کد سایت
fa48356
کد بایگانی
75031
التسميات
الإمام المهدي|دعاء السلامة|اللهم كن لوليك
خلاصة السؤال
الرجاء تسليط الاضواء على دعاء «أللَّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّكَ الْحجّة بن الحسن...» سنداً و دلالة.
السؤال
هل لدعاء السلامة للإمام الحجة (عج) «أللَّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّكَ الْحجّة بن الحسن، صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلی آبَائِهِ...» سند معتبر؟ و ما هي المصادر الأولى التي ذكرته؟ و المراد من كون الله تعالى ولياً له؟
الجواب الإجمالي
ورد الدعاء في بعض المصادر الشيعية منها كتاب الكافي للشيخ الكليني، و على فرض المناقشة في سند الدعاء إلا أنّ مفاده ينسجم تمام الانسجام مع الفطرة و المنهج العقلائي و يعد من أفضل مصاديق الدعاء التي يهتم الانسان المؤمن بتحقيقيها، و من هنا نرى السيّد علي بن موسى بن طاووس بعد إيراده لبعض الروايات الواردة حول الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب یقول:
"إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب إمكانك، وأنت تعتقد أن لولاه ما خلق الله نفسك ولا أحدا من المكلفين في زمانه وزمانك، وأن اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه، و سبب لكل خير تبلغون إليه....".
ثم ان فقرات الدعاء تشير إلى مدى العلاقة بين الشيعة و إمامهم الغائب و عمق الولاء الراسخ له و الاخلاص لقضيته، مضافاً إلى الشوق الكبير الذي تعتمر به قلوبهم رغبة في طلعته البهية.
ولاريب أن عبارات الدعاء بدرجة من الوضوح لا تحتاج في بيان مفرداتها الى مزيد من البحث و التعمق فيها.... و إما مفردة "وليّاً" الواردة في الدعاء فيراد منها الابتهال الى الله ليتولى أمور الامام انطلاقا من كونه تعالى "ولي المؤمنين". ثم تشير فقرات الدعاء الى طلب المؤمنين من الله تعالى أن يكون الله تعالى قائداً و دليلاً و عيناً و موجها و مسدداً لحركة الإمام عليه السلام إلى غير ذلك من الفقرات الواضحة في الدعاء.
"إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب إمكانك، وأنت تعتقد أن لولاه ما خلق الله نفسك ولا أحدا من المكلفين في زمانه وزمانك، وأن اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه، و سبب لكل خير تبلغون إليه....".
ثم ان فقرات الدعاء تشير إلى مدى العلاقة بين الشيعة و إمامهم الغائب و عمق الولاء الراسخ له و الاخلاص لقضيته، مضافاً إلى الشوق الكبير الذي تعتمر به قلوبهم رغبة في طلعته البهية.
ولاريب أن عبارات الدعاء بدرجة من الوضوح لا تحتاج في بيان مفرداتها الى مزيد من البحث و التعمق فيها.... و إما مفردة "وليّاً" الواردة في الدعاء فيراد منها الابتهال الى الله ليتولى أمور الامام انطلاقا من كونه تعالى "ولي المؤمنين". ثم تشير فقرات الدعاء الى طلب المؤمنين من الله تعالى أن يكون الله تعالى قائداً و دليلاً و عيناً و موجها و مسدداً لحركة الإمام عليه السلام إلى غير ذلك من الفقرات الواضحة في الدعاء.
الجواب التفصيلي
من أهم الوظائف و المهام التي تقع على كاهل المنتظرين في زمن الغيبة الدعاء بتعجيل فرج الإمام و ظهوره عليه السلام و سلامته من طوارق الحدثان. و الجدير بالذكر أن الدعاء هنا يصح - كسائر نصوص الأدعية- الاتيان به بأيّ نصّ يختاره الداعي و لا يشترط فيه نصّا خاصّا في هذا المجال؛ لأنّ المهم هو روح الدعاء و مغزاه الأصلي شريطة أنْ تتوفر شروط الدعاء و سننه التي أرشد اليها المعصومون عليهم السلام، مع الأخذ بعين الاعتبار القيمة الكبرى للأدعية الصادرة عن أهل البيت (ع). و منها الدعاء المأثور في سلامة الإمام المهدي (عج) المروي في الكثير من المصادر باختلافات يسيرة، من قبيل:
ألف: الكليني، عن مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّالِحِينَ (ع) قَالَ تُكَرِّرُ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا الدُّعَاءَ سَاجِداً وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَ كَيْفَ أَمْكَنَكَ وَ مَتَى حَضَرَكَ مِنْ دَهْرِكَ تَقُولُ بَعْدَ تَحْمِيدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ (ص): اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّك....[1]
و من الواضح ووجود حلقات[2] من السند لم تذكر بين الكليني و محمد بن عيسى تتمثل في كلّ من: أحمد بن محمد العاصمي، و علي بن حسن بن فضّال. و قد رواه الكليني في خصوص دعاء ليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان مع الاشارة إلى جواز قراءته في سائر ليالي الشهر بلْ في تمام العمر.[3]
ب: رواه السيّد ابن طاووس في "إقبال الأعمال" عن جماعة من اصحابه منهم ابن أبي قُرّة باسناده عن علي بن حسن بن علي بن فضّال عن محمد بن عيسى بن عُبَيد باسناده عن المعصومين.[4] و قد روى الدعاء بخصوص الليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان مع الاشارة الى استحباب قراءته في سائر أيام الشهر أيضاً.
ج. رواه الكفعمي في المصباح[5] و البلد الأمين[6] مرسلا.
د. و رواه الكفعمي مرسلا عن النبي الأكرم (ص) في كتاب البلد الامين تحت عنوان "كنز العرش".[7]
و الرواية رغم امكان المناقشة في سندها إلا أنّ مفادها ينسجم تمام الانسجام مع الفطرة و المنهج العقلائي و يعد من أفضل مصاديق الدعاء التي يهتم الانسان المؤمن بتحقيقيها، و من هنا نرى السيّد علي بن موسى بن طاووس المتوفى سنة 664هـ بعد إيراده لبعض الروايات الواردة حول الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب یقول:
"إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب إمكانك، وأنت تعتقد أن لولاه ما خلق الله نفسك ولا أحدا من المكلفين في زمانه وزمانك، وأن اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه، و سبب لكل خير تبلغون إليه، فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحدا من الخلائق في الولاء و الدعاء له بأبلغ الإمكان، و أحضر قلبك و لسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، و إياك أن تعتقد إنني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك، هيهات هيهات، إن اعتقدت هذا فأنت مريض في اعتقادك و ولائك، بل إنما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك و إحسانه الجسيم إليك، و لأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك و لمن يعزّ عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جلّ جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأنّ أبواب قبول الدعوات قد غلقتها أيها العبد بإغلاق الجنايات، فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء و الأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك و لمن تدعو له في زمرة فضله و تتسع رحمة الله جل جلاله لك و كرمه و عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.
ولا تقل فما رأيت فلانا و فلانا من شيوخك الذين تقتدي بهم بما أقول يعملون و ما وجدتهم إلا و هم عن مولانا الذي أشرت إليه صلوات الله عليه غافلون و له مهملون، فأقول لك: اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح، و من أهمل مولانا و غفل عما ذكرت عنه فهو و الله الغلط الفاضح.
و ينبع على ما ذكرناه من طريق ما رويناه ما ذكره جدّي أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه في كتاب المصباح و ما ذكره محمد بن أبي قرة أطول دعاء، و إنما نذكره برواية جدّي أبي جعفر الطوسي.
قال ما هذا لفظه:
محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام قال: تكرر في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا و قائما و قاعدا و على كل حال، و في الشهر كله، و كيف أمكنك، و متى حضرك من دهرك. تقول بعد تحميد الله تعالى و الصلاة على النبي محمد (ص): أللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا .
أقول فكيف ترى هذا الأمر منهم عليهم أفضل السلام هل هو كما أنت عليه من التهوين بشرف هذا المقام و لا تتوقف عن الإكثار من الدعاء له صلوات الله عليه و لمن يجوز الدعاء له في المفروضات.[8]
و الجدير بالذكر أنه وقع بعض الاختلاف بين الشائع بين المؤمنين من نص الدعاء و بين ما ورد في متن الحديث في بعض الفقرات، منها:
ما جاء في بعض المصادر و في رواية الكافي : اللهم كن لوليك فلان بن فلان[9]. حيث لم يصرح بذكر أسم الإمام عجل الله فرجه؛ و لكن لا ضير في ذلك مع ملاحظة متن الدعاء و سنده اللذين يكشفان عن كون العبارة من قبيل الكناية عنه عليه السلام و التي استبدلت اليوم بعبارة "الحجة ابن الحسن"، و من هنا نرى الكفعمي و السيد ابن طاووس ذكرا النصّ التالي: «اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ الْحُجَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِي»[10] و «اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِي».[11]
و الفرق الآخر هو أن رواية الكافي جاء فيها مفردة "وعونا" قبل مفردة "وعيناً" و كذلك تغير مكان كلمة و"قائداً" و لعل ذلك من اختلاف النسخ مع عدم تغير المعنى بهذا الفوارق الطفيفة.
شرح الدعاء
تشير فقرات الدعاء إلى مدى العلاقة بين الشيعة و إمامهم الغائب و عمق الولاء الراسخ له و الاخلاص لقضيته، مضافا الى الشوق الكبير الذي تعتمر به قلوبهم رغبة في طلعته البهية.
ولاريب أن عبارات الدعاء بدرجة من الوضوح لا تحتاج في بيان مفرداتها الى مزيد من البحث و التعمق فيها، فعبارة "«اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّك َ الْحُجَّةِ بن الحَسَن ـ صَلَواتُك علیه و علی آبائه ـ في هذه السّاعَةِ و في کُلّ ساعَة» واضحة جداً سوى مفردة الحجّة التي استعملت في الادبيات الدينية عامة و القرآنية خاصة[12] في معنى خاص يعني: ما يحتج به الله تعالى على عباده و يرتب ثوابه و عقابه وفقا له.[13] أما فقرة "الحجة بن الحسن" فهي صريحة في كون المدعو له هو الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام خاتم الحجج المعصومين من آل بيت النبي الأكرم (ص)؛ و إما مفردة "وليّاً" الواردة في الدعاء فيراد منها الابتهال الى الله ليتولى أمور الامام[14] انطلاقا من كونه تعالى "ولي المؤمنين".[15] ثم تشير فقرات الدعاء الى طلب المؤمنين من الله تعالى أن يكون الله تعالى قائداً و دليلاً و عيناً و موجها و مسدداً لحركة الامام عليه السلام الى غير ذلك من الفقرات الواضحة في الدعاء.
ألف: الكليني، عن مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّالِحِينَ (ع) قَالَ تُكَرِّرُ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا الدُّعَاءَ سَاجِداً وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَ كَيْفَ أَمْكَنَكَ وَ مَتَى حَضَرَكَ مِنْ دَهْرِكَ تَقُولُ بَعْدَ تَحْمِيدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ (ص): اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّك....[1]
و من الواضح ووجود حلقات[2] من السند لم تذكر بين الكليني و محمد بن عيسى تتمثل في كلّ من: أحمد بن محمد العاصمي، و علي بن حسن بن فضّال. و قد رواه الكليني في خصوص دعاء ليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان مع الاشارة إلى جواز قراءته في سائر ليالي الشهر بلْ في تمام العمر.[3]
ب: رواه السيّد ابن طاووس في "إقبال الأعمال" عن جماعة من اصحابه منهم ابن أبي قُرّة باسناده عن علي بن حسن بن علي بن فضّال عن محمد بن عيسى بن عُبَيد باسناده عن المعصومين.[4] و قد روى الدعاء بخصوص الليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان مع الاشارة الى استحباب قراءته في سائر أيام الشهر أيضاً.
ج. رواه الكفعمي في المصباح[5] و البلد الأمين[6] مرسلا.
د. و رواه الكفعمي مرسلا عن النبي الأكرم (ص) في كتاب البلد الامين تحت عنوان "كنز العرش".[7]
و الرواية رغم امكان المناقشة في سندها إلا أنّ مفادها ينسجم تمام الانسجام مع الفطرة و المنهج العقلائي و يعد من أفضل مصاديق الدعاء التي يهتم الانسان المؤمن بتحقيقيها، و من هنا نرى السيّد علي بن موسى بن طاووس المتوفى سنة 664هـ بعد إيراده لبعض الروايات الواردة حول الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب یقول:
"إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب إمكانك، وأنت تعتقد أن لولاه ما خلق الله نفسك ولا أحدا من المكلفين في زمانه وزمانك، وأن اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه، و سبب لكل خير تبلغون إليه، فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحدا من الخلائق في الولاء و الدعاء له بأبلغ الإمكان، و أحضر قلبك و لسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، و إياك أن تعتقد إنني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك، هيهات هيهات، إن اعتقدت هذا فأنت مريض في اعتقادك و ولائك، بل إنما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك و إحسانه الجسيم إليك، و لأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك و لمن يعزّ عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جلّ جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأنّ أبواب قبول الدعوات قد غلقتها أيها العبد بإغلاق الجنايات، فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء و الأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك و لمن تدعو له في زمرة فضله و تتسع رحمة الله جل جلاله لك و كرمه و عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.
ولا تقل فما رأيت فلانا و فلانا من شيوخك الذين تقتدي بهم بما أقول يعملون و ما وجدتهم إلا و هم عن مولانا الذي أشرت إليه صلوات الله عليه غافلون و له مهملون، فأقول لك: اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح، و من أهمل مولانا و غفل عما ذكرت عنه فهو و الله الغلط الفاضح.
و ينبع على ما ذكرناه من طريق ما رويناه ما ذكره جدّي أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه في كتاب المصباح و ما ذكره محمد بن أبي قرة أطول دعاء، و إنما نذكره برواية جدّي أبي جعفر الطوسي.
قال ما هذا لفظه:
محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام قال: تكرر في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا و قائما و قاعدا و على كل حال، و في الشهر كله، و كيف أمكنك، و متى حضرك من دهرك. تقول بعد تحميد الله تعالى و الصلاة على النبي محمد (ص): أللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا .
أقول فكيف ترى هذا الأمر منهم عليهم أفضل السلام هل هو كما أنت عليه من التهوين بشرف هذا المقام و لا تتوقف عن الإكثار من الدعاء له صلوات الله عليه و لمن يجوز الدعاء له في المفروضات.[8]
و الجدير بالذكر أنه وقع بعض الاختلاف بين الشائع بين المؤمنين من نص الدعاء و بين ما ورد في متن الحديث في بعض الفقرات، منها:
ما جاء في بعض المصادر و في رواية الكافي : اللهم كن لوليك فلان بن فلان[9]. حيث لم يصرح بذكر أسم الإمام عجل الله فرجه؛ و لكن لا ضير في ذلك مع ملاحظة متن الدعاء و سنده اللذين يكشفان عن كون العبارة من قبيل الكناية عنه عليه السلام و التي استبدلت اليوم بعبارة "الحجة ابن الحسن"، و من هنا نرى الكفعمي و السيد ابن طاووس ذكرا النصّ التالي: «اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ الْحُجَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِي»[10] و «اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِي».[11]
و الفرق الآخر هو أن رواية الكافي جاء فيها مفردة "وعونا" قبل مفردة "وعيناً" و كذلك تغير مكان كلمة و"قائداً" و لعل ذلك من اختلاف النسخ مع عدم تغير المعنى بهذا الفوارق الطفيفة.
شرح الدعاء
تشير فقرات الدعاء إلى مدى العلاقة بين الشيعة و إمامهم الغائب و عمق الولاء الراسخ له و الاخلاص لقضيته، مضافا الى الشوق الكبير الذي تعتمر به قلوبهم رغبة في طلعته البهية.
ولاريب أن عبارات الدعاء بدرجة من الوضوح لا تحتاج في بيان مفرداتها الى مزيد من البحث و التعمق فيها، فعبارة "«اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّك َ الْحُجَّةِ بن الحَسَن ـ صَلَواتُك علیه و علی آبائه ـ في هذه السّاعَةِ و في کُلّ ساعَة» واضحة جداً سوى مفردة الحجّة التي استعملت في الادبيات الدينية عامة و القرآنية خاصة[12] في معنى خاص يعني: ما يحتج به الله تعالى على عباده و يرتب ثوابه و عقابه وفقا له.[13] أما فقرة "الحجة بن الحسن" فهي صريحة في كون المدعو له هو الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام خاتم الحجج المعصومين من آل بيت النبي الأكرم (ص)؛ و إما مفردة "وليّاً" الواردة في الدعاء فيراد منها الابتهال الى الله ليتولى أمور الامام[14] انطلاقا من كونه تعالى "ولي المؤمنين".[15] ثم تشير فقرات الدعاء الى طلب المؤمنين من الله تعالى أن يكون الله تعالى قائداً و دليلاً و عيناً و موجها و مسدداً لحركة الامام عليه السلام الى غير ذلك من الفقرات الواضحة في الدعاء.
[1]. کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 4، ص 162، تهران، دار الکتب الإسلامیة، چاپ چهارم، 1407ق.
[2]. و سند الحديث هذا معلق على سند الحديث الثاني (قسم ادعية العشرة الاخيرة من شهر رمضان).
[3]. الكافي، ج4، ص 162.
[4]. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، ج 1، ص 85، طهران، دار الکتب الإسلامية، الطبعة الثانية، 1367ش.
[5]. الکفعمي، إبراهیم بن علي، المصباح (جنة الأمان الواقية و جنة الإیمان الباقیة)، ص 586، قم، دار الرضي (زاهدي)، الطبعة الثانية، 1405ق.
[6]. الکفعمي، إبراهيم بن علي، البلد الأمين و الدرع الحصین، ص 203، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الأولى، 1418ق.
[7]. نفس المصدر، ص 360.
[8]. ابن طاووس، فلاح السائل، ص44-45، انتشارت مكتب الاعلام الإسلامي، مدينة قم المقدسة.
[9]. الكافي، ج 4، ص 162؛ البلد الأمين و الدرع الحصين، ص 203.
[10]. إقبال الأعمال، ج 1، ص 85.
[11]. المصباح(جنة الأمان الواقية)، ص 586.
[12]. النساء، 165؛ الأنعام، 149.
[13]. انظر: جمیل حمود، محمد، الفوائد البهية فی شرح عقائد الإمامية، ج 1، ص 277 – 279، بیروت، مؤسسة الأعلمي، الطبعة الثانية، 1421ق.
.[15] آل عمران، 68.