الذنب کالسهم القاتل و له الکثیر من الأضرار على الفرد و المجتمع، و یجب البحث عن جذور الذنب فی الجهل و الغفلة. و أهم سلاح یمتلکه العدو للتغلب على الإنسان الغفلة التی تعتریه.
منبع الفساد هو الجهل بمختلف أشکاله من جهل الإنسان بقیمة نفسه، الجهل برحمة الله و حکمته فی تشریع القوانین و الأحکام، الجهل بالآثار القیمة للعفاف، الجهل بعواقب العصیان الخ.
و لأجل النجاة من الذنوب یمکن أن نذکر عدة سبل:
أ – ملاحظة عظمة الله سبحانه و نعمه التی لا تحصى.
ب – ملاحظة علم و حکمة الله و لطفه فی تشریع القوانین و تحلیل و تحریم الأشیاء.
ج – ملاحظة أضرار المعصیة فی حیاة الفرد و المجتمع.
د – ملاحظة الإنسان القیمة الرفیعة لنفسه بین سائر المخلوقات.
هـ - ملاحظة مسئولیة الإنسان تجاه النعم الإلهیة التی لا تحصى.
الغفلة و الجهل أهم عاملین فی المعصیة و عدم الانقیاد للأوامر الإلهیة. فإذا تمکن الشیطان من أن ینسی الإنسان منزلة نفسه، و عظمة الله و حکمته و لطفه و نعمه التی لا تعد و لا تحصى، و أضرار و عواقب الذنوب و... الخ، فسوف یجره بسهولة إلى عالم المعصیة و التمرد. و کذلک یدفع إلى ارتکاب الکثیر من المعاصی، جهل الشخص بقیمة نفسه، و الجهل بالآثار القیمة للعفة، و الجهل بعواقب المعصیة، و الجهل بالأوامر و النواهی الإلهیة[1].
و أفضل سبیل للنجاة من الذنب إزالة الجهل و رفع غشاوة الغفلة. فلو التفتنا بشکل مستمر إلى عظمة الله و نعمه التی لا تحصى التی منحها لعباده فسوف نسعى لشکر نعمه، و لا نسیر فی طریق العصیان و التمرد. و لو التفتنا إلى علم الله و حکمته و لطفه فی تشریع الحلال و الحرام سوف نقطع بأن کل حلال شرعه لنا فإنما هو لما فیه من مصلحتنا و منفعتنا، و کل ما حرمه علینا فقطعا فیه ضرر لنا، و من هنا سوف لا نترک مصلحتنا و نتبع الشر و الضرر فی المعصیة.
و إذا التفت الإنسان إلى منزلته الرفیعة بین سائر المخلوقات، و أن ارتکاب المعصیة سوف یقضی على هذه المنزلة، فلن یکون على استعداد للتفریط بهذه القیمة و المقام الشامخ لأجل لذة عابرة تافهة سریعة الزوال.
و بناء على هذا ینبغی علیک أن تنبه صدیقک بکلام جمیل ملؤه الرحمة إلى قیمته و مسئولیته تجاه عظمة الله سبحانه.
الطرق العملیة لإنقاذ الأشخاص المبتلین بالمعاصی
یجب قبل کل شیء معرفة المرحلة التی یمر بها الأشخاص المبتلون بالمعصیة، لأجل اتخاذ الحل المناسب لهم؛ فإذا کان الشخص فی مراحل المعصیة الأولى فیمکن إبعاده عنها بتذکیره بالمطالب العامة المتقدمة باستخدام عبارات شیقة و تذکیره بالنعم الحلال التی یمکن أن ینتفع منها بدل اللذات المحرمة. أما إذا کان العاصی فی مرحلة متقدمة بحیث اختلطت المعصیة بذاته، و سیطرت على فکره و قلبه؛ ففی هذه الحالة تحتاج عملیة إنقاذه إلى جهد مضاعف؛ فیحتاج الأمر إلى شخص متمکن یبنی صداقة معه و یعرض علیه إشکالات قویة یزلزل بها عقائده و أفکاره الفاسدة، و بعدها یقدم له بدلا عنها عقائد و أفکاراً صحیحة مستندا إلى أدلة متینة، و ینقذه شیئا فشیئا من مستنقع المعصیة إلى جنة الطاعة الإلهیة.