هناک العدید من آیات القرآن التي تتعرض للحدیث عن تکلم أهل الجنة، و سلام بعضهم علی بعض، و تحیاتهم و تبادلهم الاحادیث، و فيما یلی نماذج من تلک الآیات:
- "دَعْواهُمْ فيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ"[1].
- "وَ أُدْخِلَ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدينَ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فيها سَلام"[2].
3- "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَريما"[3].
و بناءً علی هذا ، فان أصل تکلم أهل الجنة مع بعضهم البعض أمر مسلّم في نظر القرآن. و أما کیفية حصول هذا التکلم و الاستماع، فانه یمکن القول ان حدیثهم و استماعهم یکون بنفس هذا اللسان و الاذن الدنیویة. و ذلک لان جسمانیة المعاد تنسجم مع ظاهر الکثیر من الآیات و الروایات، فقد ورد في القرآن الحدیث عن الفواکه و الاشجار و اللذائذ التی یتنعم بها أهل الجنة بأبدانهم المادیة.
(و لمزید الاطلاع عن المعاد الجسماني، انظر: موضوع: المعاد الجسماني، السؤال: 10124 (الموقع: 10086).
و علی هذا الاساس فان أصل هذا الکلام و هو ان الجنة غیر مادیة یمکن ان لا یکون صحیحاً.
کذلک لا توجد اشکالیة في تكلم أهل الجنة باللغات المتداولة حتی علی القول بان المعاد و الجنة مجردان عن الجسمانیة و انهما روحانیان.
ولا فرق في هذا المجال بین الالسنة واللغات المختلفة، و ذلک لانه کما أمکن أن ینزل الله تعالی ( وهو غیر مادی جزماً) القرآن بلسان عربی علی جبرئیل (و هو من الملائکة المجردین عن المادیة) لیکون الواسطة في انزاله علی النبي الاکرم (ص) الذي لا يرتاب احد في ماديته و جسمانيته[4]. و سوف لن تکون هناک مشکلة في تکلم أهل الجنة – الذین فرض أنهم غیر مادیین- بهذه اللغة أیضاً، و ان الله سوف یعطی هذه القدرة لاهل الجنة أیضاً.
و بناءً علی هذا فانه یلاحظ ان تکلم المجرد (غیر المادی) مع المجرد باللغة العربیة أو بایّ لغة أخری، لن یکون فيه أية اشکالیة.
[1]یونس: 10.
[2] ابراهیم: 23.
[3] الاحزاب: 44.
[4] وذلک لاننا نعتقد ان القرآن الذي تحت متناول ایدینا هو وجود لفظي وکتيی للقرآن المکنون عند الله، و ان الفاظه هی نفس الالفاظ التي القاها الله الی جبرئیل و هو أیضاً انزلها علی قلب النبی الاکرم (ص).
وللاطلاع أکثر علی مراتب نزول القرآن راجعوا موضوع: نزول القرآن، مراتبه وفلسفة تدرجه، السؤال 4595( الموقع: 5086).