لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
ان کلمة التله باتی مأخوذة من کلمتین یونانیتین «تله» بمعنی البعید، و «باتوس» بمعنی الشعور و الاحساس. فـ "التله باتی" بهذا المعنی: هو ان یشعر الشخص و یقرأ احاسیس الآخرین بشکل خفی بدون استعانة و تدخل حواسه فی الموضوع.
یقول أتباع التله باتی: تحصل هناک حالة من الوهم و الخیال للشخص العادی الذی یموت صدیقه او احد اقاربه البعید عنه مئات الامیال فان نفسیة هذا الشخص المریض او فی حالة الموت ترسل امواجاً بشکل لا شعوری بحیث تنتقل هذه الامواج بواسطة الفضاء حتی تؤثر علی نفسیة ذلک الشخص.[1]
یجب ان یقال: علی فرض امکان التله باتی: انه مصداق صغیرً من مصادیق ما کان یعبّر عنه سابقا بالسحر[2] .
و فی الواقع هو حاصل عن عوامل تلقینیة قد تبینت خیوطها للبشر فی الوقت الحاضر فهذه من اللباقات و الشبکات النفسیة المعقدة التی استطاع الانسان ان یکتشف بعض خفایاها و زوایاها بحیث سیطر علی کل مفاصلها و ابدلها الی علم یعلّم و أمر طبیعی جداً.
و من هذه المجموعة ما یلی: التنویم الصناعی، التنویم المغناطیسی، التله باتی، مانیتیزم. فیجب ان یقال ان التله باتی یثبت صلابة الروح و خلاقیتها فکأنما تتصاعد امواج شخص آخر من مسافة بعیدة من أحد معارفه و من الطبیعی ان هذا الامر یحصل بشرط ان یکون بین روح هذین الشخصین علاقة وثیقة بسبب تلک المشاعر و الاحاسیس و هناک أمثلة کثیرة لها ذکرت فی الکتب المدونة فی هذا المجال.[3]
اما بالنسبة الی نظرة الاسلام للعلوم کالتنویم المغناطیسی، مانیتیزم، التله باتی و احضار الارواح[4] فیجب ان یقال: ان هناک اختلافاً بین المفکرین و الفقهاء حول ماهیة السحر، و من الطبیعی اذا عدّ الشیء فی الوقت الحاضر من مصادیق السحر فهو حرام قطعا. اما بالنسبة الی هذه العلوم فیری کثیر من الفقهاء انها لاتعد الیوم من مصادیق السحر. [5]
و علی هذا الاساس فان هذه العلوم اذا لم تکن سیئة و لم تحمل الاذی و لم تدخل فی القضایا الشخصیة للناس فان استخدامها جائز و الا ففیها اشکال و حرام[6]
[1] مهرین، مهرداد، اسرار التنویم المغناطیسیِ، مع ضمیمة قسم حول التلباثی او (قراءة الفکر من بعید) ترجمة نقی الاصفهانی، ص 156 و 157، الطبع الخامس. مؤسسة مطبوعات عطائی، طهران، صیف 1364.
[2] للاطلاع الاکثر انظر: الموضوع العام حکم السحر و مطالعة سؤال 2022 (سایت 2068).
[3] نک: تفسیر المیزان، ج 11، ذیل تفسیر سورة یوسف الآیة 93 و ما بعدها؛ معرفة المعاد، العلامة الطهرانی، ج 1 و 2؛ اسرار موت فلا ماریون؛ معاد الدکتور محسن شفائی؛ مقال فلسفی فی المعاد، القسم الاول، ص 75 و ما بعدها؛ موقع الحوزة ، مقالة النوم و الرؤی الصادقة بتصرف قلیل، مکارم الشیرازی، ناصر، التفسیر الامثل، ج 1، ص322، دار الکتب الاسلامیة
[4] لمزید الاطلاع انظر: الموضوع العام الارتباط بالاحیاء فی العوالم الأخری السؤال 1327 (الموقع: 1746).
[5] فی التفسیر الامثل ج 1، ص 323 ، توجد فی عصرنا مجموعة من العلوم کان السحرة فی العصور السالفة یستغلونها للوصول إلى مآربهم.
1- الاستفادة من الخواص الفیزیاویة و الکیمیاویة للأجسام، کما ورد فی قصّة سحرة فرعون و استفادتهم من خواص الزئبق أو أمثاله لتحریک الحبال و العصیّ.
واضح أن الاستفادة من الخصائص الکیمیاویة و الفیزیاویة للأجسام لیس بالعمل الحرام، بل لا بدّ من الاطلاع على هذه الخصائص لاستثمار مواهب الطبیعة، لکن المحرم هو استغلام هذه الخواص المجهولة عند عامة النّاس لإیهام الآخرین و خداعهم و تضلیلهم، مثل هذا العمل من مصادیق السحر، (تأمل بدقة).
2- الاستفادة من التنویم المغناطیسی، و الهیبنوتیزم، و المانیةتیزم، و التلهباتی (انتقال الأفکار من المسافات البعیدة).
هذه العلوم هی أیضا إیجابیة یمکن الاستفادة منها بشکل صحیح فی کثیر من شؤون الحیاة. لکن السحرة کانوا یستغلونها للخداع و التضلیل.
و لو استخدمت هذه العلوم الیوم أیضا على هذا الطریق المنحرف فهی من «السحر» المحرّم.
بعبارة موجزة: إن السحر له معنى واسع یشمل کل ما ذکرناه هنا و ما أشرنا إلیه سابقا.
[6] انظر: لقاعدة الانترینیة للفکر قم، مقالة السحر مع قلیل من التغییرات.