النص الذی أشرت إلیه فی سؤالک هو مقطع من کتاب طرائف باسم "الأسرار اللطیفة و الکسیلة" منسوب لشخص هو "أبو الحسن الکسلانی" ومع ما بذلناه من جهد و البحث الکثیر فی کتب الأعلام و فهارس الکتب المعتبرة لعلماء الشیعة من قبیل: «الذریعة إلى تصانیف الشیعة» و «أعیان الشیعة» و «موسوعة طبقات الفقهاء» و «مستدرکات أعیان الشیعة» و «أملالآمل» لم نجد أثراً لهذا الکتاب و مؤلفه. فعلیه إن هذا الکتاب و مؤلفه غیر معروفین بل حتى لم یحرز وجودهما. ون اجل التعرف على آراء الخواجة نصیر الدین الطوسی یجب أن نرجع إلى الکتب التی ألّفها فی موضوع الأخلاق مثل أخلاق ناصری و أوصاف الأشراف و الأدب الوجیز للولد الصغیر و غیرها.
بالإضافة إلى ذلک، إن أحکام الإسلام و تعالیمه من آیات القرآن إلى روایات المعصومین (ع) و کذلک سیرة النبی الأعظم (ص) و الأئمة (ع) الذین هم خلفاؤه بالحق هی بمرأى و مسمع الناس و لا حاجة فی التعرّف على الإسلام الواقعی و الأخلاق الإسلامیة إلى کتاب منسوب إلى أحد تلامذة الخواجة نصیر، على فرض وجوده.
النص الذی أشرت إلیه فی سؤالک هو مقطع من کتاب طرائف باسم "أسرار اللطیفة و الکسیلة" منسوب لشخص هو "أبو الحسن الکسلانی" ومع ما بذلناه من جهد و البحث الکثیر فی کتب الأعلام و فهارس الکتب المعتبرة لعلماء الشیعة من قبیل: «الذریعة إلى تصانیف الشیعة» للشیخ آقا بزرگ الطهرانی فی 25 مجلداً و «أعیان الشیعة» للسید محسن الأمین فی 11 مجلداً و «موسوعة طبقات الفقهاء» للشیخ جعفر السبحانی فی 15 مجلداً و «مستدرکات أعیان الشیعة» للسید حسن الأمین فی 7 مجلدات و «أملالآمل» للشیخ الحر العاملی فی مجلدین لم نجد أثرا لهذا الکتاب و مؤلفه. فلو کان هذا الشخص من تلامذة الخواجة نصیر الدین الطوسی (من علماء القرن السابع الهجری) لذکر اسمه و کتابه فی أحد هذه الکتب. إذن هذا الکتاب و مؤلفه غیر معروفین کما أن أصل وجود هذا الشخص بصفته أحد تلامذة الخواجة نصیر الدین الطوسی أمر غیر ثابت ولا یمکن الاستناد إلیه أبدا کما أنه لا یمکن نسبة هذا الکلام إلى الخواجة نصیر الدین الطوسی. بل یجب أن نعرف غرض الکاتب و دوافعه فی کتابة هذا الکتاب الفکاهی. ومن الواضح أن التعرف على آراء الخواجة نصیر الدین الطوسی یوجب الرجوع إلى الکتب التی ألّفها فی موضوع الأخلاق مثل أخلاق ناصری و أوصاف الأشراف و الأدب الوجیز للولد الصغیر، و غیرها.
بالإضافة إلى ذلک، إن أحکام الإسلام و تعالیمه من آیات القرآن إلى روایات المعصومین (ع) و کذلک سیرة النبی الأعظم (ص) و الأئمة (ع) الذین هم خلفاؤه بالحق هی بمرأى و مسمع الناس و لا حاجة فی التعرّف على الإسلام الواقعی و الأخلاق الإسلامیة إلى کتاب منسوب إلى أحد تلامذة الخواجة نصیر، على فرض وجوده.
لقد قال النبی (ص) فی إحدى وصایاه النورانیة: "یا علی ما کرهته لنفسک فاکره لغیرک"[1] إن هذه الجملة سند محکم على مدى اهتمام الإسلام بحقوق جمیع الناس من المسلمین و غیرهم.
و هذا أمیر المؤمنین (ع) حیث کتب فی رسالته إلى مالک الأشتر فی حق الناس من المسلمین وغیرهم: "وَ أَشْعِرْ قَلْبَکَ الرَّحْمَةَ بِالرَّعِیَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ وَ لا تَکُونَنَّ عَلَیْهِمْ سَبُعاً ضَارِیاً تَغْتَنِمُ أَکْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَکَ فِی الدِّینِ وَ إِمَّا نَظِیرٌ لَکَ فِی الْخَلْقِ"[2]
ألم یتألم أمیر المؤمنین (ع) و إمامنا الأول من الظلم و التعدی الذی ارتکب تجاه إمرأة ذمیّة ما أدّى إلى صدور هذا الکلام من قلبه الحزین: "وَ لَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ کَانَ یَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَیَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلُبَهَا وَ قَلَائِدَهَا وَ رُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ وَ الِاسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِینَ مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ کَلْمٌ وَ لَا أُرِیقَ لَهُمْ دَمٌ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا کَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ کَانَ بِهِ عِنْدِی جَدِیرا"[3]
و کذلک روی فی أحوال أمیر المؤمنین (ع) أنه مَرّ شَیْخٌ مَکْفُوفٌ کَبِیرٌ یَسْأَلُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (ع): مَا هَذَا؟! فَقَالُوا: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَصْرَانِیٌّ. فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (ع): اسْتَعْمَلْتُمُوهُ حَتَّى إِذَا کَبِرَ وَ عَجَزَ مَنَعْتُمُوهُ أَنْفِقُوا عَلَیْهِ مِنْ بَیْتِ الْمَالِ.[4] کل هذا جزء من مجموعة تعالیم الإنسان فی مراعاة حقوق غیر المسلمین.
ثم إن الإسلام لم یأمر بمراعاة العدل و الإنصاف و الرحمة مع جمیع الناس فحسب بل له وصایا فریدة فی رعایة الحیوانات و الرفق بها. فقد قال الرسول الأکرم (ص): "إن الله یحب الرفق و یعین علیه فإذا رکبتم الدواب العجف فأنزلوها منازلها فإن کانت الأرض مجدبة فألحوا علیها و إن کانت مخصبة فأنزلوها منازلها."[5]
و قد جاء فی حدیث آخر: أن النبی (ص) أبصر ناقة معقولة و علیها جهازها فقال: أین صاحبها!! مروه فلیستعد غدا للخصومة.[6]
فهل یمکن لدین حساس تجاه حقوق الحیوانات بهذه الدرجة حیث جعل برّهم و الرفق بهم فی مجموعة تعالیمه أن نتّهمه بهذه الأمور المکتوبة فی هذا الموضوع المجعول؟ لا شک فی أن هذه المضامین لم تصدر من الخواجة نصیر الدین الطوسی و لا من تلامذته. و لیس ببعید أن مثل هذه المضامین من جعل أعداء الإسلام و خصومه.
[1]. حسن بن شعبة الحرانی، تحف العقول، ص14، نشر جماعة المدرسین، قم 1404ق.
[2]. نهج البلاغة، الکتاب52، ص : 427.
[3]. نهج البلاغة، الخطبة 27.
[4]. تهذیبالأحکام ج : 6 ص : 293،حدیث18، عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ رَجُلٍ بَلَغَ بِهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (ع) قَالَ...
[5]. المحاسن، ج2، ص361، باب24 الرفق بالدابة و تعهدها، حدیث 87، عنه عن النوفلی عن السکونی عن أبی عبد الله عن آبائه عن علی (ع) قال قال رسول الله (ص)...
[6]. المحاسن ج : 2 ص : 361،- باب24 الرفق بالدابة و تعهدها ،حدیث 90، عنه عن النوفلی عن السکونی عن أبی عبد الله (ع) عن آبائه (ع)...