کما ان الاشخاص یختلفون فی میزان الاعتبار العلمی و ان کلامهم یخضع للمعاییر العلمیة کذلک الکتب التی تنشر فی الاسواق لایمکن ان تکون بمستوى واحد من الاعتبار العلمی بحیث تکون کلها نافعة و مفیدة.
ان المعاییر التی یمکن ان یخضع لها الکتاب عدیدة من اهمها المستوى العلمی للمؤلف فکلما کان المؤلف ذا مستوى علمی رفیع انعکس ذلک على کتابه. کذلک من المعاییر التی یقاس بها الکتاب مقدار الموضوعیة و الحیادیة التی أعتمدها المؤلف فی بحثه و مقدار اجتنابه عن الاحکام المسبقة؛ و منها التوثیق بذکر المصادر التی استند الیها المؤلف فکلما کان الکتاب موثقا و کانت المصادر المستند الیها اکثر علمیة کانت قیمة الکتاب اکبر؛ و منها الخلاقیة و الابداع فکلما کان الکتاب یعالج قضیة مبتکرة و بدقة و عمق علمی کان اکثر اعتبارا؛ و منها معالجة القضایا التی تمس واقع الناس و الابتعاد عن المواضیع المکررة؛ کذلک من الامور التی تضفی على الکتاب قیمة علمیة هو ابتعاده عن الاوهام و الخرافات. و بما ان الوقت ثمین و ان فرص المطالعة محدودة فمن المناسب ان نسال اصحاب الاختصاص عن الکتب المفیدة التی تستحق المطالعة.
هناک مجموعة من الضوابط و المعاییر التی توزن بها الکتب، و هذا الامر لایختص بالکتب الفقهیة او بکتاب دون کتاب بل کل الکتب تخضع لها حتى المصادر الاساسیة لاتخرج عن هذه الضوابط، و هناک آیات قرآنیة تحث على سؤال من اهل الذکر"فسئلوا اهل الذکر ان کنتم لا تعلمون".[1]
و کما أن الناس متفاوتون فی المستوى العلمی و ان کلامهم یخضع للمعاییر و الموازین العلمیة و ان یقیم وفقا لها؛ کذلک الکتب التی تنشر فی الاسواق فانها لیست فی مستوى واحد و قیمة علمیة متساویة فلیس کل الکتب تعد نافعة. ثم ان المعاییر التی ینبغی ان یوزن بها الکتاب متفاوتة من اهمها المستوى العلمی للمؤلف فکلما کان المؤلف ذا مستوى علمی رفیع انعکس ذلک على کتابه. کذلک من المعاییر التی یقاس بها الکتاب مقدار الموضوعیة و الحیادیة التی أعتمدها المؤلف فی بحثه و مقدار اجتنابه عن الاحکام المسبقة؛ و منها التوثیق بذکر المصادر التی استند الیها المؤلف فکلما کان الکتاب موثقا و کانت المصادر المستند الیها اکثر علمیة کانت قیمة الکتاب اکبر؛ و منها الخلاقیة و الابداع فکلما کان الکتاب یعالج قضیة مبتکرة و بدقة و عمق علمی کان اکثر اعتبارا؛ و منها معالجة القضایا التی تمس واقع الناس و الابتعاد عن المواضیع المکررة؛ کذلک من الامور التی تضفی على الکتاب قیمة علمیة هو ابتعاده عن الاوهام و الخرافات.
فمن الملاحظ ان المشایخ الثلاثة الکبار( الکلینی و الصدوق و الطوسی قدس الله اسرارهم) الذین صنفوا اهم الکتب المعتبرة عند الشیعة سعوا بکل جد لتوثیق کتبهم بذکر المصادر التی اخذوا منها فلم یغفلوا اسانید الروایات. من هنا لیس من اللائق- مع کل هذا التطور العلمی و سهولة الوصول الى المصادر- ان ینشر الکتاب بلا توثیق و بلا ذکر للمصادر.
الذی یبدو من سؤالکم انکم تسألون عن الکتب الدینیة لا خصوص الفقهیة و هنا نقول ان المعاییر التی ذکرناها لاتختص بالکتب الفقهیة بل لابد ان یوزن بها کل کتاب.
ثم ان الکتب الفقهیة انما تدون من قبل کبار العلماء و هم الفقهاء و قد روعیت فیها الدقة العلمیة الکبیرة حتى انه یلزم لفهما و ادراک ما فیها المعرفة بمقدمات علمیة کبیرة حتى انه قد یصعب فهمها على المبتدئن من طلبة العلوم الدینیة.
على کل حال سواء کان مرادکم الکتب الدینیة العامة او خصوص الکتب الفقهیة لابد من الاشارة الى بعض الامور:
1- لایحق لنا انکار ما نجده فی بعض الکتب بمجرد کون صاحبها لیس من الشخصیات المعروفة على المستوى العلمی او کان الکتاب فاقدا للاعتبار العلمی فقد یکون ذلک الموضوع ماخوذا من کتاب عملی معتبر و عند المراجعة الى المصدر نجد ان سنده صحیح فحینئذ نقبل به و لایضره وجوده فی کتاب غیر معتبر؛ بل حتى لو کان الموضوع المطروح فاقدا للسند فهنا ایضا لابد من الرجوع الى المختصین فی هذا الشأن فقد تکون هناک قرائن یعرف من خلالها صحة او سقم الموضوع. و بما ان الوقت ثمین و ان فرص المطالعة محدودة فمن المناسب ان نسأل اصحاب الاختصاص عن الکتب المفیدة التی تستحق المطالعة.
2- لاینبغی التسرع بالحکم على الروایات التی لاتنسجم مع طریقة تفکیرنا، و لقد ارشدنا ائمة اهل البیت (ع) الى الموقف المناسب فی مثل هکذا مواقف ٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَوْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُکَذِّبُوا بِحَدِیثٍ آتَاکُمْ أَحَدٌ فَإِنَّکُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّهُ مِنَ الْحَقِّ فَتُکَذِّبُوا اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ.[2] و عن الامام الصادق (ع) قَالَ: "حَدِیثٌ تَدْرِیهِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفٍ تَرْوِیهِ وَ لا یَکُونُ الرَّجُلُ مِنْکُمْ فَقِیهاً حَتَّى یَعْرِفَ مَعَارِیضَ کَلامِنَا وَ إِنَّ الْکَلِمَةَ مِنْ کَلامِنَا لَتَنْصَرِفُ عَلَى سَبْعِینَ وَجْهاً لَنَا مِنْ جَمِیعِهَا الْمَخْرَجُ".[3] فقد تکون احدى تفاسیره منسجمة مع الشریعة و المفاهیم الاسلامیة، من هنا روی عن الامام الرضا(ع) انه قال: " َ إِنَّ فِی أَخْبَارِنَا مُتَشَابِهاً کَمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَ مُحْکَماً کَمُحْکَمِ الْقُرْآنِ فَرُدُّوا مُتَشَابِهَهَا دُونَ مُحْکَمِهَا"[4]. نعم هناک روایات لم یقلها الائمة (ع)[5]. من هنا لاینبغی الاستعجال برفض الحدیث بل لابد من دراسة الحدیث اما مباشرة ان کان القارئ من أهل الاختصاص او الرجوع الى المختصین بهذه العلوم.
3- الامر الثالث الذی ینبغی الالتفات الیه هو انه قد یذکر المؤلفون روایة صحیحة السند الا انهم قد یفسرونها حسب فرضیات و مقدمات مسبقة لدیهم و هنا اذا وقع خطا فی الاستنتاج لایحسب هذا الخطأ على الروایة، و قد وقع مثل ذلک فی عصر الامامین الحسن العسکری (ع) و الامام الحجة (عج) حیث اجاب الامام بانه لایبنغی الخلط بین الروایة و بین خطأ الراوی فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیِّ خَادِمِ الشَّیْخِ الْحُسَیْنِ بْنِ رُوحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ الشَّیْخُ یَعْنِی أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ کُتُبِ ابْنِ أَبِی الْغَرَاقِرِ [الْعَزَاقِرِ] بَعْدَ مَا ذُمَّ وَ خَرَجَتْ فِیهِ اللَّعْنَةُ فَقِیلَ لَهُ فَکَیْفَ نَعْمَلُ بِکُتُبِهِ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلِیءٌ؟ فَقَالَ: أَقُولُ فِیهَا مَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ کُتُبِ بَنِی فَضَّالٍ فَقَالُوا کَیْفَ نَعْمَلُ بِکُتُبِهِمْ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلِیءٌ؟ فَقَالَ (ع): خُذُوا بِمَا رَوَوْا وَ ذَرُوا مَا رَأَوْا.[6]