یقول اللغویون فی تعریف الموسیقى: الموسیقى مأخوذ من لفظ Moosika الیونانیة أو من لفظ «Musica» و هی کلمة لاتینیة و جذرها إما Mosa أو Misse و هو إسم لأحد آلهة الیونان بحسب الأساطیر الیونانیة و هو حامی الفن و الجمال.
و فی رسائل إخوان الصفا ورد لفظ الموسیقى بمعنى الغناء، و الموسیقار یساوی المغنّی، و لفظتا الموسیقات و الموسیقار مقابل آلة «نوازندکی» الفارسیة.
یقول الشیخ الأذری صاحب جواهر الأسرار: «مو» فی اللغة السریانیة تعنی الهواء و «سیقى» تعنی «العقدة». و کأن الموسیقی یعقد الهواء بما یأتی به من عمل ظریف[1].
و الموسیقى: صناعة و فن ترکیب الأصوات بنحو یجلب الارتیاح و اللذة لدى السامع و الانبساط و التحول فی النفس. و بحسب هذا التعریف فإن الرکن الأساسی للموسیقى هو «الصوت»، و الصوت یحصل نتیجة اهتزاز و تذبذب الأجسام، و هذا الاهتزاز یولد أمواجاً فی الهواء و هذه الأمواج تؤدی إلى اهتزاز الهواء و تموجه فیصل الصوت إلى الأذن، و ذلک عن طریق طبلة الأذن الموجودة فی السماخ لأنها تهتز نتیجة الأمواج الهوائیة التی ترتطم بها، و بذلک یتولد الصوت فی آذاننا فنسمعه.
أنواع الصوت:
ینقسم الصوت إلى قسمین: الصوت الموسیقی أو المنظم کإنشاد الإنسان و تغرید البلابل. و القسم الثانی: الصوت غیر الموسیقی و یشمل مطلق الأصوات غیر المنظمة: کصریر القلم أو صلیل السیوف أو الطرق العشوائی و غیرها.
و علیه فإن علم الموسیقى یعنی ترکیب الأصوات على أساس النغمات و الترددات المنظمة القابلة للعد و ذات الحدود المعینة. و قد أثبتت التجارب أن الأصوات التی یمکننا سماعها یجب أن لا یکون ترددها أقل من 32 و لا أکثر من 70552 ذبذبة[2].
و مصطلح الموسیقى أو الموسیقیا لا یوجد فی النصوص الدینیة، و لکن ورد مکانها بعض الألفاظ کالغناء، و اللهو و الملاهی، و کذلک مصادیق الآلات الموسیقیة کالدف، المزمار، المعازف، العود، الطبل، الطنبور و...[3].
و قد وردت روایات بخصوص الإنشاد الجمیل و التی تحسن جمال الصوت خصوصاً عند تلاوة القرآن، کما ورد عن النبی الأکرم (ص): «إن من أجمل الجمال الشعر الحسن و نغمة الصوت الحسن»[4]، و هناک روایة أخرى عنه (ص): «لکل شیء حلیة و حلیة القرآن الصوت الحسن»[5].
و قد نقل عن الإمام الصادق (ع) قوله: «إن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن»[6].
و روی عن النبی الأکرم (ص): «اقرؤوا القرآن بألحان العرب و أصواتها»[7]. نعم جاءت روایات بخصوص الحداء المصاحب لسیر الإبل، و ذلک ما یمکن عده من منافع الإنشاد الحسنة التی لم تمنعها الأحادیث[8].
و أما فیما یخص العزف على الآلات الموسیقیة فلا وجود لروایات تشیر إلى وجود منفعة فی مثل هذا العمل. نعم یمکن الاستنتاج من مجموع الأحادیث و الروایات الواردة فی هذا الباب أن العزف على الآلات الموسیقیة المناسب لمجالس اللهو و الطرب مُضِرٌّ و لذلک ورد النهی عنه.
و حیث أن البحث المفصل فی هذه المسألة و تحدید دائرتها ذکر مکرراً فی هذا الموقع لذلک نحیل القارئ إلى نفس الموقع و نوصی بقراءة الموضوعات التالیة:
1ـ الفطرة و حرمة الموسیقى، السؤال 1078 (الموقع: ).
2ـ استماع الموسیقى المصاحب لصوت المرأة، السؤال 2833 (الموقع: ).
3ـ ملاک تشخیص الموسیقى المحللة و المحرمة فی الغرب، السؤال 1690 (الموقع: ).
4ـ أدلة حرمة الموسیقى و حلیتها، السؤال 1475 (الموقع: 2535).
[1]آفاق موسیقى در إسلام (آفاق الموسیقى فی الإسلام)، موقع تبیان.[2]شریعتی سبزواری، محمد باقر، مقاله غناء و موسیقى در إسلام (مقالة الغناء و الموسیقى فی الإسلام)، موقع تبیان.
[3]شماره 46، ص 25 ( با اندکی دخل و تصرف) (رقم 46، ص 25 بتصرف)، الحسینی، السید مجتبى، مجلة برسمان.
[4]الکلینی، الکافی، ج 2، ص 615، الطبعة الرابعة، الناشر: دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1407 هـ ق.
[5]المصدر نفسه.
[6]المصدر نفسه، ص 614.
[7]المصدر نفسه.
[8]خرجنا مع النبی (صلى الله علیه و سلم) إلى خیبر فسرنا لیلاً فقال رجل من القوم لعامر یا عامر ألا تسمعنا من هنیهاتک، و کان عامر رجلاً شاعراً فنزل یحدو بالقوم یقول اللهم لو لا أنت ما اهتدینا و لا تصدقنا و لا صلینا فاغفر فداءً لک ما أبقینا؛ صحیح البخاری، ج 12، ص 97، غزوة خیبر کذلک فی هذا المورد انظر، المصدر نفسه، 19 ص 127، بحار الأنوار، ج 16، ص 298.