ان نظریات بعض الفلاسفة و هم ( المنکرون للعلم الجزئي) تتعارض مع ظاهر القرآن و الروایات، و لکن المتکلمین أنفسهم عند تفسیرهم لکیفیة علم الله بالجزئیات ذکروا أموراً مشابهة لما ذکره الفلاسفة. و نحن لسنا في مقام طرح هذا البحث و نقده. بل مع افتراض القبول بعلم الله بالجزئیات باعتباره من الاصول المسلمة من دون ان نتعرض لکیفیة هذا العلم نقول بالنسبة للسؤال المطروح ما یلي:
ان العلم بأمر ما سواء کان ذلک الامر صحیحاً أم غیر صحیح لیس معناه القبول بذلک الامر، کما ان الشخص العالم بنظریتین صحیحة و خاطئة له علم کامل، من دون ان یقبل بالنظریة الخاطئة و تبعاتها. و من جهة أخری فان حکم الله في مورد کون الاشیاء حقاً أو باطلاً، لا یرتبط بمرتبة العلم بالجزئیات، لکي یقال ان العلم بامر خاطئ یعني التسلیم به.
ان علم الله ذاتي و لا یتأثر بمعلومات الآخرین و لیس ذلک في مورد المعلومات الصحیحة و الخاطئة فحسب، بل یصدق هذا الامر في مورد الامور التکوینیة ایضاً، حیث نعلم ان بعض المراتب تعتبر بالنسبة الی البعض الآخر بمستوی اللهو واللعب، و لکن الله قد اعطی نوعاً من الوجود لموجودات هذه العوالم.
و بناءً علی هذا فلا منافاة بین تعلق العلم و الرزق و الخلق و باقي صفات الله بالامور الجزئیة، و کون هذه الجزئیات صحیحة او خاطئة، سواء کان ذلک في الامور الذهنیة او في الامور التکوینیة، و ذلک لان النقص في جمیع هذه الامور هو من قبل المخلوقات و لیس من قبل الله، و ان الله قد اعطی هذه القدرة للانسان مثلاً لکي یفکر او یعمل بصواب او بخطأ، مع کونه ناظراً علیه و مراقبا له ایضاً.
المواضیع المرتبطة:
الله و اعمال الانسان 662 (الموقع 709)
علم الله و خلق الناس الاشرار 1109 (الموقع 1814)
العلاقة بین الله و اختیار الانسان6172 (الموقع 6532)
علم الله و اختیار الانسان 2084(الموقع 2135)