یظهر من التاریخ ان بلالاً الحبشی لم یبایع الخلفاء بل انه اعترض علیهم فی بعض المواقف کما انه امتنع من الاذان لمؤسسة الخلافة و على اثر ذلک اخرج الى الشام و مات هناک.
هو بلال بن رباح الحبشی و اسم امه حمامة کان ابوه من سبی الحبشة و کان عبدا لامیة بن خلف الذی یعد من سادات قریش، و کان من السابقین للاسلام و قد ابلى بلاء حسنا و تحمل انواع العذاب حیث کان أمیة بن خلف یمعن فی تعذیبه لکی یرجع عن الاسلام حیث کان یعذبه بأشد انواع العذاب فی الصحراء الا انه صمد و تحمل کل ذلک العذاب حتى اشتراه ابو بکر و اعتقه.[1] اما بالنسبة الى موقفه من مسالة الخلافة فلم یحدثنا التاریخ الشیء الکثیر عنه لکی نعرف القضیة بشکل واضح، الا انه یظهر من الشیء الذی ذکر انه کان مخالفا، نشیر هنا الى حالتین: 1- اعتراض عمر على بلال و اخراجه الى الشام: قال المیزرا النوری فی خاتمة مستدرک : ذکر أبو جعفر الطوسی فی اختیار الرجال ، عن هشام بن سالم عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، و عن أبی البختری قال : حدثنا عبد الله بن الحسن ابن الحسن ، أن بلالا أبى أن یبایع أبا بکر ، و أن عمر أخذ بتلابیبه فقال له : یا بلال ، هذا جزاء أبی بکر منک أن أعتقک فلا تجیئ تبایعه؟. فقال : إن کان أبو بکر أعتقنی لله فلیدعنی له، و إن کان أعتقنی لغیر ذلک فها أنا ذا، و أما بیعته فما کنت مبایعا أحدا لم یستخلفه رسول الله (صلى الله علیه و آله)، و الذی استخلفه بیعته فی أعناقنا إلى یوم القیامة . فقال عمر : لا أبا لک ، لا تقم معنا ، فارتحل إلى الشام ، و توفی بدمشق و دفن بالباب الصغیر، و له شعر فی هذا المعنى، کذا وجد منسوبا إلى الشهید الثانی، و لم أره فی کتاب الاختیار للشیخ . و الله أعلم.[2] 2- عدم الاذان للمؤسسة الخلافة لم یؤذن بعد رسول الله (ص) لاحد من الخلفاء[3] روى الصدوق عن ابی بصیر عن احدهما (ع) انه قال: إن بلالا کان عبدا صالحا فقال: لا أوذن لاحد بعد رسول الله (ص). و روى مرسلا: إنه لما قبض النبی (ص) امتنع بلال من الاذان و قال: لا أوذن لاحد بعد رسول الله (ص).[4] و یکفیه شهادة الامام انه کان عبدا صالحا[5] و ما ذلک الا لشهامته و استقامته. و بسبب موقفه هذا و امتناعه من الاذان" ِ فَتُرِکَ یَوْمَئِذٍ حَیَّ عَلَى خَیْرِ الْعَمَلِ"[6] [1]انظر: السؤال رقم 1012( الموقع1233). [2] خاتمة المستدرک|المیرزا النوری|3|1320|مصادر الحدیث الشیعیة ـ قسم الفقه|مؤسسة آل البیت (علیهم السلام) لإحیاء التراث|الأولى|محرم 1416. و انظر: القمی، الشیخ عباس، سفینة البحار، ج1، ص389، الطبعة الثانیة، دارالاسوة، 1416 ه.ق؛ التفسیر المنسوب للامام الحسن عسکری(ع)، ص622. [3] الشیخ المفید، الاختصاص، ص73، مؤتمر الشیخ المفید، قم، 1413 هـ ق. [4]السید الخوئی، معجم رجال الحدیث، ج3، ص 367. [5]انظر: من لا یحضره الفقیه، ج 1، ص 283-284. [6]نفس المصدر.