إن الله الحکیم خلق کلاً من الرجل و المرأة لبعضهما البعض، و فی نظر الإسلام فإن کلاً منهما مکمل للآخر، لأن کل واحدٍ منهما یمثل علة لاستقرار الآخر و سد احتیاجاته العاطفیة و الروحیة و الجسدیة.
و من أجل تأمین احتیاجات الطرفین اختار الإسلام الزواج کإطار یضمن من خلاله تأمین هذه الاحتیاجات، و کل علاقة بین الرجل و المرأة لابد و أن تکون داخل هذا الإطار. و طبقاً لآراء بعض الفقهاء فإن رضا الأب شرطٌ فی صحة عقد الزواج. إلا فی الموارد التی یکون فیها رفض الأب خلافاً لمصلحة البنت.
و حیث إن الوالدین یحرصان دائماً على إرادة الخیر لأولادهم فالمستحسن السعی لحل المشکلة من خلال مساعدة أفراد یعرفون المصلحة من علماء المحلة و وجهائها.
نظر الإسلام إلى الرجل و المرأة یتلخص فی کونهما موجودین یکمل بعضهما البعض و أن کلاً منهما مخلوق لأجل الآخر، قال تعالى: «وَ مِنْ آَیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْکُنُوا إِلَیْهَا وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً».[1]
إحدى حاجات الرجل و المرأة لبعضهما الحاجة الجنسیة، و لکن سد هذا الاحتیاج یجب أن یکون فی إطار القوانین و التعالیم الإسلامیة، حتى لا تصاب العفة و الطهارة لدى الطرفین بما یشینها و ینتقص من طهارتها.
و قد عین الإسلام طریقاً و دائرة لرفع احتیاجات الرجل و المرأة الجنسیة و کل علاقة جنسیة بین الإثنین مهما کان نوعها و درجتها (اللمس و المداعبة) و ... لابد و أن تکون بعد إجراء عقد الزواج الدائم أو المنقطع، و حتى الشاب و الفتاة اللذان تمت الخطبة بینهما و لکن لم یجریا عقد الزواج بعد و قد قررا الزواج فی وقتٍ قریب لا یمکنهم الاتصال بأی نوع لإشباع بعض رغباتهما الجنسیة، حتى على مستوى الکلام الغرامی و المصافحة.
و على هذا الأساس فالواجب علیکما الاستغفار لما جرى بینکما فی الزمن الماضی و التوبة عما فات، و إن الله غفور رحیم ـ خصوصاً أن ما قمتما به کان على أساس الجهل و عدم العلم، فإذا کانت التوبة صادقة و جادة فإن الله سیغفر لکما إن شاء الله، و إذا کنتما محبین لبعضکما فبادرا إلى إجراء العقد لتکونا حرین فی علاقتکما.
أما إذا کان والدک غیر راضٍ بهذا الزواج فاعلمی أن الأبوین لا یریدان إلا الخیر و السعادة لأبنائهم، و أنهما یمتلکان تجارب قیمة فی هذا المیدان تعد من الکنوز التی ینتفع بها الأبناء، و لذلک لابد لکِ من الاطلاع و معرفة الأسباب التی تحمل أباک على عدم القبول لتستفیدی من تجاربه إلى أقصى حد، و إذا کنت قادرة على إقناعه بالأدلة و البراهین فبادری إلى ذلک، و إذا أصر على رفضه دون دلیلٍ مقنع علیک الاستعانة بالوجهاء و أهل التجربة فی العائلة أو العلماء المتواجدین فی المحلة لإقناعه و حل المشکلة.[2]