إذا لاحظنا الاکتشافات التی توصل إلیها علماء الفلک فإن الجواب عن سؤالکم لم یعد أمراً صعباً إلى حد ما، لأن الاکتشافات تقول: إن شق القمر لیست ظاهرة غیر مستحیلة و حسب، بل أن الکثیر من الظواهر التی تماثلها وقعت مراراً.
ذکرت وکالة «ناسا» الفضائیة أن کرة القمر انشقت إلى نصفین، ثم عاد النصفان لیلتحم أحدهما بالآخر. و قد نشر موقع جریدة «الوطن» طبعة أمریکا ـ على شبکة الإنترنت نقلاً عن محقق أردنی فی علوم الفلک ما نصه: «إن سفینة الفضاء الأمریکیة «کلمنتاین» و التی تدور حول مدار القمر منذ سنوات و تجری التحقیقات العلمیة توصلت إلى أن کرة القمر انشقت قبل مئات السنین إلى شقین متساویین ثم عاد النصفان إلى الالتحام. و عندما أرسل هذا المحقق تقریره إلى ناسا أطلعهم على أن المسلمین کانوا یعلمون بوقوع هذه الظاهرة قبل 1400 عام، و القضیة متعلقة بإحدى معاجز النبی محمد (ص) و تسمى «شق القمر». و لم تجد ناسا أی تفسیر لکشفها هذا، لأن هذه الحادثة النادرة لم تقع لأی جرم من الأجرام السماویة».
حتى نحصل على جواب دقیق من اللازم أن نشیر إلى بعض النقاط:
1ـ إن «شق القمر» إحدى معاجز نبی الإسلام (ص).
و قد أشار تعالى إلى هذه الظاهرة فی سورة الانشقاق بقوله: «اقتربت الساعة و انشق القمر»[1]. فقد ورد فی الآیة الشریفة الحدیث عن مهمتین: إحداهما اقتراب القیامة و التی یصاحبها أعظم تغییر فی عالم الخلق، و الحادثة الأخرى هی معجزة کبرى و هی «شق القمر» التی تنطوی على مدلولین کبیرین أحدهما أنها دلیل على عظمة الله و شمول قدرته، و الثانیة أنها دلیل على صدق رسول الله (ص)[2].
و فی الآیة قرائن کثیرة تؤکد على وقوع معجزة منها ذکر القضیة بصیغة الماضی حیث یدل على أن «شق القمر» أمرٌ قد وقع، و کذلک البعث فإنه أصبح قریباً بظهور آخر نبی. یضاف إلى ذلک الروایات الواردة فی الکتب الإسلامیة و التی تؤکد على وقوع هذه المعجزة و قد بلغت حد الشهرة أو التواتر، و لذلک فلا یمکن إنکارها.
و الأمر الطریف فی هذه القضیة التی تعد من معاجز نبی الإسلام (ص) أننا نقرأ فی بعض الروایات أن علة وقوع هذه الظاهرة کما کان یقوله کفار قریش کاقتراح على النبی (ص) و قد جاء: أن السحر یترک أثره على الأشیاء الأرضیة، و نحن نرید أن نطمئن أن معجزات محمد لیست من قبیل السحر[3].
2ـ شق القمر فی نظر العلم المعاصر.
لا بد أن نذکر هنا أن حدوث الانشقاق فی الأجرام السماویة لیس بالأمر المحال بحسب الاکتشافات العلمیة لعلماء الفلک، و إنما شوهدت أمثلة و حالات متعددة لهذا الحدث، مع أن لکلٍ منها عوامله الخاصة المتسببة فی وقوعه.
و بعبارة أخرى إن الانشقاق و الانفجارات حدثت مراراً و تکراراً فی داخل أجرام المنظومة الشمسیة و سائر الأجرام السماویة الأخرى، و من الأمثلة على ذلک أن جمیع الکواکب و الأقمار فی المنظومة الشمسیة کانت جزءاً من الشمس فی البدایة ثم انفصلت عنها بعد ذلک، و أخذ کل واحد منها یدور فی مداره الخاص. و هذه النظریة تحظى بالقبول لدى جمیع العلماء[4].
و أما فیما یخص انشقاق قرص القمر ثم عودته جزئیاً إلى الالتئام فنقول: إن رجوع الانشقاق إلى الحالة الطبیعیة إلى تأثیر قوى الجاذبیة بین قطعتین أمرٌ ممکن الوقوع تماماً. و ان کان علم الهیئة القدیم بحسب نظریة «بطلیموس» یرى هذا الأمر محالاً، حیث کان یرى نظام الفلک أشبه بقشر البصل فی طبقاته، و أن هذه الأجسام البلوریة تترابط مع بعضها بشکلٍ یستحیل معه انشقاقها و التئامها ثانیةً. و لذلک أنکر أصحاب هذه النظریة المعراج الجسمانی و کذلک شق القمر، و ذلک لأن هذین الأمرین یدلان على وجود انشقاق و التحام فی الأجرام و ذلک ما یخالف نظریتهم. و لکن نظریة «بطلیموس» ألقیت فی عصرنا الحاضر فی خانة الأساطیر الخیالیة، و لم یبقَ لنظریة الأفلاک التسعة من أثر، و علیه فلا وجود لأرضیة تسمح بمثل هذا الکلام[5].
و طبقاً لتقریر منظمة «ناسا» لعلوم الفضاء فإن القمر قد انشق إلى نصفین ثم عاد و التأم نصفاه و قد نشر موقع جریدة «الوطن» طبعة أمریکا ـ على شبکة الإنترنت نقلاً عن محقق أردنی فی علوم الفلک ما نصه: «إن سفینة الفضاء الأمریکیة «کلمنتاین» و التی تدور حول مدار القمر منذ سنوات و تجری التحقیقات العلمیة توصلت إلى أن کرة القمر انشقت قبل مئات السنین إلى شقین متساویین ثم عاد النصفان إلى الالتحام. و عندما أرسل هذا المحقق تقریره إلى ناسا أطلعهم على أن المسلمین کانوا یعلمون بوقوع هذه الظاهرة قبل 1400 عام، و القضیة متعلقة بإحدى معاجز النبی محمد(ص) و تسمى «شق القمر». و لم تجد ناسا أی تفسیر لکشفها هذا، لأن هذه الحادثة النادرة لم تقع لأی جرم من الأجرام السماویة»[6].
و فی الختام نذکر بنقطتین ضروریتین:
1ـ إن إثبات حقائق دین الإسلام ذات البعد الماورائی من خلال العلوم الطبیعیة أمرٌ لیس بالیسیر، خصوصاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن هذه العلوم تقدمت فی مواطن بعیدة عن میدان حقائق الدین الإسلامی.
2ـ إن القضایا الممکنة الوقوع فی نظر العقل و لا یوجد دلیل على استحالتها، و أنها ثابتة عن طریق الأدلة النقلیة القطعیة لا تحتاج إلى إثباتٍ علمی مع أن الإثبات العلمی مفید لتقویة الإیمان و الاطمئنان.
و أما فیما یخص صفحات الإنترنت ذات العلاقة بالموضوع فیکفی البحث فی کلمة «القمر»، و على سبیل المثال نذکر لکم بعض العناوین:
1ـ شق القمر، و إثبات معجزة النبی على أساس تحقیقات «ناسا».
2ـ شق القمر للنبی یؤکده التقدم العلمی.
[1]الانشقاق، 1، «اقتربت الساعة و انشق القمر»
[2] التفسیر الأمثل، ج 17، ص 288.
[3]بحار الأنوار المجلد 17 ص 355 (حدیث 10).
[4]یعتقد (لاپلاس) أنّ العامل المسبّب لانفصال القطع الصغیرة من الشمس هی:
(القوّة الطاردة) التی توجد فی المنطقة الإستوائیة لها، حیث إنّ الشمس کانت تعتبر و لحدّ الآن کتلة ملتهبة، و ضمن دورانها حول نفسها فإنّ السرعة الموجودة فی المنطقة الإستوائیة لها تسبّب تناثر بعض القطع منها فی الفضاء ممّا یجعل هذه القطع تدور حول مرکزها الأصلی (الشمس).
[5]الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج17، ص: 293-300.
[6]صحیفة جمهوری اسلامی، العدد7608 بتاریخ23 مهر 1384 هجری شمسی الصفحة5.