بیّنت الآیة 31 من سورة النور و کثیر من الروایات قضیة الحجاب و حدودها حیث قال الله تعالی فی هذه الآیة المبارکة: «وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا یُبْدینَ زینَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُیُوبِهِنَّ وَ لا یُبْدینَ زینَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنی إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنی أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعینَ غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا یَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ ما یُخْفینَ مِنْ زینَتِهِن».
و قد رود فی کتاب الکافی الکثیر من الروایات التی تتحدث عن الحجاب و حدوده و تعرضت الی ما یجوز للمرأة کشفه.
روی مَسْعَدَةَ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَراً وَ سُئِلَ عَمَّا تُظْهِرُ الْمَرْأَةُ مِنْ زِینَتِهَا؟ قَالَ: "الْوَجْهَ وَ الْکَفَّیْنِ".
من الجدیر بالذکر ان جواز کشف المرأة لوجهها، انما یجوز اذا کان غیر مزین بالمساحیق و مواد التجمیل و المکیاج، نعم یستثنى من ذلک التزیین الجزئی؛ مثل اصلاح الوجه و الحاجب بحیث لا یعد فی نظر العرف الاجتماعی تجملاً.
لقد نال الحجاب و ستر المرأة و عفتها اهمیة کبیرة فی القرآن الکریم و ذلک للأهمیة الکبیرة لهذه المسألة فی البعد التربوی و الاجتماعی. فقد اشارت سورة النور الآیة 31 بشکل واضح حیث جاء فیها: «وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا یُبْدینَ زینَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُیُوبِهِنَّ وَ لا یُبْدینَ زینَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنی إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنی أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعینَ غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا یَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ ما یُخْفینَ مِنْ زینَتِهِن».[1]
یعتقد الکثیر بأن الوجه و الکفیّن مسثناة من الحجاب و ذلک لوجود أدلّة تثب ذلک، و هناک قرائن فی الآیة الشریفة تؤید هذا الاستثناء:
أ. استثناء الزینة الظاهر فی الآیة السابقة، سواء دلت على أنّها تقصد موضع الزینة أو الزینة ذاتها، تکشف عن عدم وجوب تغطیة الوجه و الکفین.
ب. إن حکم الآیة السابقة بوجوب رمی أطراف خمار المرأة على طرفی الیاقة یفهم منه تغطیة جمیع أجزاء الرأس و الرقبة و الصدر. و لم یتحدث هذا الحکم عن تغطیة الوجه، و هذا دلیل آخر على هذا الرأی.
و لإیضاح ذلک نقول: کانت بعض نساء العرب یلبسن الخمار و یرمین طرفیة على الکتفین بشکل تبقى الرقبة و جزء من الصدر مکشوفین، و قد أصلح الإسلام هذه الحالة، فأمر بتغطیة الرقبة و الصدر برمی طرفی الخمار على جانبی یاقة الثوب، لتبقى دائرة الوجه وحدها مکشوفة.[2]
و هناک روایات کثیرة عن الائمة الأطهار (ع) تبین المراد من الآیة المبارکة و کیفیة الحجاب و مقداره.
عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنِ الذِّرَاعَیْنِ مِنَ الْمَرْأَةِ أَ هُمَا مِنَ الزِّینَةِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى (وَ لا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ) قَالَ: نَعَمْ وَ مَا دُونَ الْخِمَارِ مِنَ الزِّینَةِ وَ مَا دُونَ السِّوَارَیْنِ».[3]
و روی مَسْعَدَةَ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَراً وَ سُئِلَ عَمَّا تُظْهِرُ الْمَرْأَةُ مِنْ زِینَتِهَا؟ قَالَ: "الْوَجْهَ وَ الْکَفَّیْنِ".[4]
و فی الختام یجب ان نشیر الی نقطتین:
1. ان جواز کشف المراة لوجها، انما یجوز اذا کان غیر مزین بالمساحیق و مواد التجمیل و المکیاج، نعم یستثنى من ذلک التزیین الجزئی؛ مثل اصلاح الوجه و الحاجب بحیث لا یعد فی نظر العرف الاجتماعی تجملاً و لا یکون مفسدة للناس.[5]
2. عند ما یجوّز الفقهاء اظهار الوجه و الکفین لایعنی ذلک أن النظر الی هذه الأعضاء خالیا من الاشکال الشرعی، اذ لا ملازمة بین الامرین، و ان ما بحثناه هنا هو مسالة الستر فقط.[6]
[1] النور، 31.
[2] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج 11، ص 87.
[3] الکافی، ج 5 ، ص 521.
[4] وسائلالشیعة، ج ،20 ص 202، رقم الحدیث 25429، بَابُ مَا یَحِلُّ النَّظَرُ إِلَیْهِ مِنَ الْمَرْأَةِ بِغَیْرِ تَلَذُّذٍ وَ تَعَمُّدٍ وَ مَا لَا یَجِبُ عَلَیْهَا سَتْرُهُ.
[5] انظر: استفتاءات الامام الخمینی، ج 3، ص 256، السؤال 33و 34؛ انظر: توضیح المسائل المحشی، ج 2، ص 929؛ انظر: سؤال رقم 1185 و 1560.
[6] راجع کتاب مسألة الحجاب للشهید مطهری، ص 164 – 335.