بعض ما طرح فی هذا السؤال دلیل على الدخول فی مرحلة البلوغ و الشباب، و الإنسان فی هذه المرحلة کثیراً ما یقع تحت تأثیر الآخرین على صعید الفکر و السلوک، و هذه المسألة طبیعیة إلى حدٍ ما، لأن الشباب لا یرید أن یظهر نقاط ضعفه و یحاول أن یجعل من شخصه محبوباً و ممدوحاً لدى الآخرین. و معتمداً على نفسه و قدراته.
و هناک عوامل مهمة تساعد على إیجاد الثقة بالنفس و الاعتماد علیها، الذی یترتب علیه الهدوء و الاطمئنان منها: معرفة النفس و احترام النفس و إعطاءها قیمتها، أی عدم استصغار النفس و الاستهانة بها.
بعض ما طرح فی هذا السؤال دلیل على الدخول فی مرحلة البلوغ و الشباب، و الإنسان فی هذه المرحلة کثیراً ما یقع تحت تأثیر الآخرین على صعید الفکر و السلوک، و هذه المسألة طبیعیة إلى حدٍ ما، لأن الشباب لا یرید أن یظهر نقاط ضعفه و یحاول أن یجعل من شخصه محبوباً و ممدوحاً لدى الآخرین. و معتمداً على نفسه و قدراته.
و إلى هنا فالأمر جید و مطلوب، لأن الإنسان بإمکانه أن ینظر إلى معاییر الصلاح من جهة و إلى نفسه بمنظار الصالحین من جهة أخرى، فیرتقی بنفسه على أساس هذه القیم و المبادئ إلى مراتب الصلاح، و من الممکن أن یکون الأمر خطراً بالنسبة إلى الشباب، و ذلک عند ما یکون الشاب محاطاً بأصحاب السوء من جهة، و یحاول ألا یظهر نفسه ضعیفاً أمامهم من جهة أخرى، فقد ینجر إلى مجاراتهم و إظهار القدرة على فعل ما یفعلون، فیحکم معاییرهم على سلوکه، و حینها ینزلق إلى الإنحراف بسرعة، و مرد ذلک إلى عدة عوامل منها التربیة العائلیة و غیرها و قد ینجر ذلک الى حد الافراط فی التبعیة و التقلید، و فی هذه الحالة یفقد الإنسان هدوءه و توازنه، و یعتریه الإحساس فی کل لحظة أنه یعیش للآخرین، فیقدم آراءهم فیه على رأیه فی نفسه، فیشعر بالضیق و الاحتقان، لأنه یرید أن یرى الجمیع راضین عنه.
و على أی حال یمکن مراعاة الأمور التالیة لحل المشکلة:
1ـ الهدوء و الاعتماد على النفس:
الاعتماد على النفس یعنی الثقة بها و بقدراتها على إنجاز الأعمال[1]. و الإسلام یقدم للإنسان أعظم و أغنى الدروس على صعید الثقة بالنفس و الاعتزاز بها من خلال تعالیمه و نصوصه. و من مصادیق ذلک الحث على الاستقلال و عدم الاحتیاج إلى الآخرین، الذی ینطلق من أحاسیس الإنسان و مشاعره الفطریة.
و قد علق القرآن سعادة کل إنسان بعمله و سعیه و لیس له إلا ما یزاوله من عمل و ما یبذله من جهد، و لا یتحقق هذا إلا من خلال الإیمان بالنفس و الثقة بها، «کل نفسٍ بما کسبت رهینة»[2].
2ـ الإحساس بقیمة النفس: أی احترام النفس و النظر إلیها بإیجابیة، فالإسلام یراعی مسألة العزة و الکرامة فی جمیع تعالیمه و أنظمته العبادیة و الأخلاقیة و الاقتصادیة و السیاسیة و غیرها و لم یقبل التنازل عنها تحت أی ظرفٍ أو حال. یقول الإمام الصادق(ع): «إن الله عز و جل فوض إلى المؤمن أموره کلها، و لم یفوض إلیه أن یکون ذلیلاً»[3].
یقول أبراهام مازلو: « جمیع الناس یحتاجون إلى عزة النفس، و احترام أنفسهم و الآخرین ... »[4].
3ـ معرفة النفس: إن الإیمان بالنفس یتوقف على معرفة الجوانب الإیجابیة التی تتمتع بها و القدرات و المواهب الکامنة فیها[5]. و أما النظرة السلبیة إلى النفس و الاستخفاف بقدراتها و إمکاناتها فإنه یسلب الإنسان الهدوء و الإطمئنان کما یتسبب فی عدم التحرر الداخلی الذاتی، مما یفقد الإنسان توازنه الروحی و النفسی، و یحمله على الفرار من المسؤولیة[6].
4ـ علیک أن تجعل الحق معیاراً لقبول أو رد نظریات الآخرین و آرائهم و لننظر فی هذه الکلمة الذهبیة للإمام المعصوم(ع). یخاطب الإمام موسى بن جعفر هشام بن الحکم قائلاً: «یا هشام، لو کان فی یدک جوزة و قال الناس: لؤلؤة، ما کان ینفعک و أنت تعلم أنها جوزة، و لو کان فی یدک لؤلؤة و قال الناس: أنها جوزة، ما ضرک و أنت تعلم أنها لؤلؤة (فلا تحزن)»[7].
5ـ ثق أن الآخرین أناس مثلک و جمیع البشر یعتریهم النقص و الضعف فی کثیر من جوانب حیاتهم، و اعلم أنه لا وجود للإنسان الکامل سوى المعصوم.
6ـ إن الآخرین من الأصدقاء و الأصحاب( و خاصة الشباب منهم) ینظرون الیک کنظرتک الیهم و یؤلنک اهمیة کما تلویهم انت.
7- اذا أردت الهدوء و الاطمئنان فضع قلبک فی ید الباری تعالى، یقول تعالى: « أَلَا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»[8].
للاطلاع: یراجع الجواب 4658 (الموقع: 5559) (التربیة و استقلال الفکر و العقل) و 525 (الموقع: 572) (أسالیب تقویة الإرادة) و 6298 (الموقع: 6520) عوامل تخفیف التوتر.
[1]معین، محمد؛ المعجم الفارسی، ج 2، ص 2406؛ مصباح یزدی، محمد تقی، راهیان کوی دوست، ص 15 مرکز منشورات مؤسسة دراسات و أبحاث الإمام الخمینی، الطبعة الثالثة، 1376.
[2]المدثر، 38.
[3]الکلینی، محمد بن یعقوب، فروع الکافی، ج 5، ص 63، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الثانیة، 1362.
[4]آبراهام مازلو، روان شناس شخصیت سالم، ترجمة، رویجردان، شیوا، ص 154.
[5]سبحانی نیا، محمد، الشباب و الاعتماد على النفس، ص64، مرکز طبع ونشر مکتب التبلیغات الإسلامیة الحوزة العلمیة، قم، الطبعة الأولى، 1387.
[6]منوچهریان، برویز، عقدة الحقارة، ص 5، منشورات کوتنبرک.
[7] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 1، ص 136، موسسه الوفاء، بیروت، 1404 هـ ق.
[8]الرعد، 28.