من الامور التي أولاها الاسلام أهمية كبيرة مسألة النظافة لجميع افراد المجتمع رجالا و نساءً، و من تلك الامور التي تتعلق بالنظافة قضية المشط و تصفيف الشعر و الاهتمام به، كما اشارت الروايات الى أهمية التصفيف و فوائد التمشيط و آدابه، و هي بحد من الكثرة حتى ان بعض المصادر الحديثة افردت لها بابا خاصاً تحت عنوان "باب التمشيط". و من الملاحظ ايضا شدة إهتمام المعصومين (ع) بهذه القضية قولا و سلوكاً.
و لمزيد الاطلاع على احاديث هذا الباب يمكن الرجوع الى الجواب التفصيلي و الى الكتب الحديثية كالخصال للصدوق «بَابُ التَّمَشُّطِ» و الکافي للکلیني، «بَابُ التَّمَشُّطِ».
لم ینحصر إهتمام الاسلام بالامور الاعتقادية و العبادية كالتوحيد و الصلاة مثلا، و انما هو دين شامل لم يهمل أي جانب من جوانب الحياة فهو دين جامع و كامل. و ما كان هذا شأنه يرصد كافة جوانب الحياة للانسان، فيضع لكل حالة من الحالات الفردية و الاجتماعية الحل المناسب لها و يشرع القانون الذي يؤمن تحققها في الخارج.
و من الامور التي أولاها الاسلام أهمية كبيرة مسألة النظافة لجميع افراد المجتمع رجالا و نساءً، و من تلك الامور التي تتعلق بالنظافة قضية المشط و تصفيف الشعر و الاهتمام به، كما اشارت الروايات الى أهمية التصفيف و فوائد التمشيط و آدابه، و هي بحد من الكثرة حتى ان بعض المصادر الحديثة افردت لها بابا خاصاً، نحاول هنا الاشارة الى نماذج منها:
الف: أهمية التمشيط
1. عن أبي عبد الله الصادق (ع) في قول الله عز و جل (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[1] قال: المشط.[2]
2. كان النَّبِيُّ (ص) يتمشَّطُ و يُرَجِّلُ رأسهُ بِالْمِدْرَى.[3]
3. قال رسولُ اللَّه (ص): "من اتخذ شعراً فليحسن ولايتهُ أَو ليجُزَّهُ".[4]
ب. آداب التمشيط
الجدير بالذكر ان وسائل النظافة و الزينة تختلف اليوم عن سابقتها اختلافا كبيراً، فقد ابتكرت التقنية الحديثة وسائل و آليات متطورة للحلاقة و التصفيف و الاهتمام بالشعر لم تكن متعارفة في عصر النبي الاكرم (ص) و الائمة الاطهار (ع)، من هنا نعرف انه لا موضوعية للوسائل التي تذكر في الروايات، نعم اصل عملية التمشيط و التصفيف و الاهتمام بالشعر التي كان يقوم بها هؤلاء الاعاظم و يولونها أهمية كبيرة، لها موضوعية و تنطلق من حكم و فوائد جمّة لا تزال متوفرة فيها على مر العصور و الازمان.
1. عن عليّ (ع) قال: و التَّمَشُّطُ من قيام يورِثُ الفقر.[5]
2. عن الصادق ع من كتاب النجاة قال: إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى و هو جالس و ليضعه على أم رأسه ثم يسرح مقدم رأسه و يقول: اللهم حسن شعري و بشري و طيبهما و اصرف عني الوباء. ثم يسرح مؤخر رأسه و يقول: اللهم لا تردني على عقبي و اصرف عني كيد الشيطان و لا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي. ثم يسرح على حاجبيه و يقول: اللهم زيني بزينة الهدى. ثم يسرح الشعر من فوق ثم يمر المشط على صدره و يقول في الحالين معا: اللهم سرح عني الهموم و الغموم و وحشة الصدر و وسوسة الشيطان. ثم يشتغل بتسريح الشعر و يبتدئ به من أسفل و يقرأ: إنا أنزلناه في ليلة القدر.[6]
ج. آثار و فوائد التمشيط
هناك الكثير من الروايات الواردة عن المعصومين (ع) التي تبين الفوائد و الآثار التي تترتب على التمشيط، منها:
1. قال الصَّادقُ (ع): مَشْطُ الرَّأْسِ يذهبُ بِالوباءِ- و مَشْطُ اللِّحْيَةِ يشدُّ الأَضراس.[7]
2. و عنه عن أَبيه قال: كثرةُ التَّمَشُّطِ تُقَلِّلُ الْبَلْغَمَ.[8]
3. و عن الامام الصادق (ع) أیضاً: المشط يجلب الرزق و يحسن الشعر و ينجز الحاجة ... و يقطع البلغم. و كان رسول الله (ص) يسرح تحت لحيته أربعين مرة و من فوقها سبع مرات، و يقول: إنه يزيد في الذهن و يقطع البلغم.[9]
و لمزيد الاطلاع على احاديث هذا الباب يمكن الرجوع الى الكتب الحديثية كالخصال للصدوق «بَابُ التَّمَشُّطِ» و الکافي للکلیني، «بَابُ التَّمَشُّطِ».
[1] الاعراف، 31.
[2] الشیخ الصدوق، الخصال ج : 1 ص 268، نشر جماعة المدرسين، قم، 1403هـ.
[3] العلامة المجلسي، محمد باقر، بحارالأنوار ج : 73 ص : 116، باب 15- التمشط و آدابه، مؤسسة الوفاء بيروت، الطبعة الاولى، 1404هـ.
[4]. الکلیني، الکافي، ج 6، ص 485، دار الکتب الاسلامیة طهران، 1365ش.
[5]. الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج 2، ص 125،آل البیت، قم، 1409ق.
[6] بحارالأنوار ج : 73 ص : 114.
[7] وسائل الشیعة، ج 2، ص 124.
[8]. الکلیني، الکافي، ج 6، ص 489.
[9]. الخصال ج : 1 ص 268.