إن المرأة و الرجل فی نظر الإسلام هما مکملان لبعضهم البعض، و قد خلقهما الله لکی یسکن کل منهم إلى الآخر، و یؤمّن کل منهم الاحتیاجات العاطفیة و الروحیة و الجنسیة للآخر. قد شرّع الإسلام الزواج (الدائم و المؤقت) لکی یلبی احتیاجات کلاً من الرجل و المرأة و ان کل علاقة و رابطة تتم بینهما یجب أن تکون ضمن هذا الإطار، و أنت أیها السائل تستطیع تلبیة احتیاجاتک الجنسیة عن طریق الزواج الدائم أو المؤقت، و إذا لم یکن فی مقدورک الزواج فیجب علیک عن طریق الریاضة و بعض الألعاب المسلیة السلیمة الأخرى و عن طریق الصوم أن تقی نفسک من التلوث بالذنوب.
إن المرأة و الرجل فی رأی الإسلام هما موجودان یکملان بعضهما البعض و قد خلق الله سبحانه البعض منهم للآخر، یقول تعالى فی کتابه الکریم: "و من آیاته ان خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها و جعل بینکم مودة ورحمة...".[1]
من الأمور التی یحتاج فیها الرجل و المرأة أحدهما للآخر، هی الحاجة الجنسیة التی هی بدورها نعمة إلهیة.
إن الإسلام یتعامل مع هذه الغریزة بشکل واقعی و بشکل منطقی، و هذا یعنی أن الإسلام لا یجوز کبح هذه الغریزة بشکل کلی و دائمی، بل على العکس حیث یأمر الإسلام الاهتمام بهذه الغریزة الطبیعیة و لکن فی المقابل یجب أن یکون هذا الاهتمام ضمن إطار قوانین و مقررات الإسلام لکی لا یکون هنالک مساس لجوهر الطهارة و العفة لدى الإنسان، لذلک شرع الإسلام الزواج لتلبیة الحاجات ـ التی هی ضمن هذا الإطار ـ لدى الرجل و المرأة.
إن الزواج فی رأی الإسلام هو من الأمور المهمة جداً، و لقد أکدّ و بارک و شجع الدین الإسلامی الحنیف کثیراً على مسألة الزواج.
یقول الرسول الأکرم (ص): "من تزوج فقد أحرز نصف دینه".[2]
یقول فقهاء الإسلام؛ الزواج بعینه یکون مستحباً و لکن إذا کان هنالک شاب فی حاجة ماسة للزواج إلى درجة انه إذا لم یتزوج فمن الممکن جداً أن یقع فی الإثم و المعصیة، فیجب علیه فی هذه الحالة الزواج.[3]
من المؤکد أن الإسلام لم یکتفی بالزواج الدائم لإرضاء الغریزة الجنسیة، بل إی شخص عندما لا یستطیع الزواج بشکل دائم لأی سبب کان سواء أکان هذا السبب هو نتیجة التکالیف الباهظة للزواج الدائم، أم نتیجة لظروف العمل أو الدراسة و...، قد جوز و شرّع الإسلام أسلوبا آخر لتلبیة هذه الحاجة الغریزیة و هو (الزواج المؤقت)، و بذلک یتم الحد و الوقایة من الکثیر من الانحرافات الجنسیة.
إذا کان لیس بمقدور شاب معین أن یتزوج بإحدى هاتین الطریقتین (الدائم او المؤقت) فانه یستطیع الاستفادة من الإرشادات التی سنذکرها أدناه:
أ. الحد من الأفکار و التصورات الجنسیة الباطلة و المنحرفة عن طریق مطالعة الصحف و الکتب و المجلات و تردید الأذکار و أعمال من هذا القبیل.
ب. رعایة حدود الحرمة التی وضعها الإسلام بین الأشخاص الذین لا تربطهم علاقة شرعیة.
إن من ابرز التدابیر التی یتخذها الإسلام فی هذا المجال هی کما یلی:
1. تحریم النظر بشهوة إلى الغیر المحرم.
2. وجوب لبس الحجاب و عدم التجمل و المراءات فی هذا المجال.
3. منع المماسة الجسدیة مع الأشخاص الأجانب.
4. عدم التکلم بشکل مغری و بشهوة مع الشخص الغیر محرم.
5. تجنب استعمال العطور للشخص الغیر محرم.
6. عدم الاختلاء مع الشخص الغیر محرم.
ج. عدم الاستماع إلى الموسیقى التی تهیج الغریزة الجنسیة لان هذه الموسیقى تؤدی إلى المیل و الرغبة الغیر محدودة و الغیر منضبطة للغریزة الجنسیة و فی الحقیقة تؤدی إلى إیجاد نوع من الجنون الجنسی.
د. التوصیة بالعفة و الخجل و الحیاء الجنسی، لان العفة و الحیاء لهما دور کبیر فی الوقایة من ارتکاب الذنوب و الانحراف الجنسی. یقول تعالى فی کتابه الکریم: "و لیستعفف الذین لا یجدون نکاحاً حتى یغنیهم الله من فضله".[4]
هـ . الابتعاد عن الوحدة و الاختلاء بالنفس.
و. الاشتراک فی المراسیم الدینیة کصلاة الجماعة و دعاء کمیل و... . یقول تعالى فی کتابه الکریم: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنکر"،[5] و بالأخص إذا کنت تقیمها بخشوع.
ز. السعی لتشکیل العلاقة مع الإفراد المتدینین و کثرة مخالطة هؤلاء.
ح. اجتناب الفراغ و البقاء بدون عمل و البقاء دوماً فی حالة من الفعالیة.
ط . المطالعة التدریجیة المنظمة؛ مثلا أن تقرأ یومیاً عشرة صفحات بخصوص موضوع المعاد او ای موضوع آخر یعزز عندک الثقة بالنفس و تنمیة الملکات الاخلاقیة العالیة.
بالتأکید أن الذی ذکرناه أنفا هی حلول مؤقته إلى حین أن تتهیأ لکم إنشاء الله ظروف الزواج.