ورد الحدیث المذکور فی کتاب میزان الحکمة نقلا عن کتاب " الغیبة" للنعمانی، حیث عقد النعمانی باباً تحت عنوان "باب ما جاء فی ذکر أحوال الشیعة عند خروج القائم (ع) و قبله و بعده" نقل فیه عن أحمد بن محمد بن سعید ابن عقدة، قال: حدثنا حمید بن زیاد عن علی بن الصباح، قال: حدثنا أبو علی الحسن بن محمد الحضرمی، قال: حدثنی جعفر بن محمد، عن إبراهیم بن عبد الحمید، قال: أخبرنی من سمع أبا عبد الله (ع) یقول: " إذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من کان یرى أنه من أهله و دخل فیه شبه عبدة الشمس و القمر"[1].
و الحدیث بالرغم من وثاقة رجاله المذکورین الا أنه مرسل لعدم ذکر الواسطة بین إبراهیم بن عبد الحمید الذی هو من أصحاب الامام الکاظم (ع) و بین الامام الصادق (ع).
اما بالنسبة الى الدلالة فالحدیث یدل على أن بعض شیعة الامام (عج) الذی یظنون أنهم من الموالین له و السائرین على نهجه یتخلفون عن رکبه المبارک و لم یؤمنوا به عند ظهوره الشریف (فلا یطیقون ولایته)، لکن فی المقابل تجد هناک من هو على منهج آخر و دین غیر الدین الاسلامی کعبدة الشمس و القمر (من المشرکین) یتجلى لهم الحق و تنکشف لهم الحقیقة فیؤمنوا به و یسیرون ضمن رکبه متبعین له و مدافعین عنه (عج).
فالظاهر أن الروایة تتحدث عن صنف من الناس یدعون الولاء لکنهم عند الابتلاء و الاختبار و عند حلول وقت العمل و زمان التبعیة الحقیقیة لأوامره و نواهیة تراهم ینکصون و لا یتحملون ذلک فلم ینالوا الفلاح و السعادة، بل ربما یقعون فی الهلکة و قد یقفوا فی وجه جیش الحق محاربین له!. و لکن فی المقابل تجد طائفة من الناس المستضعفین فکریاً (من الکافرین و المشرکین) الذین عانوا من الظلم و اللاعدالة عندما یرون حکومة الامام و عدله یؤمنون به و یدخلون تحت رایته المبارکة.
و الجدیر بالذکر أن العلامة المجلسی نقل نفس الروایة لکن باختلاف فی العبارة، حیث ورد فیها: "إِذا خرج القَائمُ خرجَ من هذا الأَمر مَنْ کَان یرى أَنَّهُ من أَهْله و دخل فی سُنَّةِ عبدةِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَر"[2].
یعنی أن المتظاهرین بالایمان لا انهم لا ینصرون الامام فحسب بل یرتدون عن الدین و یلتحقون برکب الکافرین و المشرکین!.
ففی حقیقة الأمر إن الحدیث یشیر الى الشدائد و المصائب الکثیرة التی تحدث عند ظهور الامام (عج) بحیث یضل فیها من لم یتسلح بسلاح الایمان و التقوى و العمل الصالح.