إن الفن المسؤول یعرّفه القرآن و المصادر الدینیة الأخرى بأنه ما کان یدعو الانسان نحو التوحید و القیم الإنسانیة السامیة. فلو نظرنا الى تاریخ فن صناعة التماثیل أو الرسم نجده غالباً ما کان لا یوافق هذا التعریف. و على هذا الأساس، کان مذموماً فی الإسلام.
و لکن فی عصرنا، نظراً الى تغیر الظروف و طبعاً تغیر رؤیة المشرفین على هذه الفنون عن السابق، قدّم جملة من الفقهاء آراءً حدیثة حول جواز صناعة التماثیل، بشروط معینة، إلا أنه بسبب عدم تصریح جمیع الفقهاء بهذه الآراء أو تأییدهم لها و لأن بعضهم لا یعتبر تغیر الشروط دلیلاً على تبدیل حکم الحرمة، من هنا لا یمکن أن نطمح بتوسیع هذا الفن و تطویره، و من جانب آخر لا یمکن منع الممارسات المحدودة و المضبوطة فی هذه الفنون.
قبل أن نشرع بالاجابة عن المسألة ینبغی الالتفات الى أن القرآن الکریم فی أغلب الأمور یکتفی ببیان التوجیهات و المعاییر العامة، و یلقی مسؤولیة تبیینها على عاتق النبی (ص) و الائمة المعصومین (ع)، فعلى سبیل المثال: یُستخرج حکم وجوب الصلاة من القرآن، و أمّا عدد رکعاتها و تفاصیلها الأخرى فتستخرج من السنة الشریفة.
و على ضوء هذا، سوف نعتمد المصدرین (القرآن، و أحادیث النبی (ص) و المعصومین (ع)) فی الإجابة عن هذا السؤال و لا نقتصر على الآیات القرآنیة فحسب لان ذلک لا ینطبق مع قواعد البحث الدینی.
و قبل أی حدیث نشیر الى الاستعمالات المتعددة للتماثیل ـ التی مورست أو تمارس ـ و نذکر موقف الإسلام من کل واحدة من هذه الاستعمالات، ثم نستخلص حصیلة هذه الأبحاث و نتیجتها.
تقسَّم صناعة التماثیل باعتبار الغایة المتوخاة منها إلى ثلاثة أقسام عامة:
1. صناعة التماثیل لغایات غیر سلیمة: أی أن الغایة من صناعة التماثیل لا تتناسب أبداً مع الدین الإسلامی بل و مع جمیع الأدیان السماویة، و نشیر فی ما یلی إلى بعض النماذج:
أ ـ أن یقوم فنانً بصناعة تمثال و یجعله کالرب أو شریکه ثم یدعو الناس لعبادته. و قد ذمّ الله سبحانه الشعوب التی ـ بسبب جهلها ـ تنخدع بهذه التشابیه حیث قال تعالى: (قل أتعبدون ما تنحتون)[1].
و ربما یستفید صانع ـ مثل السامری ـ من شعوذة معینة فی صناعة هذه التماثیل، و بذلک یستطیع أن یحرف أذهان عامة الناس، الذین قد أبعدتهم الذنوب عن ربهم[2].
و من الواضح، أن فی العصر الحاضر لم تمارس صناعة التماثیل لهذه الأغراض إلا فی القبائل النائیة.
ب ـ إننا نجد فی تاریخ الأمم، أن بعض الناس کان یوظّف مختلف الحِرَف و الفنون ـ کصناعة التماثیل، و السحر، و الشعوذة ـ فی سبیل إظهار قدراتهم و قابلیاتهم، و مضاهاة الله الواحد عز و جل، و من زمرة هؤلاء هم فراعنة مصر.
إنهم و من خلال بناء الأهرام و صناعة التماثیل کتمثال أبی الهول، و توظیف السحرة و المشعوذین، جعلوا إنساناً بسیطاً و عادیاً مثل فرعون یدعی الربوبیة فی زمن موسى![3]،بعبارة أخرى، هؤلاء کانوا یقولون بزعمهم، إننا قادرون على بناء بنیان رائع و معجِب جداً مثلما یفعله الله من خلق الإنسان و الکائنات الأخرى إظهاراً لقدرته، فإذن ما هو الفرق بیننا و بین الله؟
و یبدو، أن جملة من الروایات التی یُستدل بها على حرمة صناعة التماثل، هی ناظرة إلى هذا النمط من التماثیل، فعلى سبیل المثال، عند ما نسمع فی روایة نهى فیها رسول الله (ص) عن التصاویر و قال:(من صوّر صورة کلّفه الله تعالى یوم القیامة أن ینفخ فیها)[4]، أو عندما یروى أن من ینحت تمثالاً فقد ضاد الله[5]، نعلم أنه (ص) یخاطب بذلک الأشخاص الذین کانوا یعتبرون أنفسهم منافسین لله و یحاولون أن یحجبوا قدرة الله على الخلق من خلال تفنناتهم هذه.
و لکن فی عصرنا هذا، بفضل تطور العلم و معرفة بعض تفاصیل و حذافیر الخلقة، ارتقى الإنسان الى أقصى مستویات الوعی، و صار لا یقارن مخلوقات الله حتى مع المصنوعات ذات الاجسام المتحرکة (روبوت) فضلاً عن مقارنتها مع التماثیل الفاقدة للروح و الحرکة. إذن، فی العصر الحاضر لا تعتبر صناعة التماثیل محاولة من أجل منافسة خلقة الله.
ج ـ و المجموعة الأخرى التی یمکن تصورها، هی مجموعة اقتنعت بعدم القدرة على محاربة الدین عبر هذین الاسلوبین، فأخذت تلهی الناس و تحرف أذهانهم من خلال تبلیغ بعض الأمور و تضخیمها، کروایة القصص، و صناعة التماثیل، و... حتى یسحبوا البساط من تحت أقدامهم و یبعدوهم عن الارتباط بالله و عن تنمیة الجانب الدینی، فترى الناس یلهون بقضایا و إن کانت غیر محرمة لکنها لا تنفعهم شیئاً.
فمثلاً، فی عصر النبی (ص) عند ما کان عامة الناس منشغلین بالقرآن و مفاهیمه القیمة، أخذ بعض رواة القصص یروون قصة رستم و اسفندیار بحماس من أجل أن تنحرف أذهان الناس عن تعالیم القرآن، فنزلت الآیة فی ذم هؤلاء: (.وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْتَری لَهْوَ الْحَدیثِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبیلِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِکَ لَهُمْ عَذابٌ مُهین)[6]
د ـ و تارة، یصنع تمثالاً و یراد منه أن یکون رمزاً لعقیدة خرافیة أو موضوعاً غیر واقعیة!
إن النبی (ص) بعد فتح مکه، شاهد تمثالین لنبیی الله إبراهیم و إسماعیل (ع) و حاملین کأساً و کان ینسب عرب الجاهلیة آنذاک إلى التمثالین عقیدة خرافیة ! حیث کانت هذه الکؤوس تسمى الأزلام و أشارت له الآیة 3 من سورة مائدة. و بعد أن شاهد (ص) هذا المشهد، تألم و قال: "قاتلهم الله و الله لقد علموا أنهما لم یستقسما بها قط"[7] و ینبغی الالتفات الى أن النبی (ص) قبل محاربته لأصل صناعة التماثیل أو جعلها فی الکعبة، وجّه اعتراضه على العقیدة المنحرفة التی کان یدعو و یروج له صانعو التمثال ذلک. وفی عصرنا أیضاً تصنع مثل هذه التماثیل التی یراد بها تکریس حادثة تاریخیة مجهولة و غیر مثبتة کهولوکوست و... .
و من الواضح أن الدین الاسلامی المقدس، یعارض بقوة جمیع الفنون التی توظّف من أجل تحقیق هذه المقاصد أو ما شابهها.
2. صناعة التماثیل لغایات سلیمة:
رغم أن التماثیل فی أغلب مواردها کانت تصنع لأجل غایات غیر توحیدیة، إلا أن توجد حالات نادرة استعمل هذا الفن فیها لخدمة الغایات الدینیة و فی ما یلی نشیر الى نموذجین منها:
أ ـ عندما یکون هذا الفن مُجازاً بأمر مباشر من الله تعالى حتى یُستخدم لمواجهة المشرکین، مثل ما استخدمه عیسى (ع)، فإن صناعة التماثیل فی عهده کانت رائجة، و کانت الناس منبهرة بالتماثیل الجمیلة التی تصنع على أیدی الفنانین آنذاک، فأرسل الله لهم نبیه عیسى (ع) لیثبت لهم وحدانیة الله تعالى، و أنه منشأ الخلق کله. فکان عیسى (ع) یصنع من الطین، تماثیل على هیئة الطیور ثم ینفخ فیها بأذن الله فتتحول بعد ذلک الى کائنات حیة تطیر فی السماء![8] و کأنه کان یرید أن یقول لهم إن صنعتم تماثیل غیر حیة فأنا أستطیع أن أخلقها و هی حیة, و لکن هذه من آیات قدرة الله، و لست أدعی بأنی صاحب هذا الفن حتى أتباهى به أمام خلق الله عز و جل!
کما نعلم، إن عیسى (ع) ما کان یمارس صناعة التماثیل و إنما کان نبیاً أمره الله أن یقوم بهذه الأعمال، فلا یمکن أن نعتبر قیامه بهذه الأعمال امضاءً لصناعة التماثیل بشکل عام، إلا إذا تکررت المعجزة على ید نبیٍ أو إمامٍ آخر بإذن الله، کما یشیر حافظ الشیرازی فی البیت الآتی الى ذلک، بما مضمونه:
لو أفاض روح القدس مرة أخرى سیعمل الآخرون مثل ما عمله المسیح
ب ـ و من موارد صناعة التماثیل فی أسلوبه السلیم هی التی تهدف احترام رموز الدین و ترویج الرسالة الإلهیة.
و قد یتصور فی النظرة الأولى، أن متابعة مثل هذه الغایات فی صناعة التماثیل، لا یشوبها شائبة، لکن للأسف، لو راجعنا التاریخ لوجدنا أن تماثیل من هذا النمط مع أنها کانت فی أول الأمر تصنع لأغراض سلیمة، لکن استخدمت فیما بعد بطریقة لا تتناسب مع الغایات الاولى، و یشیر أحد المفسرین إلى هذا الانحراف قائلاً: (أنّ الاحترام الفائق الذی یکنونه فی بعض الأحیان للأنبیاء و الصالحین یتسبب فی احترام حتى التمثال الذی ینحت أو یصنع لهم بعد وفاتهم، و مع مرور الزمن تأخذ هذه لتماثیل طابعا استقلالیا، و یتبدل الاحترام إلى عبادة"[9].
و هذا التحلیل، مقتبس من روایات متعددة وردت فی هذا المجال[10]، و انطلاقاً منه حرم کثیر من العلماء صناعة التماثیل حتى و إن کانت من أجل غایات سلیمة إلا إذا کان هناک أمر مباشر من الله تعالى کما مر فی عیسى (ع).
3. صناعة غیر هادفة للتماثیل: أحیاناً تروّج الفنون من دون إرادة أی غایة منها، سلیمة کانت أو غیر سلیمة. بعبارة أخرى، یریدون الفن لنفس الفن و حسب، کما نجد ذلک فی مجالات أخرى، کالریاضة، فإنها تارة تستخدم لأغراض سلیمة أو غیر سلیمة و تارة الریاضة لنفسها تکون محط الاهتمام.
و بما أن رسالة الإسلام رسالة هادفة و مبنیة على أساس قیم، فلا تؤید أو تروّج السلوک العبثی حتى و إن لم یکن محرّما، فهی تعتبر الإنسان المؤمن أشرف من أن یضیع عمره فی مثل هکذا أعمال عبثیة، و هنا نشیر الى روایتین فی هذا المجال:
الأولى: سأل رجل یقال له بکیر الإمام الصادق (ع) عن اللهو بالشطرنج، فقال له أبو عبد الله (ع): (...وإن المؤمن لفی شغل من ذلک، شغله طلب الآخرة عن الملاهی)[11].
الثانیة: رجل یسمى بکیر یقول: سألت أبا عبد الله (ع) عن اللعب بالشطرنج فقال: (إن المؤمن لفی شغل عن اللعب)[12].
و واضح أن القرآن الکریم الذی یوصف المؤمنین بأنهم (َ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْض....)[13] أیضاً لا یرتضی أی لهو و عبث؛ إذ أنه یبعّد الانسان ـ عادةً ـ عن ذکر الله.
و الآن بعد أن عرفنا رأی الاسلام حول صناعة التماثیل، بشتى أقسامها، نستطیع أن نجیب عن الشطر الأخیر من سؤالکم ـ فی أنه لماذا بعض علماء المسلمین، لا یجیزون صناعة التماثیل حتى فی العصر الحاضر، و لماذا، بالرغم من عدم الإجازة، مازالت هذه الفنون تمارس بشکل محدود؟.
إن استدلال هؤلاء العلماء، الذین لا یزالون متمسکین بحرمة الرسم و صناعة التماثیل، یعتمد على المقدمات التالیة:
المقدمة الأولى: بلا شک توجد لدینا روایات کثیرة ـ معتبرة و قابلة للاستناد ـ فی منع صناعة التماثیل و رسم صور ذوی الأرواح.
المقدمة الثانیة: أیضاً نعلم، قطعاً، بأن أحد أسباب هذه الحرمة و النهی، هو الاجتناب عن انجرار المسلمین مرة أخرى الى الشرک و عبادة الأصنام، و هناک روایات کثیرة تشیر الى هذا السبب منها:
1. عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن تماثیل الشجر و الشمس و القمر؟ فقال: لا بأس ما لم یکن شیئا من الحیوان[14].
2. عن أبی بصیر قال: قلت لأبی عبد الله (ع): إنا نبسط عندنا الوسائد فیها التماثیل و نفترشها؟ فقال: لا بأس بما یبسط منها و یفترش و یوطأ إنما یکره منها ما نصب على الحائط و السریر[15].
3. عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبی جعفر (ع): أصلی و التماثیل قدامی و أنا أنظر إلیها؟ قال: لا، اطرح علیها ثوبا و لا بأس بها إذا کانت عن یمینک أو شمالک أو خلفک أو تحت رجلک أو فوق رأسک، و إن کانت فی القبلة فألق علیها ثوبا و صل[16].
إن جمیع الروایات المذکورة أعلاه، تدل على أنه یجب أن یکون استعمال هذه الصور على نحوٍ، لا یشوبها شائبة، عبادة کانت أو حتى تعظیم، و نحن نعتقد أن الدلیل الأول فی تحریم رسم الصور هو هذه الروایات الدالة على إزالة مظاهر عبادة الأصنام.
المقدمة الثالثة: بالرغم من العلم بأن الحکمة الأساسیة لهذا الحکم، هی ردع الناس عن الرجوع الى عبادة الأصنام، لکننا لم نقطع، بأن هذا الأمر هو العلة التامة لحرمة صناعة التماثیل، فقد تکون هناک أسباب أخرى اقتضت حرمة صناعة التماثیل فی المنظور الإسلامی، و من تلکم الأسباب، هو صدّ الناس عن التوجه نحو أعمال غیر مجدیة، حتى لا یغفلون عن ذکر الله، کما أشرنا آنفاً، فهذه الظاهرة أیضاً لا یؤیدها التعالیم الاسلامیة.
بعد بیان هذه المقدمات الثلاثة، نقول: إن احتمال الرجوع الى عبادة الأصنام ـ الذی کما علمت کان الحکمة الأولى لحرمة صناعة التماثیل ـ قد انتفى فی هذا العصر، لکن ربما ممارسة هذه الأعمال لا تزال تستتبع ظواهر أخرى لا تتناسب مع الغایات الإسلامیة العلیا.
ثم، إن الفن هذا لم یکن بغایة من الأهمیة بحیث تتوقف الحیاة علیه، بل غیابه فی المجتمع الاسلامی، لا یمسه بأی ضرر. و بعبارة أخرى، وجود هذا الفن کعدمه لا یترک أثراً کبیراً على نمو المجتمع و تعالیه فی حین ترویجه و انتشاره قد یسبب داخل المجتمع انحرافات لا یمکن مراقبتها أو تحدیدها.
و لهذا السبب، بعض العلماء یتوقف عند هذا الموضوع و یرى أنه مجرى للاحتیاط، فبدلاً من أن نستخدم فنّاً کان یخالفه الانبیاء بشدة فی القرون السابقة، علینا أن نوظّف أسالیب آمنة أکثر لأجل ترویج الفن و الثقافة فی المجتمع[17].
و مع هذا کله؛ لکن بذلت فی السنین الأخیرة قراءة جدیدة الى المصادر الدینیة و الى العالم فی العصر الراهن، و أخذ فیها العلماء یبحثون مرة أخرى ـ و بإمعان أکثرـ مسألة صناعة التماثیل. و من ضمن هذه المحاولات هی الرسالة التی کتبها الامام الخمینی (ره) فی تأریخ 10/8/1367 ـ و التی عرفت بمنشور الأخوة ـ و طالب فیها أصحاب الرأی بمراجعة بعض المسائل و بحثها مرة أخرى و منها هی مسألة الرسم و صناعة التماثیل[18].
کما أن بعض الفقهاء المعاصرین أیضاً بحثوا فی المصادر الدینیة و شککّوا فی حرمة صناعة التماثیل بشکل کامل و عام[19]، لکن أغلب المراجع و منهم السید الخامنئی[20]، یعتقدون بأن الأدلة الناظرة الى حرمة صناعة التماثیل هی عامة و شاملة جداً بحیث یصعب الإفتاء بالجواز حتى فی عصرنا هذا.
بعد أن تعرفنا على الاختلافات القائمة بین آراء العلماء، نستطیع الإجابة على تساؤلکم بما یلی:
إن السبب فی عدم توقف الممارسات المحدودة لهذه الصناعة، هو أن صناعة التماثیل لا یشملها حکم صناعة الکحول أو أدوات القمار؛ إذ أن العلماء اجمعوا على حرمة مثل هذه الصناعات خلافاً لصناعة التماثیل، فکما علمت هناک جملة من الفقهاء لم یقبلوا بحرمتها تماماً، بل و حتى أفتوا بکراهتها. و على هذا لا دلیل لمنع الممارسات التی ـ على أقل التقدیرـ هی عند جملة من الفقهاء غیر محرمة. و لکن من جانب آخر، نعلم بأن أغلب العلماء لا یجوّز صناعة التماثیل حتى لأجل غایات سلیمة مضافاً الى أنه لیست من الصناعات التی غیابها یمس المجتمع بضرر هام.
و على هذا الأساس، فإن ترویج و نشر هذه الصناعة لیس من صالح المجتمع الاسلامی.
[1] الصافات، 95.
[2] اعراف، 148؛ طه، 88؛ بقره، 93 .
[3]النازعات: 24, الزخرف:51.
[4]الحر العاملی، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، ج 17، ص 297، ح 22574، مؤسسة آل البیت، قم، 1409، هـ ق.
[5]النوری، میرزا حسین، مستدرک الوسائل، ج 3، ص 454، ح 3976، مؤسسة آل البیت، قم، 1408، هـ ق.
[6] انظر: الطبرسی، فضل بن الحسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، ج 8، ص 490، ذیل الآیة 6 من سورة لقمان، نشر ناصر خسرو، طهران، 1372 ش، الطبعة الثالثة.
[7]ابن منظور، لسان العرب، ج 12، ص 479.
[8] آل عمران، 49؛ المائدة، 110.
[9] مکارم الشیرازی، ناصر،الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج 15، ص: 12، مدرسه الامام علی بن ابی طالب، قم، 1421 ق..
[10] المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 3، ص 248، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404، هـ ق.
[11]- النوری، المیرزا حسین، مستدرک الوسائل ج 6، ص 532 - 533
[12]المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 76، ص 230، ح 2.
[13]آل عمران، 191.
[14]وسائل الشیعة (آل البیت) ، الحر العاملی ، ج 17 ، ص 296، ح 22571.
[15]نفس المصدر، ج 17 ، ص 296، ح 22572.
[16]نفس المصدر، ج 5 ، ص 170، ح 6243.
[17]لمزید من الاطلاع فی هذا المجال (دلیل الإفتاء بالاحتیاط) یمکنکم مراجعة ما ذکر من استدلالات فی الإجابة 3869.
[18] صحیفة الامام، ج 21، ص 177 و 176.
[19] التبریزی، جواد، ارشاد الطالب الی التعلیق علی المکاسب، ج 1، ص 123، مؤسسة اسماعیلیان، قم، الطبعة الثالثة، 1416، هـ ق.
[20] خامنئی، السید علی، اجوبة الاستفتاءات، بالفارسیة، ص 254 و 253.