فی مقام الجواب عن سؤالکم نقول:
و إن کان الأنبیاء و الأئمة قد اصطفوا و اختیروا من بین الرجال و ذلک لأسباب مذکورة فی محلها، إلا أن هذا لا یعنی أن طریق الکمال المعنوی و الوصول إلى أعلى درجات القرب مسدود أمام النساء. و لذلک قد عرف الله سبحانه فی القرآن الکریم بعض النساء مثل مریم و آسیة مثلا للبشر.[1] و مما لا شک فیه أن مقامهما و منزلتهما کانت أفضل و أسمى من کثیر من الرجال حتى المؤمنین منهم.
یعتقد المسلمون و خاصة الشیعة أن هناک عدداً آخر من النساء یفوق مقامهن المعنوی على عموم المؤمنین و المؤمنات بکثیر.
إن أم المؤمنین خدیجة، زوج النبی (ص) و بنتها فاطمة (س) سیدة نساء العالمین، هما أفضل مَثَل للنساء اللاتی یجب على جمیع المؤمنین الاقتداء بسلوکهن و یجعلوهن قدوة لهم.
یعتقد الشیعة بأن موقع فاطمة (س) مقاماً رفیعاً. ویقول الإمام الصادق (ع) فی ذلک: "لَوْلا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى خَلَقَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (ع) لِفَاطِمَةَ مَا کَانَ لَهَا کُفْوٌ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ آدَمَ وَ مَنْ دُونَهُ".[2] و هذا یدل عند الشیعة على أفضلیتها على جمیع صحابة الرسول (ص).
طبعا إن کتب أهل السنة المعتبرة مملوءة بفضائل هذه المرأة العظیمة أیضا، من قبیل کونها بضعة من رسول الله (ص) من آذاها فقد آذى رسول الله[3] و هی سیدة النساء فی الجنة.[4]
فعلى هذا الأساس لیس من العجیب أن یعتقد المسلمون بأفضلیة فاطمة (س) على کثیر من الرجال.