لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
فیما یخص الحادثة التی شاهدها، لابد من القول فی البدایة، أن الفقهاء تکلموا بخصوص تشکیل صف الجماعة فی کتبهم الفقهیة على النحو التالی:
1ـ لا ینبغی للمأموم أن یکون متقدماً على الإمام.[1]
2ـ یستحب للمأموم ـ إذا کان رجلاً واحداً ـ أن یقف الى جانب الإمام الأیمن[2] و على أساس الاحتیاط الواجب یتراجع قلیلاً عن موقف الإمام، و أما إذا کان المأمومون عدة أشخاص فیقفون خلف الإمام.[3]
و علیه فظاهر القضیة التی ذکرتها أن کلاً من المأموم الأول و الثانی عمل بتکلیفه المقرر.
و أما فیما یخص الشق الثانی من السؤال، و هل أن حرکة المأموم الأول حینماً جذبه المأموم الثانی یؤدی إلى إبطال صلاته أم لا؟ جوابه کما یقول الفقهاء: ان العمل الذی یمحو صورة الصلاة یکون مبطلاً لها، کالتصفیق و القفز فی الهواء و...[4].
یقول المرحوم السید محمد کاظم الیزدی الطباطبائی[5]: لا یضر المشی فی الصلاة إذا کان من أجل تعدیل اتجاه القبلة[6]، فالقدمین و الثلاث لا تضر و کذلک الأکثر.
لأن هذا المقدار لا یعد فعلاً کثیراً، مع أن المناط لیس الکثرة و إنما محو صور الصلاة، و لا یحصل المحو فی هذا المقدار و لا «بالأکثر» منه، إضافة إلى ذلک توجد جملة من الأخبار تدل على الجواز.[7]
إذن فلا إشکال إذا کانت الحرکة بمقدار قلیل و من أجل تعدیل صفوف الصلاة أو توفیر مکان للآخر الذی یرید الالتحاق بصف الجماعة.
و فیما یلی نلفت الانتباه إلى أجوبة مکاتب مراجع التقلید:
مکتب آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):
«لا إشکال فی أصل هذا العمل و لکن یشترط أن یکون تراجع المأموم إلى الخلف فی حال کون الإمام غیر مشغول بالذکر».
مکتب آیة الله العظمى بهجت (مد ظله العالی):
«الأظهر المساواة مع الإمام فی الموقف (فی حال کون المأموم شخصا واحداً) و الأفضل أن یتقدم الإمام قلیلاً».
مکتبة آیة الله اللنکرانی(قدس):
«الاقتداء فی الصورة المذکورة صحیح، و یستحب إذا کان المأموم شخصاً واحداً أن یکون بجانب الإمام، و إذا کان عدة أشخاص فیقفون خلف الإمام صفاً».
[1] العدید من الفقهاء منع هذا الموقف بصورة مساویة، انظر: توضیح المسائل، مراجع، ج 1، ص 781 و 782، مسألة، 1432.
[2] بعض الفقهاء صرح باستحباب هذا الأمر فی رسائلهم العملیة، انظر: المصدر نفسه.
[3] انظر، المصدر نفسه؛ الوسیلة إلى نیل الفضیلة، ص107؛ الجامع العباسی و تکمیله، (المحشى)، ج 1، ص 96.
[4] انظر: المصدر نفسه، ص682، المسألة 1151.
[5] السید محمد کاظم الطباطبائی الیزدی، سؤال و جواب، ص 47، (برنامج جامع الفقه).
[6] عکس القبلة
[7] وسائل الشیعة، ج 4، ص 1279، الروایة 1 و ج 5، ص 443، باب 43، أبواب صلاة الجماعة؛ من لا یحضر، ج 1، ص 277، الروایة 851 و ج 1، ص 494، الروایة 1421؛ الکافی، ج 3، ص 316 و 385 و ص 272؛ تهذیب الأحکام، ج 3، ص 275، الروایة 119.